+ -

 كثيرا ما كانت سيارات الإسعاف، التي تعتمد عليها المؤسسات الاستشفائية لنقل المرضى محل انتقاد، سواء من قبل مسيري المستشفيات، أو عائلات المرضى، بسبب ”اهترائها” وعدم توفرها على التجهيزات الطبية الضرورية التي تستعمل في تقديم الإسعافات الأولية للمرضى والجرحى، لتتحول إلى مجرد مركبات لا فرق بينها وبين مركبات نقل البضائع.يقول محمد بقاط بركاني، رئيس عمادة الأطباء الجزائريين، في تصريح لـ«الخبر” إنه يجب التفريق بين مختلف أنواع المركبات المخصصة للإسعاف من جهة وأخرى المخصصة للنقل الصحي، فإن كانت الأولى ملزمة في الأعراف أن تتوفر على تجهيزات الإنعاش وغيرها، ليس بالضرورة متوفرة في الثانية، غير أن السيارات المخصصة للنقل الصحي والموجهة أساسا لنقل المرضى بين المستشفيات، يجب هي أيضا أن تتوفر على أدنى الضروريات لمواجهة أي طارئ عند نقل المريض. وحسب طبيب، يعمل بأحد مستشفيات العاصمة، فإن الإشكال قائم بحدة، وفسر ذلك بالقول ”لنفترض أن مصالح الحماية المدنية نقلت مصابا على مستوى الرأس في حادث مرور لأقرب مستشفى، غير أن هذا الأخير لا يتوفر على مصلحة جراحة الأعصاب، فيصبح هذا المستشفى ملزما أخلاقيا وقانونيا بتوفير سيارة إسعاف قادرة على نقله لمستشفى آخر يتوفر على بعض التجهيزات المهمة للتكفل به، ومنه يجب على أن تكون هذه المركبة تتوفر على أدنى الضروريات منها حقنة الأدريلالين مثلا”. وهي أشياء، يضيف نفس المصدر، غير متوفرة، فيتم غالبا نقل مرضى في حالة حرجة على متن سيارات إسعاف لا تختلف عن مركبات نقل البضائع، الفرق بينهما فقط في السرير والمنبه الضوئي، أضف إلى ذلك، يقول المصدر ”يتم إسناد مرافقة المريض إلى طبيب داخلي وهو أمر ممنوع، لأنه قانونا الطبيب الداخلي ليس طبيبا في نظر القانون”. وأمام هذه الحالات المستعجلة، يضطر الأطباء في كل مرة للاستنجاد بسيارات إسعاف مصلحة ”الصامو” على قلّتها مثلا في العاصمة، والتي غالبا ما تستغرق وقتا طويلا قبل الوصول، وأحيانا بعد فوات الأوان، وتجدر الإشارة إلى أنه حتى وإن كان نقل المرضى من بين مهام المصلحة، يبقى أنها ليست من بين مهماتها الأولية التي تبقى الإسعاف الاستعجالي. وبخصوص مصلحة ”الصامو”، يتأسف رئيس عمادة الأطباء عن كون هذه المصلحة التي أنشئت منذ عدة سنوات، لم تحظ بالاهتمام اللازم، ليسمح لها بلعب دورها على أكمل وجه وهي إنقاذ الحياة، من خلال التدخل بسرعة للتكفل مثلا بأشخاص أصيبوا بنوبات قلبية تستلزم التدخل في وقت قصير بعد الإصابة. فمصلحة الإعانة الطبية المستعجلة أو ”الصامو” تعد قوة ضاربة في الدول المتقدمة، فتتوفر مدن مثل باريس على عدد معتبر من سيارات الإسعاف، القادرة على إسعاف أي مريض في أجل أقصاه 10 دقائق بعد نداء الاستغاثة، فأين مصلحة ”الصامو” في الجزائر من هذا؟

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: