+ -

يحاول الصهاينة بكل الطرق جر المنطقة الشرق أوسطية إلى حرب شاملة تنخرط فيها واشنطن رغم عنها للتغطية على فشلهم في ترويض المقاومة في غزة.

فضلا على أن اغتيال صالح العاروري سيقدم للجبهة الداخلية على أنه انجاز عجز عن تحقيقه جيش الاحتلال في غزة بقتل يحيى السنوار وحتى محمد الضيف، يهدف الصهاينة لاستفزاز حزب الله الذي سبق وأن توعد برد حازم في حال مساس أي شبر من لبنان.

وتوقيت العملية ليس بريئا، فمن المقرر أن يلقي الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله غدا كلمة، واغتيال العاروري ومرافقيه طريقة للضغط عليه ووضعه في موقف محرج ودفعه لإعلان توسيع عملياته في جنوب لبنان.

يظهر الآن، أن المأزق الذي بلغه الاحتلال في غزة مخرجه الوحيد هو إشعال فتيل حرب شاملة في المنطقة يدفع واشنطن وحلفاء آخرون للتدخل رغم عنهم، لتتحول الهزيمة في غزة إلى حرب شبه عالمية ضد ما يسمونه "الإرهاب" فيعاد تكييف الوضع من حرب على عزة إلى حرب كل الأطراف التي تصنف في خانة الإرهاب من قبل الغرب والتي تدعمها إيران، وإيران بنفسها فالنتن ياهو ومن حوله من مجرمين في الكابينيت وفي الجيش، يحلمون منذ سنوات في اندلاع حرب بين أمريكا وإيران وها قد حملتهم الظروف هامش حركة يمكنهم من الوصول إلى هذا المبتغى.

فمعلوم أن الصهاينة من أصحاب "ضربي وبكى وسبقني واشتكى"، فسيحولون أي تصعيد من حزب الله سيتباكون ويعتبرونه إعلان حرب من إيران وليس رد فعل على اغتيال قيادي في حماس في قلب عاصمة دولة ذات سيادة.

 

جنون النتن ياهو يدفعه إلى ارتكاب كل الحماقات الممكنة لتمديد عمر الأزمة للإفلات من نهاية مأساوية تنتظره فور انتهاء العدوان، وأمام عجزه في تحقيق أي شيء في غزة لم يبق أمامه سوى إشعال فتيل حرب متعددة الأطراف، فشعار النتن منذ بداية " أنا من بعدي الطوفان".

يبقى المتغير والذي له وزنه من ذهب، هل تم إعلام واشنطن بعملية الاغتيال في قلب العاصمة اللبنانية؟ وهل فعلا إدارة بايدن صادقة حينما أشار مسؤوليها أنهم لا يرغبون في اتساع رقعة الحرب.

من المستبعد أن تكون أمريكا تريد اندلاع حرب قد يرغمها "ابنها المدلل" الصهيوني بالانخراط فيها بطريقة أو بأخرى، فالرأي العام الأمريكي لم يستسغ مساندة واشنطن للإبادة في غزة فكيف سيقبل حرب لا ناقة ولا جمل فيها ولا حتى بترول؟.

حتى بايدن لن يرغب بكل تأكيد بأزمة متعددة المستويات في سنة انتخابية يواجه فيها مشاكل كبيرة ومن المستبعد أن يعاد انتخابه لعدة عوامل من بينها تغطيته ومساندته لعملية الإبادة في غزة.

العاروري وقبله الآلاف ارتقوا شهداء، ولا يمكن الجزم أن دائرة الصراع ستتسع، لكن في المقابل ما هو أكيد أن المستنقع الذي أغرقت المقاومة النتن ياهو فيه، يزداد عمقا واتساعا.

كلمات دلالية: