تحنّ الجماهير الجزائرية إلى عهد المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش الذي جعل المنتخب الجزائري يبلغ، في طبعة البرازيل 2014، الدور ثمن النهائي للمونديال لأول مرة في تاريخه، فإن وليد صادي فكر جديا في "مدرب عالمي" يلقى إجماعا لدى الجزائريين، واستقر على النجم زين الدين زيدان صاحب الأصول الجزائرية من قناعة أنه الخيار الأنسب لعدة اعتبارات، غير أنه لم يربط معه اتصالا رسميا.
أما الخيار الثالث الذي يمكن أن يكون من بين أفضل الخيارات لإعادة هيبة المنتخب في مرحلة ما بعد بلماضي، فهو المدرب الفرنسي هرفي رونار، المدرب الحالي للمنتخب النسوي الفرنسي لكرة القدم، والذي هو حاضر في كان كوت ديفوار.
وقد كشف مصدر عليم بأن صادي اغتنم الفرصة وتواصل مع رونار، في محاولة منه لجسّ نبضه في حال التقدم له بعرض رسمي، وترك رونار الانطباع بأن تدريب منتخب من حجم الجزائر يهمه، ما يجعل منه في الوقت الراهن الأوفر حظا لخلافة جمال بلماضي على رأس المنتخب الوطني.
وكان رونار قد صرح، في وقت سابق، بأنه تلقى عرضا لتدريب المنتخب الوطني في عهد محمد روراوة الذي سارع لتكذيب الخبر، وقد بدا وقتها رونار، من خلال ذلك التصريح، بأنه تلقى عرضا رسميا من مسؤولي الفاف بعد عهدة المدرب الصربي ميلوفان راييفاتس، تاركا الانطباع بأنه كان على وشك فك الارتباط مع المنتخب المغربي الذي كان على رأسه.
وسبق للمدرب رونار التتويج مرتين بكأس أمم إفريقيا مع منتخبين مختلفين، مرة مع زامبيا في 2012 وأخرى مع كوت ديفوار في 2015، وهو المدرب الذي واجه المنتخب الجزائري في التصفيات المزدوجة لكأس أمم إفريقيا والعالم لطبعة 2010، وخطف الأضواء قياسا بالعرض الكروي المتميز للمنتخب الزامبي.
كما خاض رونار تجربة قصيرة في الجزائر حين درب اتحاد الجزائر، وقد دفعه وقتها مولدي عيساوي، المدير الرياضي للنادي، إلى الرحيل، ليخطف رونار الأضواء من جديد مع المنتخب السعودي في مونديال قطر 2022 رغم خروجه من الدور الأول، كون التاريخ سجل له بأن المنتخب الذي أشرف عليه هو الوحيد الذي أطاح بالمنتخب الأرجنتيني ورفقاء النجم ليونيل ميسي، بطل العالم في تلك النسخة، حين فاز عليه في مباراة الجولة الأولى من المجموعات بهدفين مقابل هدف.
ويبقى الإشكال القائم مبدئيا في ترسيم الاتفاق مع رونار هو منصبه الحالي، كونه على رأس المنتخب النسوي الفرنسي لكرة القدم، وهو يطمح للمشاركة معه في أولمبياد باريس خلال هذه الصائفة، بينما يحتاج رئيس الفاف نظريا إلى مدرب في أسرع وقت، لإعادة الهدوء إلى بيت المنتخب، وتحضير الرهانات المقبلة، أبرزها الجولتان المقبلتان لنهائيات كأس العالم 2026 المقررتان شهر جوان المقبل.