الهجوم الصهيوني الصامت على الضفة الغربية ينذر بانفجار وشيك

+ -

يتزامن القصف الصهيوني المتواصل على غزة، منذ أكثر من 100 يوم، مع تزايد الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية. ففي الوقت الذي ارتكبت فيه قوات الاحتلال 11 مجزرة جديدة راح ضحيتها 125 شهيدا خلال ليل الأحد إلى فجر أمس، اقتحم الجيش الإسرائيلي مناطق عدة في الضفة الغربية واعتقل 40 فلسطينيا غداة استشهاد 5 شبان برصاص قواته، في إطار التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة.

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، أمس، عن ارتفاع جديد لعدد ضحايا العدوان على القطاع إلى "24 ألفا و100 شهيد، بعد أكثر من مئة يوم من العدوان الوحشي الذي يشنه الاحتلال، منذ أكتوبر الماضي"، مشيرة إلى أن الاحتلال ارتكب 11 مجزرة ضد العائلات بالقطاع خلال الـ 24 ساعة راح ضحيتها 132 شهيدا و252 إصابة، ناهيك عن "عدد الضحايا الذين ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، بحيث لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".

وأوضحت الوزارة أنه "خلال 100 يوم من العدوان المتواصل، قتل 337 إطارا صحيا واعتقل 99 آخرين في ظروف قاسية، كما تعمّد الاحتلال استهداف 150 مؤسسة صحية وإخراج 30 مستشفى و53 مركزا صحيا عن الخدمة وتدمير 121 سيارة إسعاف"، فيما أشارت مصادر إعلامية، إلى استشهاد 33 فلسطينيا وإصابة العشرات جراء قصف إسرائيلي على منازل في مدينة غزة فجر أمس.

ولا تزال مناطق في وسط غزة وجنوبها تشهد قصفا عنيفا، حيث دوت الانفجارات، أمس، بمنطقة جحر الديك جنوب مدينة غزة، في الوقت الذي اندلعت فيه اشتباكات بالأسلحة الرشاشة الثقيلة في مخيم البريج وسط القطاع الذي يعرف قطعا مستمرا لخدمات الاتصالات والإنترنت لليوم الرابع على التوالي، إلى جانب الوضع الإنساني الكارثي الذي يعانيه القطاع منذ أكثر من 100 يوم.

وفي هذا الشأن، حذّرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، من مغبة ما يحدث، وشدد مفوض الأونروا العام فيليب لازاريني، على أن الوضع في غزة صعب للغاية وكارثي وغير محتمل، مضيفا "أن 100 يوم من الحرب على قطاع غزة مرت على سكان القطاع كأنها 100 عام، وتابع في مؤتمر صحافي لدى وصوله إلى مدينة العريش المصرية قبل أيام، أن الوضع في غزة صعب للغاية وكارثي وغير محتمل، وناشد المفوض العام للمنظمة الأممية جميع دول العالم والمنظمات الدولية التدخل والعمل على وقف إطلاق النار فورا.

 

أكثر من 500 شهيد وقرابة 6 آلاف معتقل في الضفة

 

أما في الضفة الغربية، فلم تسلم هي الأخرى من الاعتداءات والجرائم والاستفزازت الصهيونية، حيث نفذ جيش الاحتلال في وقت مبكر من يوم أمس، اقتحامات جديدة بعد استشهاد 5 فلسطينيين برصاص قواته في إطار تصعيدها المستمر في المنطقة. وقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد الشهداء بمدن الضفة الغربية، مساء الأحد، إلى 5 بعد استشهاد شابين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي عند المدخل الشمالي لمحافظة رام الله والبيرة.

ونعت حركة المقاومة الإسلامية حماس، في بيان صحفي، الشهيدين خالد حميدات وسليمان كنعان، حسب ما أوردته وسائل إعلام فلسطينية. وفي مخيم عين السلطان بمدينة أريحا شرقي الضفة الغربية، استشهد الفتى لؤي الصافي البالغ من العمر 16 عاما برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها المخيم بذريعة ملاحقة فلسطيني لاعتقاله، ونقلت التقارير الإعلامية، أن الصافي تعرّض لإطلاق النار من قبل الجنود الإسرائيليين على الرغم من أنه لم تقع مواجهات، في حين استشهد الشابان أحمد وجلال جبارين برصاص قوات الاحتلال قرب بلدة سعير شمال الخليل، وبذلك يرتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر الماضي إلى 352، بينما تم اعتقال أكثر من 5 آلاف فلسطيني.

واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجرا مدينة نابلس شمالي الضفة وداهمت جامعة النجاح واعتقلت عددا من طلبتها، وفي نابلس أيضا، أفادت مصادر فلسطينية بأن مستوطنين هاجموا أطراف قرية بورين وأحرقوا سيارة، وفي وقت متأخر من مساء الأحد، اقتحمت قوات إسرائيلية مدينة قلقيلية وهدمت منزلين يعودان للأسيرين المحررين صالح أبو صالح وبسام ياسين.

وشملت الاقتحامات الليلية أيضا بلدة مدينة أريحا شرقي الضفة وبلدة بيت ريما شمال غرب مدينة رام الله. وفي جنوبي الضفة اقتحمت مدينة يطا جنوب الخليل من عدة مداخل، كما اقتحمت بلدتي بيت أمر والظاهرية ومدينة بيت لحم، أين تمت مداهمة عدد من المنازل فيها. علما أن الخارجية الفلسطينية كانت قد حذّرت منذ أيام قليلة في بيان، من أن التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية ينذر بـ"انفجار وشيك"، محمّلة حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج "التصعيد الخطير".

وفي الأثناء، أعلنت كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، تشكيل مجلس عسكري موحّد سيضم عناصر المقاومة على اختلاف مسمياتها تحت قيادة واحدة لإدارة المعارك مع الاحتلال على كافة الجبهات. وأكدت كتائب الأقصى في ذكرى رحيل مؤسسها في فلسطين رائد الكرمي، استمرارها في المقاومة المسلحة والدفاع عن الشعب الفلسطيني، وطالب الجناح العسكري لحركة فتح السلطة الفلسطينية بوقف أشكال ملاحقة المقاومين واعتقالهم والإفراج عن المعتقلين منهم لدى السلطة، كما طالبها بدعم المقاومة، حسب ما نقلت التقارير الإعلامية.

من جانب آخر، بثت كتائب القسام تسجيلا مصورا قالت إنه يظهر عملية قصف مدينة أسدود في ضواحي تل أبيب بدفعة من الصواريخ، وقالت إن القصف "ردٌ على المجازر الصهيونية" بحق المدنيين في غزة، كما نشرت الكتائب مشاهد مواجهات في مخيم البريج وسط القطاع، تظهر استهدافا عن قرب والتحاما لمقاتليها مع آليات وجنود الجيش الإسرائيلي الذي أقر بمقتل ضابط احتياط من سلاح الهندسة في المعارك الدائرة جنوب القطاع، كما أعلن إصابة 12 ضابطا وجنديا في معارك أول أمس.

 

كلمات دلالية: