مشاريع تحلية مياه البحر تنقذ البلاد من أزمة عطش

+ -

تحوّل المخطط الاستعجالي الذي سطرته السلطات العليا في سنة 2021 لتعبئة الموارد المائية وتعزيز مصادرها، في ظل شح الأمطار خلال السنوات الأخيرة، من إرادة سياسية تحمل عنوان التحدّي، إلى حقيقة وواقع معاش، خاصة فيما يتعلّق بمشاريع تحلية مياه البحر التي يعوّل عليها أن تغطي احتياجات البلاد من الماء الشروب بنسبة 42 في المائة بنهاية العام 2024.

وقد شهدت سنة 2023 تسريعا ملحوظا في وتيرة تنفيذ البرنامج الرامي إلى ضمان التزويد بالماء الشروب من خلال الشروع في إنجاز خمس محطات كبرى لتحلية مياه البحر بطاقة إنتاجية تقدر بـ300000 متر مكعب يوميا، حيث وضع رئيس الجمهورية، في الخامس من جويلية الفارط، حجر الأساس لمشروعي محطتي تحلية مياه البحر بكل من كاب جنات بولاية بومرداس وفوكة 2 بتيبازة، وذلك بمناسبة إحياء الذكرى الـ61 لعيدي الاستقلال والشباب.

وبما أن مشروع تحلية مياه البحر يمسّ كل الشريط الساحلي كخطة إستراتيجية، خاصة وأن تكنولوجية التحكم في محطات تحلية المياه أضحت جزائرية بحتة، فقد انطلقت مع هذين المشروعين، كل من المشاريع الجديدة المندرجة في إطار خطة التنمية 2022-2024، بكل من الرأس الأبيض بوهران، كدية الدراوش بالطارف، وتيغرمت ببجاية.

هذه المشاريع ستلعب دورا محوريا في تلبية احتياجات سكان الولايات الساحلية من الماء الصالح للشرب وبلوغ الهدف في مجال الأمن المائي، علما أن دخول محطة تحلية مياه البحر لـ"كاب جنات" حيز الخدمة سيرفع حجم مياه البحر المحلاة المخصصة لتزويد ولاية بومرداس من 25% إلى 62%ـ ومن 42% إلى 82% في نسبة تزويد سكان الجزائر العاصمة، في حين ستزود محطة الرأس الأبيض ساكنة كل من ولايات وهران، معسكر، غليزان، عين تيموشنت وتيارت.

وبخصوص مشروع محطة تحلية مياه البحر بكدية الدراوش بالطارف، فسيوجه 80 ألف متر مكعب من إنتاجها إلى ولاية الطارف و160 ألف متر مكعب إلى ولاية عنابة و40 ألف متر مكعب إلى ولاية قالمة و20 ألف متر مكعب إلى ولاية سكيكدة.

أما محطة التحلية الخامسة المقررة ضمن هذا البرنامج، أي محطة تيغرمت ببجاية فستزود ولايات بجاية بـ200.000 متر مكعب يوميا، وسطيف بـ50.000 متر مكعب يوميا، والبويرة بـ30.000 متر مكعب يوميا، وبرج بوعريريج بـ20.000 متر مكعب يوميا.

ومن جانب آخر، ستسمح هذه المحطة أيضا بتحويل المياه من سد تيشي أي حوالي 173 مليون متر مكعب، وسد لكحل بـ30 مليون متر مكعب لسقي المساحات الفلاحية بمنطقة الصومام وسهل أصنام.

ومع دخول المحطات الخمس الجديدة حيز التنفيذ بنهاية عام 2024، سترتفع الطاقة الإجمالية للمياه المحلاة بالجزائر إلى 3,7 مليون متر مكعب في اليوم، أي برفع بأكثر من الضعف نسبة مساهمة هذه المنشآت في تموين المواطنين بمياه الشرب التي ستقدّر بـ42 في المائة، وبتحقيق ذلك ستكون الجزائر الأولى إفريقيا والثانية عربيا بعد المملكة العربية السعودية في مجال قدرات إنتاج مياه البحر المحلاة.

وفي الوقت نفسه ومع إطلاق هذه المشاريع الجديدة، تم وضع وحدات جديدة لإنتاج المياه المحلاة حيز الخدمة، ما سيوفر كميات إضافية من هذا المورد الثمين في إطار البرنامج الاستعجالي "مياه 2021" على غرار محطة تحلية مياه البحر المرسى بـ60.000 متر مكعب يوميا، ومحطة قورصو ببومرداس بـ80.000 متر مكعب يوميا، إضافة إلى تشغيل محطة المرسى بولاية سكيكدة، بطاقة إنتاجية تقدّر بـ5000 متر مكعب يوميا.

 

كلمات دلالية: