بلماضي يرفض الكشف عن أهداف "الخضر" في "الكان"

+ -

غابت روح التحدي والإصرار التي ميزت تصريحات الناخب الوطني، جمال بلماضي، عشية التنقل إلى "كان 2019" بمصر و2022 بالكاميرون، لما كان يراهن على العودة إلى الجزائر بالكأس القارية، فجاءت ردوده هذه المرة حول الهدف المسطر لمنتخبنا الوطني، خلال النهائيات المقبلة بكوت ديفوار، متحفظة جدا، لدرجة أنه وضع "الخضر" خارج قائمة المنتخبات المرشحة للتتويج باللقب.

وقال المدرب الوطني جمال بلماضي، خلال الندوة الصحفية التي نشطها أول أمس الخميس بقاعة الصحافة لملعب نيلسون مانديلا، أن الهدف المسطر في دورة كوت ديفوار، هو الذهاب إلى أبعد حد، وهو هدف لا يتوافق تماما مع مكانة وقيمة وعراقة المنتخب ومعه التعداد الثري الذي سيخوض به هذه النهائيات، رافضا في ذات السياق، الرد عن سؤال حول التأثير المحتمل على مستقبله مع المنتخب في حال الإخفاق ووصف السؤال الموجه له أنه "لم يكن في محله".

وبدا واضحا أن تراجع لهجة بلماضي بخصوص الأهداف في "الكان" المقبل، مع مرور الوقت، وهو الذي كان تحدث قبل أشهر في تصريح لقناة "أر أم سي" الفرنسية، عشية مواجهة منتخب السنغال، عن تطلعه لخوض مباراة قوية أمام منافس من العيار الثقيل في نفس الظروف التي يتوقعها في نصف النهائي أو النهائي في كوت ديفوار، ثم أعلن بعد فوزه على أبطال إفريقيا بداكار، عن تطلعه لمواجهة منتخب أسود التيرانغا مجددا في نهائي البطولة القارية.

وهناك العديد من القراءات التي يمكن وضعها بخصوص تحفظ بلماضي في تصريحاته ومنها تخوفه من أن يتكرر ما حصل معه قبل سنوات لما اندفع بحماسة لدى مشاركته في برنامج على قناة "كنال بلوس" الفرنسية، لما تحدث بأن "في حال التأهل إلى كأس العالم فسيكون الهدف هو الفوز بالبطولة"، وأضاف "لنتحدث جديا.. الهدف لن يكون المشاركة ولن يكون فقط تقديم ما يمكننا القيام به.. سنعمل على تقديم كل شيء ولن نؤمن بالمستحيل.. اللاعبون لن يضعوا أي حد لطموحهم"، وهي آمال وطموحات تبخرت بفعل الهدف القاتل الذي وقعه ايكامبي في مباراة الجزائر والكاميرون في مارس 2022.

كما يمكن قراءة هذا التحفظ بكون بلماضي يبحث عن تجنيب نفسه ضغط النتائج الذي لا يفرضها عليه بالمقابل عقده مع الاتحاد الجزائري لكرة القدم والذي تم تجديده قبل عام (بنفس الراتب والحوافز المادية)، من طرف الرئيس السابق جهيد زفيزف والذي يمتد لغاية نهائيات مونديال 2026 والتأهل ضمن المنتخبات الإفريقية التسعة المعنية بالمشاركة في المونديال الذي يتوزع على دول الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وهو الهدف الوحيد المسطر في العقد الجديد، مع غياب أي بند يحدد الهدف المسطر بخصوص نهائيات كأس الأمم الإفريقية بكوت ديفوار، ولو أن الرئيس وليد صادي بعث برسالة واضحة إلى بلماضي مع أولى تصريحاته، بعد استلامه مقاليد "الفاف" لما صرح "الهدف المسطر هو بلوغ نصف نهائي كأس أمم إفريقيا 2024، وأعتقد أن المدرب جمال بلماضي يُشاركني الرأي، فقد قال بعد مباراة السنغال الودية أنه يهدف لمواجهة نفس المنتخب في نهائي العرس القاري".

والظاهر أن الرسالة وصلت إلى بلماضي، فالناخب الوطني يدرك جيدا أن الهيئة الجديدة المسيرة لـ"الفاف" لن تتسامح معه، في حال ما سجل إخفاقا "ثالثا" مع المنتخب وأنها لن تتأخر في إقالته هذه المرة، مهما كانت العواقب "المالية" المترتبة عن ذلك، وهي التي بادرت بخطوات تدفع نحو التصعيد من بينها تحضيرها لتعيين أحد الإداريين الذي تربطه علاقة سيئة بالناخب الوطني في منصب مناجير عام للمنتخب.

 

كلمات دلالية: