تخطت حصيلة شهداء العدوان الهمجي النازي على غزة بمباركة غربية، 24 ألف شهيد أما الوضع الإنساني فقد تعدى كل ما عاشته الشعوب في الحروب الحديثة.
كنا نظن أن صور ركض الحشود الجائعة خلف شاحنات محملة بالأكل انتهت مع انتهاء حصار سراييفو، لكنها عادت إلى الواجهة في غزة والقاسم المشترك أن الأمر يتعلق بمسلمين.
وفي كل مرة الإبادة كانت بمباركة أمريكية غير مباشرة أمس بيوغسلافيا سابقا ومباشرة اليوم في غزة بتسليم الأسلحة والحماية في مجلس الأمن.
قلنا في بداية هذا العدوان ونكررها اليوم، الغرب لا يهتم بما يحدث في غزة ولو وصلت الحصيلة إلى مليون شهيد لأنهم مسلمون وعرب، فليسوا أصحاب عيون زرق كما في أوكرانيا، أين تباكوا أمام بعض البيوت المهدمة، لكن اليوم لا يأبهون بما يحدث من مجازر وتجويع وتهديم.
وتواصل إدارة بايدن الضحك على ذقون الناس بتسريبات "بايخة" عن وجود خلافات مع حكومة الاحتلال، والحقيقة أن واشنطن ستبقى تؤيد عملية الإبادة إلى ما لا نهاية فالقتلى العرب ومسلمين وسجلها حافل بقتلهم فهي لا تكترث بذلك، فقتلت مليون منهم في العراق؟ ما الذي حدث، لا شيء...، قتلت منهم 600 ألف في أفغانستان، ما الذي حدث؟ لا شيء أيضا.
الغرب لم ينسلخ يوما عن ذهنيته الاستعمارية العنصرية التي ترى شعوب ما دون الشعوب الغربية، إلا حيوانات يمكن إبادتها وقتلها بالآلاف فهي خسائر جانبية، في حين قتيل واحد في إحدى عواصهم هو نهاية العالم.
قتلى الكيان يوم السابع أكتوبر، بلغ 1200 شخص عدد كبير قتلوا بنيران صديقة مثل ما حدث في الحفل الموسيقي، لكنهم يقدمون الرقم على أنه محرقة ومجزرة و و و و، لكن 24 ألف فلسطيني، ويطل عليك منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي، جون كيربي ليقول أن العملية العسكرية متواصلة ويبكي بلينكن دموع التماسيح على أبناء وائل الدحدوح في مسرحية رديئة ومقيتة.
لكن هناك عنصر تفاؤل، الكثير من الأمريكيين والأوروبيين ينشرون فيديوهات ليعبروا عن استفاقتهم، فقالت أمريكية في تيك توك "اقتنعت اليوم أن من يحكموننا في واشنطن مجرمون".
نفس الشيء بالنسبة للكيان، الذي لم يعد له أي شعبية بل بالعكس صار مصنفا لدى شعوب العالم مع النازيين والفاشيين.
ليستفيق العالم ولتظهر معالم نظام دولي جديد، كان يجب أن تكون الضريبة باهظة دفعها سكان غزة بفلذات أكبادهم وبيوتهم، خسر سكان غزة كل شيء لكنهم لم يخسروا إنسانيتهم ولا كرامتهم عكس الكثيرين.