حوار مع عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" باسم نعيم

+ -

أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة، باسم نعيم، أنهم منفتحون ويتعاملون بإيجابية مع أي مقترح لوقف إطلاق النار، لكنه أكد تمسكهم بأن يكون الاتفاق يؤدي في نهاية المطاف لوقف إطلاق نار شامل وتبييض السجون بالكيان الصهيوني من الأسرى الفلسطينيين، وأشار إلى تأثير الأزمة الداخلية التي يعيشها الكيان على مسار إبرام الصفقة بسبب تباين المواقف وتشرذم الداخل الصهيوني.

جاءت تصريحات القيادي في حركة "حماس"، خلال زيارته أمس جريدة "الخبر" على هامش الزيارة التي يقوم بها إلى الجزائر، حيث توقف عند آخر مستجدات العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وكذا الصفقة الخاصة بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وقال الدكتور باسم نعيم إن "حماس" تسلمت مساء الأحد إطار عمل و"ندرس في الحركة بالخارج والداخل وقيادة المقاومة في الميدان كيف يمكن الرد على هذا الإطار، نحن طبعا في العموم لدينا مبدأ أساسي، نحن نتعامل مع كل المقترحات بشكل إيجابي، لأنه في النهاية ما يهمنا هو كيف يمكن أن نوقف هذا العدوان على شعبنا. فالمذبحة مستمرة ووقف العدوان بالنسبة لنا هدف، لكن لا نريد أن نصل إلى محطة وقف إطلاق النار وتبقى يد العدو مطلقة".

في المقابل، يقول عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" بغزة، بأن "العدو الصهيوني لا يريد أن يعلن بأن هناك صفقة لتبادل الأسرى شاملة، تؤدي إلى تبييض السجون"، والاجتماع الرباعي في باريس حاول أن يوجد جسرا –حسبه- للهوة بين مطالب المقاومة ومطالب الاحتلال الهوة، "فتوافقوا على إطار عمل وليست اتفاقية، ويطرح هذه الأطر على الطرفين، وإذا تم التوافق يمكن أن يبنى عليها اتفاقية وقف إطلاق النار".

وبخصوص مطالب الاحتلال فإنهم لا يريدون -حسب المتحدث- "إعلان وقف إطلاق النار شامل ودائم، بل أن تتوقف الحرب من دون شروط، لكن هذا الأمر خطير لأنه لا يمكن أن تبقى يد العدو مطلقة". وأوضح في هذا السياق "بأنه لا يمكن أن تبدأ في عملية إغاثة وإيواء وعملية إعمار كبيرة في ظل استمرار العدوان، فحوالي مليون وتسعمائة ألف شخص نزحوا ويريدون العودة إلى بيوتهم، كيف يمكن أن يرجعوا وهم مهددون بالعدوان من جديد".

أما الشروط التي تضعها الحركة لإتمام أي صفقة مع الكيان الصهيوني، فأفاد القيادي في حركة "حماس" أنهم لن يقبلوا "بأي اتفاق لا يضمن في نهاية المطاف وقف إطلاق شامل وتبييض السجون"، مشيرا إلى أنه يمكن أن يكون في "مرحلة أولى وقف إطلاق نار مؤقت كما هو مقترح الآن لمدة 35 إلى 40 يوما وإعادة انتشار قوات الاحتلال ووقف العمليات الحربية ويتم إدخال المساعدات لإغاثة الناس وعودة السكان، ممكن تكون هذه المرحلة مؤقتة، لكن بضمانة أن نذهب في مرحلة ثانية إلى وقف إطلاق نار شامل وتبييض السجون"، إلى جانب المطالب الأخرى المتعلقة بفتح المعابر وإيصال المساعدات والإغاثة وإعادة الإعمار.

وبالنسبة لحركة "حماس" هناك مراحل أخرى ليست متعلقة بهذه المحطة الحالية والمتعلقة بـ"إدارة الشأن الفلسطيني في غزة بعد العدوان وإطلاق مسيرة سياسية لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال وبناء الدولة. لكن الحديث اليوم يتعلق بهذه الجزئية وهي وقف إطلاق النار".

ويعد ملف الأسرى من بين الملفات الرئيسية لأي صفقة مستقبلية مع الكيان، وتشير الإحصائيات التي قدمها الدكتور باسم نعيم إلى وجود حوالي 5 آلاف أسير أو أكثر في السجون الإسرائيلية، لكن بعد السابع أكتوبر فوق العدد إلى أكثر من عشرة آلاف، وهناك "ألف أسير أو أكثر من قطاع غزة لا نعرف عنهم أي معلومات".

