شدّد علماء الأمة في ختام مؤتمر “طوفان الأقصى ودور الأمة” بالدوحة، على ضرورة التحرك العاجل لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وذلك من خلال وفود من علماء الأمة تنطلق إلى معبر رفح لفتح المعبر وإيصال الإغاثة الإنسانية لأهلنا في غزة، والعمل على إدخال المساكن المتنقلة، كما أكدوا بذل كل سبيل لكسر الحصار الجائر على غزة برا وبحرا.
وحيّا العلماء المجتمعون في مؤتمر “غزة طوفان الأقصى ودور الأمة” الجهاد المبارك الذي سطرته المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها، وقدّروا صمود الشعب الفلسطيني وثباته رغم ما يتعرض له من جرائم إبادة جماعية. وقد ناقشوا طوفان الأقصى وآثاره وما يتعرض له المسجد الأقصى من جرائم صهيونية، من خلال عدة ندوات وورش عمل لبحث الأوضاع القائمة في قطاع غزة والقدس وما يحيط بالقضية الفلسطينية من مخاطر وتحديات، وبيّنوا حقيقة الأوضاع الإنسانية التي يعيشها أهلنا في غزة، كما نقلوا صورا عن الحالة الميدانية البطولية التي يجسدها أبطال المقاومة المجاهدون في سبيل الله، وبحثوا في الآثار التي نتجت عن هذه المعركة، كما تعرضوا لتوصيف الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك والهجمة الصهيونية الشرسة التي يتعرض لها.
وحث العلماء، في البيان الختامي للجمعية العمومية السادسة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عموم أفراد الأمة الإسلامية على القيام بواجبهم المفروض على كل قادر منهم بالجهاد بالمال في سبيل الله، وأن تقصير أي فرد بالقيام بهذا الفرض العيني يعدّ من باب التولي يوم الزحف. وأكد المجتمعون على أهمية بث الوعي العلمي والفكري والتأصيلي الشرعي المتعلق بقضية فلسطين والجهاد في سبيل تحريرها، كما أوصوا بدراسة نتائج طوفان الأقصى المبارك على القضية الفلسطينية وعلى العالم، واستثمار نتائجه في الدفاع عن ثوابت الأمة وقضاياها العادلة.
وحث علماء الأمة المنضوون تحت لواء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على الوجوب الشرعي للحراك الشعبي لشعوب الأمة، من خلال الاحتجاجات الشعبية بكل أشكالها ضد العدوان الصهيوني والداعمين له. وأوصوا بوجوب إنشاء مؤسسات وبرامج علمية وأكاديمية من أجل خدمة قضية فلسطين والدفاع عن حق الأمة في أرض الإسراء ومواجهة الرواية الصهيونية، إلى جانب إنشاء تنسيقية لمؤسسات طلبة العلم الشرعي في جميع أنحاء العالم من أجل نصرة القضية الفلسطينية. ودعا المجتمعون إلى تشكيل مجلس إفتاء عالمي للإفتاء والبحوث والمستجدات الخاصة بقضية فلسطين، ورفده بكل ما يلزم من أسباب النجاح والتأثير، وتوفير الإمكانات البحثية والعلمية والبشرية التي تضمن حضوره العلمي والشرعي في العالم الإسلامي. وأوصى المجتمعون الرئاسة والأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بتنظيم مؤتمر عالمي للعلماء والمفكرين وأصحاب الرأي في الأمة، حول الإرهاب والإجرام الصهيوني والآليات العملية لمواجهته وإيقافه.
وأكد العلماء على أهمية استثمار الوسائل الإعلامية والفضاء الرقمي والتواصل الاجتماعي لخدمة قضية فلسطين، كما أكدوا ضرورة أن يكون للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين دور فاعل في فتح منصات خاصة لدعم القضية الفلسطينية ومقاومتها الباسلة.
وطالب المجتمعون أعضاء الاتحاد الناطقين باللغات المختلفة والمقيمين في مختلف أنحاء العالم، بالعمل على تفعيل التواصل الفعال مع المؤسسات الدولية الفاعلة لنصرة قضية فلسطين، والتواصل مع مؤسسات حقوق الإنسان وتشكيل التحالفات معها، وإقامة البرامج والأنشطة والمشاريع المشتركة لمواجهة الباطل الصهيوني ونصرة شعبنا الفلسطيني.
وأطلق المؤتمر في اختتام أشغاله “إعلان الدوحة لنصرة غزة وغيرها من الشعوب المظلومة والمستضعفة”، وتضمن “نداء لمؤسسات المجتمع المدني في جميع أنحاء العالم إلى الانضمام إلى هذا التحالف الذي يعكس عمق الفهم الإنساني لقيمة الإنسان وواجب حماية حقوقه والدفاع عنه”.