عنابة تتذكر عائلة عمر بوشموخة في أربعينية رحيله

 كرّم فرع اتحاد الكتاب الجزائريين بعنابة، نهاية الأسبوع، بمساهمة دار الثقافة وإذاعة عنابة، عائلة الفقيد الأديب والإعلامي عمر بوشموخة، بمنحها الذرع الثقافي بمناسبة أربعينية وفاته. وحضر اللقاء جمع من أصدقاء الفقيد وكذا أدباء وصحفيون وأسماء ثقافية وفنية من عدة ولايات، وثلة من فئة الشباب الموهوب بالكتابة الأدبية. 

تابع الحضور في أجواء ميزتها السكينة والتأثر، شريطا مصورا يحكي مسيرة الراحل وتنقلاته بين مسقط رأسه بآشموخن ولاية جيجلاين نشا (جويلية 1954) وقسنطينة ثم العاصمة، ليستقر به المقام في عنابة، في رحلة حافلة صقلت مواهبه بداية كإطار الشبيبة والرياضة ومستشار لذات القطاع بعنابة، ثم مدرسا للغة العربية. ومارس عمر الصحافة المكتوبة خصوصا في المجال الثقافي، حيث أشرف على صفحاتها المهتمة بالثقافة والإبداع الأدبي بعدة عناوين عمومية ومستقلة، كما عمل مذيعا بإذاعة عنابة، حيث  أعد حصصا ثقافية وفنية وأدبية ثم تفرغ بعد تقاعده من الإذاعة لممارسة مهنة المحاماة، لكن القدر باغته، حيث استسلم للمرض ليرحل يوم 28 ديسمبر 2013. وجمع الفقيد بين مختلف الفنون، حيث كان عازفا موسيقيا ومدرسا للموسيقى وتميّز بإلمامه بالطرب العربي الأصيل والموسيقى العالمية، كما درس فنيات التحرير الصحفي. تأثر كثيرا بالراحل هواري بومدين وأم كلثوم وقد شارك في جنازة وفاتها بالقاهرة، كما عشق كبار الشعراء العرب أمثال محمود درويش ونزار قباني وسميح القاسم وغيرهم، ما ألهمه  لدخول عالم القصة والرواية، فأنتج العديد من المؤلفات، منها 5 روايات نشر منها اثنتان، “أوراق أيلول” وديوان شعر “أشعار على شفاه الورد” وله عمل أدبي بعنوان “الكتابة بلون الحزب”، أنتجها متأثرا بواقع الكتابة زمن العشرية الإرهابية، وترك من وراء وفاته عملا تحت الطبع بعنوان “حبر على ورق”، فضلا على إسهاماته في المنتج القصصي والدراسات الأدبية والإعلامية وأعمالا موجهة للأطفال. وحسب شهادة كوكبة من الجيل الجديد، ساهم عمر بوشموخة في صقل المواهب الشابة وتعامل مع الجميع بتواضع كبير دون تمييز، فكان يستحقق وبجدارة أن يكون مرجعية فكرية وأدبية وفنية على المستوى الوطني، جمعت بين الأدب والصحافة بطابع خاص. وتعب الفقيد في آخر مشواره وقال في أول سنة من تقاعده “أبحث عن مكان آخر لأني استهلكت عنابة وهي استهلكتني” وكأنه أراد أن يودعها وكان الأجل المحتوم ليرحل إلى جوار بارئه.