أكاذيب الكيان المحتل تفضح يوميا

+ -

بابا الفاتيكان في روما اتهم الكيان المحتل، وقال إن ما يفعله يعدّ "إرهابا" في رد فعله على قتل قناصة جيشه رعيتين مسيحيتين في كنيسة كاثوليكية بغزة، وأدان أساقفة فلسطين هذا الاغتيال المتعمّد ضد المدنيين ، ومع ذلك حاول جيش الاحتلال تكذيب رجال الدين المسيحيين، بالادعاء بأنه لا توجد كنيسة في غزة . ولما تبيّن وجودها قالوا بأنه لا يوجد مسيحيين هناك، ولما ظهر أنهم موجودين ها هم يبحثون عن كذبة جديدة لتغطيتها.

كانت هذه القضية التي أحدثت صدمة في انجلترا، كافية لتدفع الإعلامي الشهير بيرس مورغان عبر برنامجه، يخلص لنتيجة حاول إخفاءها طويلا "حرب إسرائيل بدأت تبدو على أنها انتقام ولا شيء سوى هذا"، في اعتراف منه بأن مقولة "حق الدفاع عن النفس" لم تكن سوى مطيّة لتنفيذ الإبادة ضد الفلسطينيين.

ورغم تمسك الكاردينال فينسينت، رئيس أساقفة وستمنستر بانجلترا، بصدقية المعلومة التي أرسلتها الكنيسة الكاثوليكية في فلسطين بشأن اغتيال المرأتين المسيحيتين على أيدي قناصة جيش الاحتلال، غير أن ذلك لم يحل دون سعي الكيان المحتل لتكذيب رجال الدين ونفي حدوث هذه القضية والتنكر لوجود كنيسة في غزة رغم شهادة رجال الدين بعكس ذلك.

وأريد من وراء هذا التنكّر، إعطاء انطباع للرأي العام المسيحي في الغرب، بأن غزة التي تسيطر عليها حركة حماس الذي يصفها بـ"المتطرفة"، لا يمكنها أن تسمح بوجود كنيسة، وحتى إن وجدت كنيسة فليس بها مسيحيين، قبل أن تنكشف عورة هذه الكذبة الجديدة للكيان المحتل في سعيه للتغطية على استهدافه لكل المدنيين.

وتأكّد هذا التوجّه أكثر، من خلال قيام جيش الاحتلال بإطلاق النار على ثلاثة من "رهائنه" المحتجزين الذين أطلق عليهم الرصاص، رغم أنهم كانوا عراة ويحملون العلم الأبيض في أيديهم كرغبة في الاستسلام، قبل أن يتبيّن أيضا أن ذلك لم يكن خطأ عسكريا، مثلما حاولت حكومة نتانياهو تبريره، بقدر ما كان يعبّر عن محتوى الأوامر والتعليمات التي أعطيت لجنوده لقتل كل من يصادفونه في طريقهم بعدما فعل سلاح الجو ذلك، من خلال القصف الجوي العشوائي الذي كان وراء قتل أكثر من 10 آلاف طفل فلسطيني ومثلهم من النساء والمدنيين في غزة.

وبعدما وصلت اعتداءاته الصارخة ضد القانون الدولي إلى درجة جعلت اليونيسيف تصف غزة بأنها "تحولت لأخطر مكان على حياة الأطفال" وتأكيد 90 منظمة حقوقية دولية مجتمعة في باريس، بأن هناك إبادة على مرآى العالم في غزة، يواصل الكيان المحتل في مخابره لإنتاج بروباغندا لتزييف الحقائق، خصوصا بعدما أحس قادته بأن حبل المحكمة الجنائية الدولية يقترب إلى أعناقهم وجرّهم إلى المحاكمة بتهمة جرائم الحرب. واستباقا لهذه المحطة، نشر جيش الاحتلال فيديوهات يقول فيها إنه اكتشف أكثر من 1500 نفق داخل غزة، والهدف والرسالة من هذه "الغنيمة"، في غياب صورة انتصار ، تمرير كذبته بأن تلك الأنفاق حفرتها "حماس" تحت المدارس والمستشفيات ومباني الأمم المتحدة، وذلك لتبرير قصفها باعتبارها محمية من قبل القانون الدولي، ويمثل الاعتداء عليها جريمة حرب يعاقب عليها.

ويفهم من هذا، لماذا اغتال جيش الاحتلال أكثر من 90 صحفيا فلسطينيا في أقل من شهرين، ولماذا حظرت حكومته دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة، اعتقادا منه بأن ذلك كاف لدفن الحقيقة وتغطية جرائم الحرب بها، لكن ذلك لم يزد سوى دحض الرواية الإسرائيلية وسقوط أكاذيبها، في انتظار ما سوف يكتشفه العالم في قادم الأيام من مشاهد فظيعة لأنواع الخراب والدمار التي لم يرها بعد الرأي العام العالمي.

 

كلمات دلالية: