توجه عناصر "الخضر" إلى كوت ديفوار للمشاركة في العرس الإفريقي بعد إتمام تحضيراتهم لمدة 15 يوما بالجزائر واستكمالها في الطوغو، وسط ظروف "جيدة" باعتراف الجميع. وعكس كأس أمم إفريقيا في الكامرون التي كان فيها الحمل ثقيلا إلى درجة عدم قدرة "الخضر" على الدفاع عن حامل اللقب وخرجوا في الدور الأول، فإن كتيبة بلماضي ستدخل هذه المرة هذه البطولة من غير أن تكون المرشحة الأولى ولا الثانية ولا الثالثة للفوز باللقب، وليست أيضا "الحصان الأسود"، وهو حمل ثقيل أزيح وضغط ناقص على رفقاء إسماعيل بن ناصر الذين سيكونون في راحة من أمرهم، لأن أضواء "الحسد" و"الڤري ڤري" ربما ستكون بعيدة عن معسكرهم في "بواكي".
ومهم جدا أن يدخل "الخضر" هذه المعركة الإفريقية في مثل هذه الظروف المحيطة بهم التي تجعل اللاعبين مركزين أكثر على المباريات، بعيدا عن الضجيج والبهرجة والأضواء الكاشفة التي عادة ما تكون لها انعكاسات سلبية على المجموعة، لأنها تخرجهم من التركيز وتشتت اهتماماتهم، وهو الدرس الذي تم استخلاصه من دورة الكامرون.
فالجزائر، حسب قارئي الفنجان والمنجمين والمراهنين، ليست ضمن قائمة المنتخبات المرشحة الأولى في هذه "الكان"، وهو أمر قد يزعج ويغضب بعض الجزائريين لاعتقادهم أن ذلك تقليل من قيمة المنتخب، لكنه بالنسبة للعارفين فأل خير، ومثل هذا هو الذي كان وراء تتويج "الخضر" باللقب الإفريقي عام 2019 من أرض الفراعنة.
يجب أن نقولها بصوت عال، "الخضر" ليسوا مرشحين للفوز بهذه "الكان"، بكل موضوعية وروح رياضية، لأن السنغال منتخب قوي ومطالب بالدفاع عن لقبه ولمَ لا تعليق النجمة الثانية في قميص أسود "التيرنغا"، وكوت ديفوار المستضيفة للبطولة مرشحة هي الأخرى بقوة لإبقاء الكأس في دارها، لأن لها أسبقية الأرض والجمهور، والجزائر تأتي في سلم المراهنين، بعد كل هؤلاء، وهو ما يجعل المنتخب في وضعية "الحصان الأسود" الذي قد يصنع المفاجأة.
نعم مشاركة "الخضر" في هذه "الكان" ستكون ضمن خانة تحقيق "المفاجأة"، من جهة لمحو آثار خيبة دورة الكامرون التي كانت مفاجئة ومن جهة أخرى تكرار نصر 2019 بالقاهرة الذي كانت مفاجأة ولكن مستحقة مائة بالمائة.
يملك المنتخب كل الأوراق الرابحة التي تجعله جديرا بخلق المفاجأة والظفر بالنجمة الثالثة، لأنه يملك الخبرة المطلوبة ويتوفر على طول النفس في صفوف تشكيلته الشابة وله نجوم تضيء طريق النصر، وهي إمكانيات لا تتوفر عليها الكثير من المنتخبات الإفريقية التي تحسدنا على التعداد البشري الموجود لدينا ويكفي فقط شحذ الهمم ورفع العلم.