38serv

+ -

تحدثت مصادر إعلامية أمس، أن جمال بلماضي أعلن للاعبيه مباشرة بعد نهاية اللقاء أنه قرر المغادرة، قرار منطقي يأتي بعد أن قضى خمس سنوات على رأس العارضة الفنية لـ "الخضر" نجح في أمور وفشل في أخرى.

 كثيرا ما كان بلماضي يقول إنه استلم المنتخب في حالة يرثى لها واستطاع في وقت وجيز بناء مجموعة والفوز بلقب كانت تبحث عنه الجزائر طيلة 29 سنة وهذا أكبر انجاز لابن مستغانم.

 كما استطاع خلق صرامة في بداية مشواره وفلسفة لعب سمحت للمنتخب الوطني أن يبقى دون انهزام طيلة 35 مباراة كاملة، فاز خلالها في مباريات ستبقى للذكرى على شكل اللقاء ضد كولومبيا في شمال فرنسا.

 بلماضي استطاع أيضا بفضل اللقب الذي فاز به واللعب الذي صار يقدمه رفاق رياض محرز أن يخلق حول المنتخب الوطني حماسا كبيرا من قبل الأنصار وصارت له (بلماضي) شعبية نادرا ما اكتسبها ناخب وطني عبر تاريخ كرة القدم الجزائرية، غير أن هذه الشعبية أصبحت كما سنرى لاحقا سلاحا ذا حدين وكانت سببا أيضا في سقوطه.

 فلما تغير اتجاه الرياح، بانتقادات واسعة لأداء بعض اللاعبين وعلى رأسهم محرز سارع الناخب الوطني في تغيير التشكيلة ما فهم أنه خضوع للشارع، ويفهم أيضا أن بلماضي تخوف من فقدان إحدى أهم الركائز التي جعلته يبقى في منصب رغم انتكاسات الكاميرون والإقصاء من التأهل إلى مونديال قطر وهو الرأي العام الكروي، هذا الأخير يتحمل جزءا من المسؤولية أيضا.

 لا ينكر إلا جاحد ما حققه بلماضي مع المنتخب، غير أن منصب ناخب وطني في الجزائر هو أحد أصعب المناصب في البلاد بسبب الضغط الرهيب وهو ما أساء تسييره بلماضي في العديد من الفترات. فما يعاب على اللاعب السابق لمارسيليا وما نشيستر سيتي، دخوله في حرب مستدامة مع جزء كبير من الصحافة فمباشرة بعد فوزه باللقب الافريقي شرع في تصفية حساباته مع الإعلاميين أو كما سماهم "محللي البلاطوهات" في وقت كان عليه الترفع عن هذا بل بالعكس ذهب إلى أبعد من ذلك حين تمنى الموت لبعض الصحفيين.

 بلماضي أيضا رفض الاستماع حتى للانتقادات الموضوعية التي رأت عقب لقاء بوركينافاسو في مراكش أن شيئا ما تغير والفريق لم يعد ذلك المنتخب المهاب وصاحب فلسفة لعب وخطة محكمة، فدخل بلماضي في لعبة "تخشان الراس" كل ما انتقد في اختياراته كلما أصر عليها مهما كلف الثمن، مستعينا كما قلنا سابقا بشرعية وشعبية شعبية أضرته أكثر مما خدمته.

 سهرة الأمس طويت صفحة هامة بحلوها ومرها في تاريخ محاربي الصحراء، لا يجب أن نرمي في سلة المهملات كل ما جادت به كما لا يجب أن نقدس كل ما عشناه خلالها، المنتخب كان موجودا قبل بلماضي وسيبقى موجودا بعده، وهذا الأخير سيبقى ثاني مدرب يجلب لقبا قاريا للجزائر، هذه هي الحياة انجازات، اخفاقات، نصيب ونخطئ فيها، لكنها تستمر...

كلمات دلالية: