الجماهير الجزائرية و"الكان"... ترقب وانتظار

+ -

حسب خريطة بيع التذاكر لكأس أمم إفريقيا بكوت ديفوار، فإن حضور الجماهير الجزائرية في هذه العملية لم يظهر له أي أثر، حيث سيطرت 5 دول إفريقية لحد الآن على اقتناء أكبر حصة من تذاكر مباريات "الكان"، يتصدرها طبعا البلد المضيف كوت ديفوار، يليها جمهور دولة غينيا بيساو ثم غينيا الاستوائية وبعدها تأتي نيجيريا فالسنغال صاحبة آخر تتويج بهذه الكأس.

فهل سيقتصر حضور الجمهور الجزائري لمؤازرة رفقاء رياض محرز في مدينة بواكي على الجالية الجزائرية المتواجدة في كوت ديفوار فقط، بالنظر إلى عدة عوامل موضوعية؟ أم أنه طالما عملية بيع التذاكر مازالت مفتوحة فإن الأمور ستتغير على النحو الذي يجعل الأنصار الجزائريين لا يفوتون هذا العرس الإفريقي مثلما جرت العادة في الدورات السابقة؟

بعض المتتبعين يرون أن غزو الأنصار الجزائريين باتجاه عاصمة الكرة الإفريقية مرتبط بشكل كبير بالانطباع الذي سيتركه "الخضر" في مبارياتهم التصفوية الأولى التي ستكون البارومتر الذي سيفتح الشهية نحو موسم الهجرة إلى كوت ديفوار، وذلك على ضوء المشاركة المخيبة الأخيرة في الكامرون التي ما زالت عالقة في أذهان الجمهور، وقد تكون وراء عدم تواجد الجمهور الجزائري ضمن قائمة الدول 5 الإفريقية الأكثر شراء لتذاكر "الكان".

ويرى آخرون أن حالة الترقب لدى الجمهور الجزائري إلى غاية الآن مردها انتظار مبادرة من السلطات العمومية، كما فعلته في العديد من المناسبات الماضية، لتزيد من عزيمة المترددين وترفع من أعداد المتنقلين، خصوصا في حال تخطي "الخضر" الدور الأول بكامل الزاد وبالعلامة الكاملة. وباستثناء مبادرة قامت بها شركة موبيليس لحد الآن لنقل بعض مسؤولي الكرة، فإن الوكالات السياحية المعتمدة لم تكشف عن أي جديد بشأن هذا الموعد الكروي الإفريقي، وهو ما جعل الأنصار والراغبين في الذهاب إلى مدينة بواكي في حيرة من أمرهم ولم يتبين لهم رأس الخيط بعد.

ومهما تعددت الأسباب واختلفت المعطيات والمبررات، فإن قضية الأنصار في مثل هذه المواعيد تبقى بحاجة إلى خلق إطار دائم ومنظم، له عنوان معروف يمكن طرق أبوابه وإيجاد لديه أجوبة للتساؤلات، من شأنها أن تسهل على هذه الجماهير الكروية اختصار الوقت والمسافة والجهد، وزيادة ذلك في قوة التشجيع بالمدرجات وليس هدر كل تلك الطاقة قبل اليوم الموعود مثلما هو جار حاليا.

نقول ذلك لأنه ليس معقولا أن منتخبا مثل الجزائر الذي يرشح في كل مرة للفوز بكأس أمم إفريقيا مع كل دورة لا يملك جمعية أنصار رسمية وطنية يكون بإمكانها توجيه الأنصار لأفضل الحلول وحتى "التفاوض" مع الفاعلين الاقتصاديين للحصول على تخفيضات ومزايا لفائدة الجماهير في مثل هذه المنافسات القارية التي تعد فيها المدرجات المملوءة بالمشجعين جزءا مهما في حسم الانتصار وتصعب المهمة والمأمورية من دونهم.

كلمات دلالية: