الكيان الصهيوني يصطدم بإصرار أسطوري من الصحافيين

38serv

+ -

بقتل العدوان الصهيوني أكثر من 100 صحفيا ومصورا صحفيا في قطاع غزة وأكثر منهم بجرحهم، من دون تحرك أية جهة أممية أو مهنية، يتبيّن أن جيش الاحتلال لم يكتف فقط باستسهال خنق منصات التواصل الاجتماعي الغربية، عبر الضغط على مالكيها بأساليبه المعروفة، وإنما أراد إرهاب الصحفيين والمصورين ليغادروا قطاع غزة أو لدفعهم على تجنّب السفر إليه لتغطية الأحداث والإبادة الجماعية التي يرتكبها يوميا، ليتفاجأ بهم أكثر إصرارا على كشف الجرائم. وأبرزهم وائل الدحدوح الذي صار يظهر في شاشة قناة "الجزيرة" يؤدي مهمته وهو يرتدي غطاء وينتعل نعلا بلاستيكيا في طقس بارد، في صورة ستجعل الكيان يكتشف صلابة وإصرار الفلسطينيين على التشبّث بأرضهم وبالمقاومة.

وجاء التقرير السنوي لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، محدود جدا في الإقرار بهذه الجريمة، وبدون حدود في الاستخفاف بالرأي العام الدولي وعقول المنتسبين لهذه المهنة، من خلال تجاهله لحصيلة الصحفيين الذين قضوا منذ بدء العدوان عليها من قبل جيش الاحتلال، ردا على عملية "طوفان الأقصى" التاريخية التي باشرها الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" عز الدين القسام، ثم انخرط فيها معظم فصائل المقاومة.

ويؤشر تجاهل نصف حصيلة القتلى من الصحفيين في فلسطين، على وجود تواطؤ من هذه المنظمة لإخفاء الحقيقة أو عرضها مبتورة ومشوّهة ومنقوصة، حتى لا يكون لها وقع وتأثير كبيرين على النفوس وفي الفضاء الإعلامي العالمي الذي انقسم هو الآخر بين متخاذل ومتواطئ من جهة ومن يعمل من أجل نقل الحقيقة من جهة ثانية.

وكانت منظمة "مراسلون بلا حدود"، قد أعلنت الأسبوع الماضي، عن "مقتل 45 صحفيا عام 2023"، وهي حصيلة تساوي نصف ما أعلنه سابقا الاتحاد الدولي للصحفيين وما يجري في غزة وفي فلسطين، أين يتم قصف المدنيين بشكل عشوائي ولم يسلم منه الصحفيين، حيث يعلن أسبوعيا عن مقتل الصحفيين.

والأكثر غرابة أن تصدر المنظمة تعليقا وتقييما يفيد بأن "عام 2023 هو أدنى بقليل من العام 2022"، بينما يصل عدد الصحفيين المقتولين في غزة وحدها 89، وآخرهم مصور الجزيرة سامر أبو دقة، وجرح زميله الصحفي وائل الدحدوح، وفق ما أعلن عنه المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة 7 أكتوبر الماضي.

وقبل حوالي أسبوعين، أصدر الاتحاد الدولي للصحفيين، تقريرا أحصى فيه مقتل 94 صحفيا وعاملا إعلاميا، بينهم 9 صحفيات في عام 2023. مشيرا، يومها، إلى مقتل 68 صحفيا منذ بدء النزاع في غزة، أي أكثر من حالة قتل واحدة يوميا.

 

شريتي يدعو لحماية الصحفيين

 

ويرى رئيس المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين بالنيابة، عمار شريتي، أن الصحفيين الفلسطينيين، يقفون كشهود على التاريخ، في حين يعمل جيش الكيان الصهيوني على محو شهادتهم بالقتل والإرهاب.

وأدان المتحدث في اتصال مع "الخبر" الهجمات المتكررة التي يتعرض لها الصحفيون في فلسطين المحتلة. وقال إن هذه الأفعال الوحشية التي تستهدف حرية الصحافة وسلامة العاملين في هذا المجال، تمثّل انتهاكا صارخًا لحقوق الإنسان ومبادئ العدالة.

ويعتبر شريتي عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين سقطوا وهم يؤدون مهنتهم النبيلة، دليل على الوحشية المفرطة لدولة الكيان التي تجاوزت حتى مجال المقارنة، فلا الحرب العالمية الثانية ولا الحرب على فيتنام التي دامت 20 سنة حصدت هذا الرقم المهول من القتلى وسط العاملين في الصحافة، يضيف الصحفي.

كما صنّف شريتي هذا الرقم من شهداء الصحافة بوصمة العار على جبين العالم الذي يصف نفسه بالحر والديمقراطي، داعيا المنظمات الدولية والهيئات المعنية بحقوق الإنسان وحرية الصحافة إلى اتخاذ "إجراءات فورية وملموسة" لـحماية الصحفيين في فلسطين من كل الجنسيات، إلى جانب إجراء "تدابير حاسمة" لضمان أمنهم وسلامتهم أثناء أداء واجبهم المهني.

واقترح المتحدث إطلاق مبادرات لدعم وحماية الصحفيين، متمثلة في تأسيس صندوق دولي لدعم الصحفيين في فلسطين، يوفر، حسبه، الدعم المالي والقانوني للصحفيين الذين يتعرضون هم وعائلاتهم يوميا لتهديدات شتى ويواجهون اعتداءات وانتهاكات متكررة، متمنيا أن "تتبنى وزارة الاتصال هذه المبادرة وتشركنا فيها".

وفي نظر شريتي، فإن كل اعتداء يتعرض له الصحفيين يدل على أن قوة الكلمة يمكن أن تتحدى الرصاص، مبديا وثوقه بـ"غدٍ أفضل حيث يتمتع كل صحفي بالحرية والأمان ليؤدي رسالته، وحيث يولد الصحفيون في العالم سواسية في الحقوق والواجبات والحريات".

 

كلمات دلالية: