38serv
يخوض المنتخب الوطني الجزائري مباراة مفصلية وحاسمة عشية اليوم أمام نظيره من بوركينافاسو، في إطار الجولة الثانية من مباريات المجموعة 4 لكأس الأمم الإفريقية 2023 بكوت ديفوار، مباراة قد تعيد نتيجتها المنتخب إلى الواجهة في هذه المنافسة المعقدة، أو تعيده إلى نقطة الصفر، وهو الذي يجد صعوبات كبيرة في التعافي من إخفاق الدورة الماضية بالكاميرون، ومعها الخروج المأساوي من مونديال قطر.
ولم يعد أمام تشكيلة الناخب الوطني جمال بلماضي خيارات كثيرة بعد التعادل المخيب في المباراة الأولى أمام أنغولا، فالفوز وحده هو الخيار الذي يمنح رفقاء القائد رياض محرز فرصة الاقتراب أكثر من ضمان تأشيرة التأهل للدور ثمن النهائي، وأي نتيجة أخرى ستُدخل "الخضر" في حسابات معقدة، خاصة أن المباراة الثالثة لن تكون سهلة بالمطلق، لا سيما بعد الأداء اللافت الذي قدمه منتخب موريتانيا أمام بوركينافاسو في المباراة الأولى.
4 مباريات دون فوز لـ "الخضر" في الكان
وصار سيناريو الكاميرون قبل عامين ماثلا أمام المنتخب بعد التعثر أمام أنغولا، وكل ما رافق ذلك من انتقادات اعتبرها اللاعبون والطاقم الفني مجانية ومبالغا فيها، وبات شبح الخروج من الدور الأول يطارد العناصر الوطنية التي تسرب إليها الشك، خاصة بعد السقوط الحر للأداء الفني والبدني في الشوط الثاني أمام منتخب "الغزلان السوداء"، وهي "الأشباح" التي تكررت في أكثر من مناسبة خلال المؤتمر الصحفي، وهنا حاول بلماضي طمأنة الجميع بأنه استخلص الدروس، وأنه مثل رياضيي المستوى العالي يقف على قدميه بعد أي سقوط.
وبلغة الأرقام، يحب التوقف عند الرقم 4 الذي يمثل سلسلة المباريات التي لم يحقق فيها "الخضر" أي فوز في آخر 4 مباريات خاضها في نهائيات "الكان"، إذ يعود آخر فوز تحقق في نهائي دورة 2019 أمام السنغال.. لاحقا وبعد تلك الفترة"الذهبية"، جاءت فترة "الانحطاط" بالنسبة المنتخب الوطني، حيث حقق تعادلين (السيراليون وأنغولا) ومثلهما من الهزائم (أمام غينيا الاستوائية وكوت ديفوار)، سجل خلالها هدفين فقط مقابل تلقي شباكه 5 أهداف كاملة.
تغييرات مرتقبة و4 لاعبين في خطر
ومن المرتقب أن يلجأ الناخب الوطني خلال مباراة اليوم إلى عدد من التغييرات التي فرضها الأداء السيّئ لعدد من اللاعبين خلال مباراة أنغولا، وطبيعة المنافس، وأيضا عوامل الطقس والمناخ (34 درجة تحت الظل مرتقبة اليوم)، والجاهزية لبعض اللاعبين، وهنا تشير كل التوقعات والأصداء إلى أن بلماضي سيضحي بالعناصر التي تعاني من نقص وتيرة المنافس، مثل يوسف عطال المرشح للبقاء في دكة الاحتياط، على أن يعوضه كيفين قيطون على الجهة اليمنى من الدفاع، ويرتقب أيضا أن يشارك حسام عوار كصانع ألعاب، فيما يرتقب أن يتم تجديد الثقة في نبيل بن طالب، كونه الوحيد المؤهّل للعب في منصب لاعب الارتكاز، وأيضا القائد رياض محرز على الجهة اليمنى من الهجوم، وهو الخط الذي لن يعرف تعديلات مع الإبقاء على بلايلي وبونجاح، فيما ستكون عودة محمد أمين عمورة من مقاعد البدلاء، بعد استنفاده عقوبة الإيقاف التي غيبته عن مباراة أنغولا، على أن يتم استعماله لاحقا كورقة رابحة في الهجوم.
يُذكر أن 4 لاعبين من المنتخب مهددون بالغياب عن المباراة الثالثة في حال تعرضوا لإنذار ثان في مباراة اليوم، وهم بن طالب وبن سبعيني وماندي وعطال (كلهم أنذروا في المباراة الأولى أمام أنغولا).
"الخيول" يبحثون عن الصدارة مع عودة واتارا
وفي الجهة المقابلة، يصل منتخب بوركينافاسو إلى مواجهة الجزائر بمعنويات في السحاب، بعد الفوز الهام المحقق في الجولة الأولى أمام موريتانيا، وبعد أن استرجعوا كامل عناصرهم الأساسية، بعد أن سجل القائد برتران تراوري حضوره في المباراة الأولى، وهو العائد من إصابة، فيما بات نجم المنتخب ومهاجم نادي بورثمونث الإنجليزي دانغو واتارا جاهزا تماما، بعد تعافيه من إصابة تعرض لها مع فريقه الإنجليزي وجعلته يضيع فترة التحضير مع منتخب "الخيول".
ولم تكن مواجهة الجزائر مع منتخب بوركينافاسو يوما فسحة بالنسبة لـ "الخضر"، إذ تشهد حصيلة المواجهات المباشرة نوعا من التوازن، فقد فازت الجزائر 7 مرات من قبل، مقابل 6 انتصارات لبوركينافاسو، وتعادلا 5 مرات، فيما تعود آخر مواجهة رسمية بينهما بمناسبة "الكان" إلى دورة 1998، وشهدت فوز "الخيول" بهدفين لهدف.
ويبقى منتخب بوركينافاسو أيضا من أكبر المرشحين للذهاب بعيدا في النسخة 34 من "الكان"، نظير نتائجه المميزة في آخر 4 مشاركات، حيث حل وصيفا في نسخة 2013، وفاز بالميدالية البرونزية في طبعة 2017، وحل رابعا في النسخة الأخيرة التي أقيمت بالكاميرون.
كما يستفيد المنافس من خبرة وتجربة طاقمه الفني بقيادة الفرنسي هيبرت فيلود، الخبير بالكرة الإفريقية وأيضا بالكرة الجزائرية، وهو الذي تنقل بين عدد من الأندية الجزائرية في فترة ماضية، مثل وفاق سطيف واتحاد العاصمة وأخيرا شبيبة القبائل.