150 ألف لاجئ إسباني عاشوا في الجزائر

38serv

+ -

قدم المؤرخ الإسباني خوان رامون روكا والأستاذ فريد صاحباتو من جامعة مستغانم، نهاية الأسبوع، محاضرة حول " هجرة ونفي الإسبان في الجزائر" في إطار سلسلة محاضرات " ذاكرة وتاريخ مشترك " من تنظيم المركز الثقافي " ميخال دي سيرفانتيس" بوهران.

واستعرض خوان رامون المختص في هجرة الإسبانيين نحو الجزائر إحصائيات حول تزايد توافد الجالية الإسبانية نحو الجزائر في بداية القرن التاسع عشر مع الاحتلال الفرنسي للجزائر بسبب الاضطرابات السياسية في إسبانيا والأزمة الفلاحية وخاصة منطقة " الأندلس" ومدن أليكانت و ألميريا و فالنسيا خاصة نحو المناطق الغربية من الجزائر.

وقدر عدد الإسبانيين سنة 1840 بحوالي 31 ألف قبل أن ينتقل الرقم إلى 114 ألف سنة 1881 من إجمالي 423 ألف مستوطن أوروبي أي 11 بالمائة وحوالي 3 ملايين جزائري 89 بالمائة حسب الإحصاء الرسمي المنجز في تلك الفترة.

وشكل تزايد السكان الإسبانيين في الجهة الغربية هاجسا لدى الفرنسيين مما اسموه" الخطر الإسباني" بدليل أن 37 بالمائة من المواليد في الجزائر إسبانيين، وبدأت السلطات في سن قانون يقضي بمنح الجنسية الفرنسية لكل مولود في الجزائر.

كشف الباحث عن رفض العائلات الإسبانية الانصهار من خلال التنقل نحو إسبانيا لوضع الحمل للحفاظ على الجنسية الإسبانية الأصلية.

استظهر دفاتر عائلية لمواليد يحملون أسماء فرنسية. من جهته، قدم فريد صاحباتو الأستاذ بجامعة مستغانم محاضرة حول هروب ولجوء الإسبان الجمهوريين نحو الجزائر سنة 1939 بعد فوز قوات فرانكو الفاشية في الحرب الأهلية الإسبانية وبلغ عدد المنفيين 150 ألف إسباني وصلوا السواحل الجزائرية على مراحل. وأوضح بأن السلطات الفرنسية قامت بتوزيعهم على كل المناطق سواء بوضعهم في محتشدات أو في مخيمات.

ووصلت سفينة " أل رونوين" في 12 مارس 1939 قادمة من ألكيانت نحو ميناء تنس و على متنها 700 شخص و في 19 من نفس الشهر وصول سفينة " أفريكان ترادار" من أليكانت نحو ميناء وهران 300 شخص و تلاه وصول أكبر سفينة " أل ستان بروك" لميناء وهران و على متنه 3 آألاف شخص في 28 مارس 1939

و لقد قامت السلطات الفرنسية بنصب خيم على مستوى " رافان بلون" و منطقة سيدي محمد المطلة على الميناء قبل اتخاذ قرار إسكان البعض منهم في عمارة " ليسكير" و مستودع " كاف قي" بحي قومبيطا أو توزيع الآخرين على محتشدات مثل محتشد " موران" و غليزان و الجلفة و بوغار و كولون بشار كيد عاملة في ورشات إنجاز مشروع السكة الحديدية و في منجم الفحم بالقنادسة.