أكد مسؤولون إيرانيون تعويلهم على ترقية محور طهران- الجزائر إلى مستويات أعلى، لاسيما أن هذا المحور، حسبهم، مبني على قاعدة متينة أساسها التقاطع في العديد من المواقف بشأن أمهات القضايا الإقليمية والإسلامية والعالمية، بل تتقاطع الدولتان تاريخيا في حدثين هامين لا يمكن تجاوزهما، الأول مرتبط بتوسط الجزائر في الأزمة الإيرانية العراقية في 1975 ورعاية الجزائر مصالح طهران في قضية الرهائن الدبلوماسيين الأمريكيين.
قال الناطق باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، أمس، في لقاء مع وفد إعلامي جزائري يزور إيران حاليا، إن العلاقات الثنائية بين البلدين يجب أن ترتقي إلى قيمة وقمة مواقف البلدين بشأن أمهات القضايا الإسلامية والإقليمية والدولية، في مقدمتها القضية الفلسطينية.
وأضاف كنعاني في مقابلة معه بمقر وزارة الخارجية بطهران إن الوقت ليس للبحث عن من نلقي اللوم وهوية المسؤول بشأن مستوى العلاقات بين البلدين، بقدر ما أن المسؤولية كبيرة على عاتق قادة البلدين للرقي بها إلى أعلى المستويات، لاسيما في جانب المبادلات الاقتصادية والتجارية، وهو ما سيكون محور المحادثات المرتقبة بين الرئيس عبد المجيد تبون والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خلال زيارته المرتقبة إلى الجزائر تزامنا مع انعقاد قمة الغاز التي تحتضنها الجزائر نهاية فيفري القادم.
إلى ذلك تحدث كنعاني عن الدور الذي يقوم به السفير الإيراني بالجزائر واللقاءات التي ينظمها مع مختلف مكونات الدولة والمجتمع الجزائري، والشأن ذاته بالنسبة لسفير الجزائر بطهران.
وأشار الدبلوماسي الإيراني إلى العمل على توقيع اتفاقيات تعاون في العديد من المجالات، منها الثقافة والإعلام.. حتى تكون رافدا من روافد الرقي بالعلاقة التاريخية بين البلدين.
ولم يفوت كنعاني الفرصة لتهنئة الجزائر، قيادة وحكومة وشعبا، بمناسبة فوزها بمقعد غير دائم بمجلس الأمن، قائلا: "إن تواجد الجزائر في هذه الهيئة من شأنه إسماع وإيصال صوت ومواقف الدول الإسلامية والعربية بشأن القضايا العادلة، في مقدمتها القضية الأم فلسطين وما يعانيه الآن الأشقاء الفلسطينيون في قطاع غزة".
وفي هذا الشأن، أعرب كنعاني "عن أسفه لما آلت إليه الأوضاع الآن في فلسطين المحتلة وكيف استطاعت كيانات غربية في صورة الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني قطع حبل الأخوة في الدين والعرق وبث السموم في علاقات الأخوة من أجل تنفيذ مخططاتها وبلوغ أهدافها على حساب قضايا الأمة ووحدتها".
غير أن الوعي لدى العديد من قادة الدول الإسلامية، منها الجزائر وإيران، يضيف المسؤول الإيراني، دفعها إلى إعادة ترتيب الأولويات والبداية تكون من منظمة التعاون الإسلامي.
وأبرز المتحدث أن الجزائر وطهران تشتركان في العديد من المواقف ذات الصلة بملفات محورية لعل أهمها القضية الفلسطينية ومآلاتها وتقلبات سوق النفط، هذا رسميا. أما شعبيا فإن القاسم المشترك، يقول كنعاني، "هو الوقوف في خندق واحد مع شعوب القضايا العادلة، حيث تتوافق الحكومتان في دعم كفاح ومقاومة الفلسطينيين وإشادتهما بل افتخارهما ببطولات فصائل المقاومة في غزة".