يقوم الدكتور بوعبد الله غلام الله رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بزيارة لبلدية سيدي أمحمد بن علي في غليزان بغية افتتاح ندوة علمية وطنية موسومة بدور المجلس الإسلامي الأعلى في نشر الوعي الوسطي من خلال الندوات الفكرية بمسجد الفتح.
ويأتي هذا النشاط العلمي في إطار الشراكة العلمية التبادلية بين جامعة غليزان والمجلس الإسلامي الأعلى التابع لرئاسة الجمهورية،والتي ارتسمت هذه السنة في إحياء الأدوار العلمية المنتظرة من المجلس في إطار انفتاحه على المحيط العلمي،والاجتماعي والاقتصادي.
وقد كشف البروفسور عبد القادر بغداد باي رئيس الندوة لـ"الخبر" أن هذا الموضوع مهم للغاية باعتبار أن مدينة سيدي أمحمد بن علي زاخرة تاريخيا وعلى ممر العصور بقريحة أشياخها وعلمائها الكبار وأوليائها الصالحين الذين كانت لهم الأفضلية والأسبقية في نشر الوعي الوسطي والدعوة إلى تعليم الدين الإسلامي الحنيف،وإتباع سنة المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم،وهذا تماشيا مع موضوع الملتقى الذي سيعقد لأول مرة ببلدية سيدي أمحمد بن علي بحضور رئيس المجلس الدكتور أبو عبد الله غلام الله.
بالموازاة تعرف التظاهرة حسب محدث "الخبر" مشاركة واسعة لمشايخ وأعيان المنطقة بالإضافة إلى الأئمة وشيوخ الزوايا وطلبة القرآن والمريدين وكافة مكونات أسرة الشؤون الدينية لولاية غليزان،إلى جانب مدير جامعة غليزان البروفسور بحري أحمد مرفوقا بإطارات وكوادر الجامعة وطلبة العلوم الإسلامية والشرعية،إضافة إلى السيد مدير الشؤون الدينية،ومختلف المدراء التنفيذيين والسلطات.
وستتخلل أشغال النشاط،كلمات ومحاضرات لضيوف المسجد،وقراءات جماعية للقرآن الكريم وابتهالات،وأناشد دينية في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم،على اعتبار أن موضوع الملتقى مهم للغاية متعلق بالوعي الوسطي ونشره في كل الأمور اليومية كونه من أهم مزايا المنهج الإسلامي، فليست معنى مجرداً بل سلوكاً ومعاملة ومنهجاً فكرياً ينبغي التعامل به،ولعل الجميع اليوم أحوج إليها من أي وقت آخر،فالتعصب والتطرف أبعد عن فهم المعنى الحقيقي للإسلام.
ولقد أبان المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر دورا كبيرا في نشر الوعي الوسطي ضمن مناهجه وأجندته العلمية الزاخرة وبرنامج عمله المكثف،وهذا ضمن مختلف النشاطات والندوات الفكرية والبحثية التي نظمها ولازال حسب تصريح ذات المتحدث،باعتبار أن الوسطية حق وعدل وخير ومطلب شرعي أصيل ومقصد أسمى ومظهر حضاري رفيع،فهي أفضل الأمور وأنفعها للناس،كما أنها الاعتدال في كل أمور الحياة ومنهجها،وهي الاستواء والاستقامة والتوسط.
هذا ويضيف البروفيسور أن الملتقى سيسطر محاضرة حول التوثيق لإسهامات الشيخ أبو عبد الله غلام الله في مجال المعرفة والشأن الديني ونشر مبادئ الوعي الوسطي،وكذا عن تاريخ زاوية سيدي عدة الشاذولية العدوية ودورها الحضاري والعلمي في نبذ أشكال التطرف والتعصب والدعوة إلى الوسطية والاعتدال.