خلاف اتحاديتي كرة القدم والرياضة المدرسية على طاولة الوزارة

+ -

صنع عدم تنقل مجموعة من الشبان إلى مصر للمشاركة في دورة اتحاد شمال إفريقيا، مفتوحة للرياضة المدرسية، جدلا كبيرا بعد الخلاف الذي أفضى إليه الغياب "القسري" بين اتحاديتي كرة القدم والرياضة المدرسية.

أصل المشكل الذي وجد فيه الشبان أحلامهم تتبخر بين اتحاديتين مختلفتين في الطرح وفي كيفية تحديد المسؤوليات، بدأ في العهد السابق للفاف، حين كانت اتحادية كرة القدم دون رئيس، عقب استقالة جهيد عبد الوهاب زفيزف، وقتها راح الأمين العام السابق، منير دبيشي، يتعهد لاتحادية الرياضة المدرسية بموافقة الفاف على التكفل ماديا بتحضير المنتخب المشكل من طرف المدير الرياضي لاتحادية الرياضة المدرسية خلال التحضيرات داخل الوطن، وقد حدث ذلك في غياب رئيس ودون المرور على المكتب الفدرالي للفاف.

ولأن موعد المشاركة في الدورة اقترب، جددت اتحادية الرياضة المدرسية طلبها للفاف، بمراسلة رسمية، واستدلت، وهي تخاطب الاتحادية الجديدة لكرة القدم، بالتعهد الكتابي من الإدارة السابقة للفاف، ما جعل الاتحادية الجديدة برئاسة وليد صادي تقبل بالوفاء بالتعهد، وتمكين "أبناء الجزائر" من المشاركة في الدورة.

بداية الاختلاف ثم الخلاف فرضته "الشروط والتحفظات" التي وضعها صادي وطلب من المدير الفني الوطني للفاف، عامر منسول، نقلها إلى نظرائه من اتحادية الرياضة المدرسية، مقابل تفعيل تكفل الفاف ماليا بالسفرية إلى مصر للشبان، حتى وإن شمل تعهد الفاف السابق سوى تكاليف التربص بالجزائر دون السفريات إلى الخارج، إضافة إلى جعل المديرية الفنية الوطنية للفاف مسؤولة على الفريق فنيا، سواء من جانب اختيار اللاعبين المتمدرسين المقرر تمثيلهم للجزائر أمام منتخبات شمال إفريقيا، أو من حيث المرافقة التقنية واختيار الفنيين لتأطير المنتخب، وذلك من باب أن الفاف، بإطاراتها ونظرة فنييها، تحوز على خبرة أكبر، غير أن مسؤولي اتحادية الرياضة المدرسية رفضوا الطرح، بل وأصروا على تكفل مسؤوليها الفنيين باختيار اللاعبين ومرافقتهم إلى مصر دون تدخل من الفاف، وجاء طلبهم يشمل فقط الحصول على أموال من الفاف لتسديد التكاليف.

وأمام ذلك الوضع، تحول النقاش بين مسؤولي الاتحاديتين إلى جانب آخر، فيه حرصت الفاف على تذكير الجانب الآخر بأنهم يشكلون بدورهم اتحادية مثلهم مثل الفاف، وبأن هذا الوضع يجعلهم مرغمين على إيداع طلب الحصول على الدعم المالي من وزارة الشباب والرياضة، وليس من اتحادية مثلهم، على الأقل حتى لا تكون الفاف مسؤولة بصفة مباشرة عن مشاركتهم ونتائجهم، طالما أن قرار تغييب فنيي الفاف بدا، من جانبهم، نهائيا ولا نقاش فيه.

وحيال الانسداد الحاصل، راحت اتحادية الرياضة المدرسية تحتج بشدة على الفاف، خلال اجتماع جمع مسؤولي الهيئتين، واعتبرت اتحادية الرياضة المدرسية بأن الفاف أخلت بتعهداتها والتزاماتها، وحتى بأحكام الاتفاقية التي تم إبرامها، حسب اتحادية الرياضة المدرسية مع الإدارة السابقة للفاف، وهو احتجاج استوقف مسؤولي الفاف، من باب قناعتهم بوجوب احترام أي اتفاقية ممضاة مع أي هيئة حتى لو تعود الاتفاقية للعهد السابق.

وحين طلبت الفاف من اتحادية الرياضة المدرسية تقديم الاتفاقية التي لم يكن لها وجود على مستوى الفاف، جاء الرد حاملا ضبابية، وتبين من خلال كلام مسؤولي اتحادية الرياضة المدرسية أنه كانت هناك "نية" لإبرام الاتفاقية بين الهيئتين، وبأن استقالة الرئيس السابق للفاف، جهيد عبد الوهاب زفيزف، كانت سببا مباشرا في تأخر إبرامها.

وفي غياب اتفاقية ملزمة وأمام حالة الانسداد في المفاوضات وعدم التوصل إلى اتفاق حول آليات التكفل بالمنتخب وتحضيراته ومشاركته في الدورة، وجد الشبان أنفسهم ضحية، حتى وإن كانت الفاف قد حرصت، في الأخير، على دعوة اتحادية الرياضة المدرسية لجلب وثائق اللاعبين لتسجيلهم على مستوى نظام "التياماس" لتأكيد المشاركة، على اعتبار أن الفاف هي التي تسجل اللاعبين للمشاركة في أي دورة قارية أو إقليمية أو دولية، غير أن مسؤولي اتحادية الرياضة المدرسية قدموا ملفات غير كاملة، ولم يحرصوا على تزويد الفاف بكل الوثائق حتى انقضت الآجال.

وأمام حالة الإحباط التي أصابت اللاعبين الشبان، أخذ تبادل الاتهامات مكانه، حيث قدمت اتحادية الرياضة المدرسية شكوى ضد الفاف إلى وزارة الشباب والرياضة. بينما جاء رد الفاف للوزارة، وتحديدا للمدير العام للرياضات، بتقديم صور من المراسلات الموجهة إلى اتحادية الرياضة المدرسية في هذا الموضوع محل الخلاف، محترمة كرونولوجيا الأحداث، التي أفضت في نهاية الأمر إلى حرمان شبان جزائريين من المتمدرسين من تحقيق حلمهم وقياس قدراتهم الكروية أمام نظرائهم من منتخبات اتحاد شمال إفريقيا.