منذ بدء طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، صبّ الاحتلال الصهيوني عدوانه على كل شيء في غزة، فلم يسلم من عدوانه الوحشي لا البشر ولا الحجر ولا الشجر؛ دون أن يراعي حرمة لأي شيء، فواصل قصفه البربري للمساجد.
قصف جيش الكيان الصهيوني المحتل المسجد العمري الكبير، والذي يعدّ المَعلم التاريخي البارز في وسط قطاع غزة، كإحدى الجرائم التي ستبقى وصمة عار على جبين العالم الصامت على كل هذا الإجرام الذي خلف دمارا واسعا في القطاع.
وأحدث هذا القصف الخطير دمارا كبيرا بالمسجد التاريخي الذي يعدّ أكبر وأعرق المساجد في قطاع غزة، كما يعدّ واحدا من أهم المعالم الإسلامية في فلسطين، وله تاريخ كبير يعود لأكثر من 3 آلاف سنة، حيث كان في المسجد هيكل وثني لعبادة الأصنام والشمس والكواكب في عهد اليونان الوثنيين، ثم أحرق في عهد الروم المسيحيين وأزيلت آثاره، ليتحوّل فيما بعد مسجدا للمسلمين يطلق عليه اسم “المسجد العُمري” نسبة للخليفة عمر بن الخطاب، و”الكبير” لأنه أكبر المساجد.
جريمة همجية شنيعة
وقالت حركة “حماس” في بيان، إن قيام جيش الاحتلال بقصف المسجد العمري الكبير وتدميره؛ هو “جريمة همجية شنيعة، تطال أثرا تاريخيا هاما، ومعلما من معالم مدينة غزة الدينية”. وأضافت الحركة أن قصف المسجد التاريخي يدلل على “مقدار ما يحمله هذا الكيان الجبان المصطَنع الذي يفتقد لأي جذور تاريخية، من حقد دفين على الحضارة الإنسانية، وسعيه لتدمير الحياة المدنية في مدينة غزة، في إطار حرب الإبادة التي يشنها على شعبنا الفلسطيني وعلى وجوده على أرضه”.
وأكدت حماس أن الاحتلال خلال هذه الحرب استهدف معظم المعالم التاريخية في قطاع غزة، بما يشمل المساجد العريقة والكنائس التاريخية التي وقفت شاهدة على عراقة الشعب الفلسطيني العظيم، كما دمّر الاحتلال المجرم حتى الآن مائة وأربعة مساجد، وثلاث كنائس تاريخية، وأضافت: “واهم هذا العدو الهمجي إذا تصوّر أنه بسلوكه الفاشي قادر على كسر إرادة شعبنا في الصمود والمقاومة، وستبقى همجيته باستهداف المعالم الأثرية والحضارية شاهدا على قذارته وفاشيته التي ستزول معه، كما زال غيره من الغزاة على مدار التاريخ”.
اقتحام مسجد في القدس
وفي سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مسجد عمر بن عبد العزيز (المسجد القديم) ببلدة حزما قرب القدس المحتلة، ظهر الجمعة الفائتة، وأغلقت الباب على المصلين، وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع بداخله وفي محيطه، فأصيب 9 مواطنين بالرصاص وحالات اختناق، بينهم نساء.
تدمير 100 مسجد كليا
يشار إلى أن عدد المساجد التي دمّرها الاحتلال الصهيوني تدميرا كليا بلغ 100 مسجد، و192 مسجدا تدميرا جزئيا، كما تضرّرت نتيجة العدوان 3 كنائس، حسب الإحصائيات التي أعلنها المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.