أشاد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، الأستاذ صالح بلعيد، في مستهل حديث في افتتاح احتفالية المجلس المزدوجة؛ اليوم العالمي للغة العربية ومرور ربع قرن على إنشائه، بالدور الذي تؤديه الجزائر في نصرة فلسطين الصمود، وقال: “فلسطين ظِل وبيت وأرض، فلسطين أهل وناس وعرض، فلسطين دنيا ودين وفرض، فلسطين معنى وروح ونبض، فلسطين حب وقلب، فلسطين أم وأب، لن نرحل؛ نجوع ونحيا، لن نرحَل أيها الغاصبون، وسوف ترحَلون”.
جاء شعار منظمة “اليونسكو” لليوم العالمي للغة العربية لسنة 2023 “العربية، لغة الشعر والفن”، وفي هذا الشأن قال صالح بلعيد إنه باعتبار “العربية منبعا لكثير من الشعراء والفنانين على مر العصور... وكان وراء هذا الشعار مؤسسة الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، بدعم من المندوبية الدائمة للمملكة لدى اليونسكو”، ويشهد العالم حسبه “هبّة عالمية كبيرة تُحيي فيها هذا اليوم العالمي، لما للعربية من قيمة تراثية وعلمية وقدم وانتشار وموقع أممي ومواقع مستقبلية وخصوصيات، وبخاصة في مجالي الشعر والفنون”، مؤكدا أن “العربية من أكثر اللغات تأثيرا على الأدب والفنون”، معتبرا أنها “تعمل على تعزيز التقارب الإنساني بين الشعوب”.
وشدد بلعيد في ندوة احتضنها فندق لومبيك بدالي إبراهيم، على ضرورة النظر إلى فنون اللغة العربية التي هي علوم الصرف والنحو والعروض، والتي تفرع منها كل من علوم اللغة والاشتقاق والإنشاء والشعر والمعاني والبيان والقافية والإنشاد “نظرة متكاملة؛ بسبب تداخلها وعلاقة الفن بالآخر”، مؤكدا أنها “كلها تحتاج إلى إدراك وانتباه”، وأن هذا التكامل يظهر في مهارات أربع وهي السماع، القراءة، الحوار والكتابة”.
كما أعلن رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، صالح بلعيد، عن إطلاق جائزة المجلس للغة العربية 2024، في دورتها الحادية عشرة، والتي تهدف إلى تشجيع الباحثين من داخل الوطن، وتثمين منجزاتهم العلمية والمعرفية والإبداعية، ذات المردود النوعي الهادف إلى إثراء اللغة العربية، والإسهام في نشرها وترقيتها، سواء أكانت هذه الأعمال مؤلفة باللغة العربية، أم مترجمة إليها. محددا شروط الترشح وقيمتها المالية بـ2.000.000 دج؛ توزّع لهذه المجالات (جائزة المجلس في العمل على ازدهار اللغة العربية، جائزة المجلس في العمل على تعميم استعمال اللغة العربية في الميادين العلمية والتكنولوجية، وجائزة المجلس في الترجمة من اللغات الأخرى إلى العربية).
الاحتفاء باللغة العربية له بعد حضاري
أكد مستشار رئيس الجمهورية للتربية الوطنية والتعليم العالمي والتكوين المهني والثقافة، الأستاذ محمد الصغير سعداوي، أن الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية له “بعد حضاري” مشيرا إلى أن “اللغة العربية وأهلها يتعايشون بسلام كبير في قبول الآخر والتعامل مع الآخر ومحبة الآخر”، وأضاف: “هذا هو التعايش بسلام مع جميع اللغات وجميع الشعوب”، مشددا على أن العيش بسلام “يجب أن يكون بعزة وشموخ، ونأبى أن يتعدى الواحد على الآخر، ونأبى أن يقع الظلم على أي إنسان مهما كان”.
ونوه الأستاذ محمد الصغير سعداوي بالمجهود الذي قدمه المجلس الأعلى للغة العربية طيلة 25 سنة من إنشائه، مشيرا إلى أنه “يضعنا أمام حقيقة وحتمية أنه لا يزال الشوط كبيرا ولا يزال العمل المطلوب هو عمل كبير في أن تصبح هذه اللغة قادرة على صناعة البحث العلمي وعلى اقتحام التكنولوجيا والعلوم الدقيقة وأن تقدمها للعالم بفنياتها”.
توزيع جائزة اللغة العربية للآداب
من جهتها، أعلنت الإعلامية والشاعرة عفاف فنوح، رئيسة لجنة تحكيم جائزة اللغة العربية للآداب، في دورتها الأولى، أسماء الفائزين بالجائزة، مشيرة أن اللجنة استملت تسعة وتسعين (99) عملا، وسبعة أعمال من خارج الوطن، لا تستوفي شروط المسابقة.
وأكدت رئيسة لجنة تحكيم الجائزة أن “الأعمال كانت كبيرة وجميلة وجيدة”، مشيرة إلى أن اللجنة “حاولت أن تختار الجوائز الأولى والثانية والثالثة دون أن تضعف من قيمة الأعمال الأخرى التي وضعت قيد النشر”. وأشارت الشاعرة عفاف فنوح إلى أن الأعمال توزعت حسب الفئات التالية: (فئة أفضل دراسة في تعميم استعمال اللغة العربية (عمل واحد)، فئة أفضل عمل أدبي موجّه للطفل (24 عملا)، فئة أفضل عمل أدبي إبداعي (31 علما)، وفئة القصيدة الشعرية (43 عملا). ولفتت المتحدثة إلى اللجنة قيّمت تلك الأعمال بسرية تامة، مشيرة إلى أنه “نظرا لقوة بعض الأعمال وتقاربها فنيا، بناء، ولغة، قررت لجنة التحكيم توزيع الجائزة الأولى مناصفة عن كل فئة، ومنح جائزة تشجيعية لكل فئة، مع حجب جائزة أفضل دراسة في تعميم استعمال اللغة العربية.
وأعلنت رئيسة لجنة التحكيم أن الفائزين بالجائزة من فئة أفضل عمل أدبي موجّه للطفل مناصفة لكل من أمال يحياوي (سلسلة رامي) وعبد الرحمن كرومي (اليوم بذرة وغدا شجرة)، وحصلت أمينة مسبوب على الجائزة التشجيعية لعملها (قصص وعبر). بينما حازت ليلى عامر في فئة أفضل عمل أدبي إبداعي عن عملها (حواف مينا). في حين عادت الجائزة في فئة القصيدة الشعرية مناصفة لكل من موسى إبراهيمي (أمي ستعرف مَن أحبّ) وقرين عبد المالك (لسان وغرام)، والتشجيعية لياسين ميه مفتاح (ترانيم من عمق الجب).