 

ضمانات للأسرى المحررين

 

وفي رده عن سؤال حول وجود ضمانات بعدم اعتقال الأسرى بعد إطلاق سراحهم في الصفقة، كما فعل الاحتلال في مرات سابقة، أوضح المتحدث "نظريا نعم سيكون هناك ضامنين بالأساس الدول العربية المشاركة مصر وقطر وفيه كلام عن إضافة الأردن، الولايات المتحدة وفرنسا، ونحن طالبنا أن تنضم الأمم المتحدة وروسيا بأن تكون ضامنة". إلا أنه أكد بأن حركة حماس متعودة بأن "الاحتلال لا يحترم عهوده ولا يلتزم بها، فقد أطلق سراح 1027 أسير قي صفقة شاليط، والذين بقوا في الضفة الغربية أعيد اعتقالهم جميعا، حتى في وقف إطلاق النار الأول خلال هذا العدوان نحن اتفقنا على ثلاثة أمور وهي إدخال المساعدات إلى القطاع ووقف العمليات العسكرية وإطلاق سراح الأسرى بأعداد معينة، وأثناء العملية لم يدخل المساعدات المطلوبة وخاصة إلى شمال غزة لم يدخل شيئا، وقتل العشرات خلال وقف إطلاق النار، ولم يلتزم بالمواصفات التي اتفقنا عليها في اتفاق وقف إطلاق النار"، لكن الشيء الوحيد -حسبه- "الذي يمكن أن يلزم هذا الاحتلال هو قوة المقاومة وجهود المقاومة وتمسك الشعب بحقوقه وهذا العدو لا يفهم إلا هذه اللغة".

وفي رده على سؤال حول من يبادر لطلب وقف إطلاق النار، كشف القيادي في حركة "حماس" بأن العدو الصهيوني هو من يرسل بشكل مستمر الوسطاء من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار، والوسطاء في كل مرة يؤكدون أن العدو معني بالوصول إلى وقف إطلاق النار وأنه مستعجل". وربط هذا الاستعجال في إبرام الصفقة بالأزمة الداخلية التي تعصف بالكيان "ويريدون أن ينتهوا من الحرب لكن هم منقسمون، فهناك جزء يعتبر أن وقف إطلاق النار الشامل وتبييض السجون مع بقاء المقاومة وبقاء السلاح وبقاء الحركة، يعتبر هزيمة مدوية لأنهم جاءوا من أجل تحقيق ثلاثة أهداف: تحطيم المقاومة وتهجير السكان واستعادة الأسرى، ولم يحققوا من ذلك شيئا"، وجزء آخر يطالب بوقف إطلاق النار والعودة إلى الحرب بعد سنة أو سنتين.

 

الكيان في ورطة

 

ويرى الدكتور باسم نعيم "في الحالتين، الكيان الصهيوني يعيش في أزمة، فاستمرار الحرب مشكلة كبيرة على المستوى الداخلي والدولي وخاصة على مستوى محكمة العدل الدولية، ووقف الحرب وخاصة أمام الفشل الإستراتيجي الكبير في هجوم السابع أكتوبر، ثم تبعه الفشل المتلاحق في تحقيق أي من الأهداف، فهو قال في البداية أنه يريد أن يحطم حماس، إلا أنه يفاوض حماس على مدار الساعة من أجل وقف إطلاق النار، واليوم الموالي لتوقف الحرب سيذهب نتنياهو بعد التحقيق إلى السجن أو تنتهي مسيرته السياسية".

وإلى جانب الضغط الداخلي والانقسام والتشرذم، يجد الكيان نفسه -يقول الدكتور باسم نعيم- أمام "ضغوطات دولية وإقليمية وعالمية لوقف هذه الحرب لسببين، الولايات المتحدة الأمريكية مقبلة على انتخابات، والشكل الحالي للمعركة سيؤثر سلبا بشكل كبير جدا على فرص الديمقراطيين في الفوز"، وثانيا فإن "الحرب في الإقليم نتيجة لأي خطأ هنا أو هناك قد تنفجر الأوضاع وتتوسع الحرب، فهناك جبهة ساخنة جدا في لبنان وأيضا بالبحر الأحمر وفي سوريا والعراق، والولايات المتحدة الأمريكية لا تريد لهذه الحرب أن تتوسع".

 

كلمات دلالية: