الغرب يقدم دعما غير مشروط لـ"بروباغندا" جيش الاحتلال

+ -

قررت 12 دولة غربية قطع مساعداتها المالية لوكالة غوث اللاجئين الأممية "الأونروا" بناء على مقال صحفي نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، ادعت فيه مشاركة بعض الموظفين لدى "الأونروا" في هجمات 7 أكتوبر.

الغريب في الأمر أن المقال المذكور الذي يتحدث في معلوماته عن مصادر "استخباراتية" واستعملته الدول الغربية كذريعة لمعاقبة الشعب الفلسطيني كتبته جندية الكيان المحتل السابقة، كاري كيلر لين.

مثلما كانت الرواية التي بثتها قناة "بي بي سي" الإنجليزية بشأن قطع رؤوس 40 طفلا، اتهمت صحفية تلك القناة المقاومة بها وجعلت حكومات الغرب تعلن "دعمها اللامشروط" لحكومة نتنياهو لتنفيذ حرب الإبادة ضد غزة، فإن المقالة التي نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" ضد "الأونروا"، تزعم فيها مشاركة موظفين من الوكالة في عملية "طوفان الأقصى" واستعملتها الولايات المتحدة بمعية 11 دولة غربية أخرى كمطية لمعاقبة الشعب الفلسطيني، هي الأخرى تهدف إلى الحصول على دعم  غربي "لا مشروط" للتهجير القسري للفلسطينيين.

وتلتقي الرواية الأولى التي كانت وراء تحريض الغرب لشن الحرب ضد الفلسطينيين والرواية الثانية لقطع المعونات عن وكالة "الأونروا" لتنفيذ مخطط التجويع والإبادة والتهجير ضد الفلسطينيين في أن الذي همس في أذن صحفية قناة "بي بي سي" ببروباغندا الأطفال الـ40 الذي تم التنكيل بهم، قبل أن يتم تكذيبها كليا حتى من قبل الصحف العبرية، هو عسكري في جيش الاحتلال، والذي كتب مقالة التحريض ضد "الأونروا" هو جندي سابق في جيش الاحتلال، وهو ما يعني أنها لم تكن عملا صحفيا موثقا بل كانت بناء على طلب من قيادة الجيش الإسرائيلي، وبالتالي هي لا تتوفر على أدنى مصداقية إعلامية ومجرد دعاية كان يفترض أن تتعامل معها الحكومات الغربية بمزيد من الدقة.

فهل تسرعت الحكومات الغربية في حكمها، سواء في دعمها "اللامشروط" للكيان المحتل، غداة عملية 7 أكتوبر، أو في قطعها الدعم المالي عن "الأونروا"؟.

لا يعقل أن تنخدع الدول الغربية بمثل هذه البساطة وتصدق بمثل هذه السرعة الرواية الإسرائيلية، وهناك مثل يردده الإسرائيليون يقول "متى تعرف أن نتنياهو يكذب؟ عندما يحرك شفتيه ليتكلم"، أي أنه بمجرد فتح فمه فهو يكذب. وقد قال عنه ذلك صراحة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي. فمادامت الأمور معروفة لدى الجميع، فلماذا تنجر الدول الغربية وراء قرارات تعلم علم اليقين أنها ليست كذلك؟

من الخطأ الاعتقاد أن ذلك مجرد سوء تقدير أو نقص فهم وضبابية معلومات، بل هو يكشف أن الحكومات الغربية متواطئة إلى أبعد الحدود في مخطط الإبادة الذي يقوم الكيان المحتل بتنفيذه تحت أعينهم وبرعايتهم، وكل ما يقال من قبل هذه الحكومات الغربية بشأن رفض التهجير وحل الدولتين والمساعدات وحماية حياة المدنيين هو كذب لا يختلف في شيء عن كذب نتنياهو.

 

كلمات دلالية: