38serv

+ -

انطلقت المباراة المحلية المرتقبة بين الغريمين اتحاد الجزائر ومولودية الجزائر، قبل موعدها، بين مشجعي الناديين عبر صفحات التواصل الاجتماعي وفي مختلف معاقل الأنصار، في مشهد اختفى لسنوات، ما يوحي أن "الداربي" المبرمج يوم الجمعة بملعب 5 جويلية الأولمبي، لحساب الجولة الـ 11 من الرابطة المحترفة الأولى، سيكون مغايرا عن سابقه، في ظل تألق العميد محليا وسيطرته على البطولة، مقابل هيمنة أبناء "سوسطارة" على المشهد الإفريقي، بنيل كأسي الكونفدرالية والسوبر الإفريقي، وحسم التأهل مبكرا إلى ربع نهائي المنافسة الإفريقية.

بعد مرحلة فتور دامت لسنوات، بسبب تذبذب النتائج من جهة، وأزمة "كورونا" من جهة أخرى، اشتعل "الداربي" هذا الموسم قبل موعده، بين جمهور الاتحاد والمولودية، حيث ظهر ذلك جليا من خلال الحرب البسيكولوجية التي شنها أنصار الفريقين في أحياء العاصمة، على غرار باب الوادي وسوسطارة والقصبة وبوزريعة وبولوغين ورايس حميدو والحمامات. وما يميز الداربي العاصمي؛ أن الكثير من العائلات منقسمة بين من يشجع الاتحاد ومن يناصر الغريم مولودية الجزائر، ما يضفي على المواجهة نكهة خاصة قبل، أثناء وبعد المباراة.

شبكات التواصل الاجتماعي غذت أكثر الحرب النفسية بين أنصار المولودية والاتحاد، فانتقلت المواجهة من الواقع إلى المواقع، ليكتسح الداربي المشهد الكروي في الجزائر وصار قبلة لكل الجزائريين والفضوليين، عبر "التيك توك" و"فايسبوك" و"أنستغرام" ومنصة "إكس"، من خلال نشر أنصار الفريقين صورا وفيديوهات تتغنى بالنادي الذي يشجعوه، كما حملت بعض المنشورات رسائل استفزازية وتهكمية متعلقة بمباريات سابقة.

وأقحم مشجعو الاتحاد والمولودية، حتى بعض الشخصيات الفنية والتاريخية، ليؤكدوا تفوقهم وإثبات أن فريقهم هو الرقم "واحد" في العاصمة، فكانت شخصية الفنان الراحل محمد العنقى والشيخ عمر الزاهي رحمهما الله حاضرة في صور والفيديوهات التي يتغنون بها، وانتشرت مثلما هو الحال بالنسبة للشخصيات الثورية، على غرار المجاهد الراحل ياسف سعدي والشهيد علي لابوانت.

وبين الحرب النفسية بين أنصار الفريقين، فضلت فئة من الجماهير تمرير رسالة خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تدعو فيها إلى زرع الروح الرياضية بين مشجعي الفريقين بشعار "داربي الإخوة"، مرفقة بصورة لمشجعي الاتحاد والمولودية جنبا إلى جنب.

وبالموازاة مع كل ما يجري، هذه الأيام، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فإن المشجعين المعروفين بـ "الأولتراس" من كلا الناديين يحضّرون لمفاجآت وعرس مميز في المدرجات، من خلال تحضير ما يعرف بـ "التيفو" الذي غالبا ما يحمل رسائل ذات بعد عالمي، على غرار دعم القضية الفلسطينية ونصرتها ضد العدوان الصهيوني الغاشم.

ولم تقتصر الحرب النفسية بين أنصار الاتحاد والمولودية على مواقع التواصل الاجتماعي والتحضير للاحتفالية في المدرجات فحسب، بل كان التنافس على أشده حول التذاكر منذ إطلاق عملية البيع الالكتروني عبر منصة "تذكرتي"، حيث نفدت جميعها في ظرف قياسي ولم يتسن للعديد من المناصرين اقتناؤها، في الوقت الذي بلغ سعرها في السوق الموازية 3000 دج.