أولت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين اهتماما بالغا بالقضية الفلسطينية، وكتب في جرائدها شيوخها، مثل مؤسسها الشيخ عبد الحميد بن باديس والشيخ محمد البشير الإبراهيمي والشيخ الطيب العقبي وغيرهم.
لقد هبّت الجمعية وعلماء الإصلاح في الجزائر إلى جانب إخوانهم من العلماء في مشارق الأرض ومغاربها لنصرة فلسطين، حيث أرسلت جمعية العلماء من نادي الترقي ما كان يحدث في فلسطين، وجاء في نص الاحتجاج: “إن الحوادث التي وقعت بفلسطين قد آلمتنا ومست شعورنا الديني، وآنت تلك البقاع المقدسة عند جميع الأمم التي هي القبلة الأولى للإسلام”. لقد تحمّس الشيخ الطيب العقبي لنصرة إخوانه الفلسطينيين، فكتب “لبّيك فلسطين فما أنت لأهلك ولكنك للعرب كلهم وللمسلمين أجمعين”، وأضاف “كل هذا من الإنجليز الظلمة”. واعتبر الشيخ العقبي مأساة فلسطين كارثة عظمى، ووجّه انتقادات شديدة من خلال كتابته عبر جريدته “الإصلاح” وصحف جمعية العلماء لسياسة إنجلترا في تشجيع الهجرة اليهودية، وإلى عصبة الأمم حين أوكلت مصير فلسطين إلى لجنة التحقيق الإنجليزية المنحازة للصهاينة، والتي أوصت في تقريرها بالتقسيم. كما أبرق باسم الشعب الجزائري إلى الجامعة العربية برقية، يعبّر فيها عن رفضهم لمشروع تقسيم فلسطين الذي تقدّمت به هيئة الأمم المتحدة، وعن استعدادهم لحمل راية الجهاد لحماية مقدّسات المسلمين.
وفي سنة 1947، تأسّست في نادي الترقي لجنة الدفاع عن فلسطين برئاسته، وتولى كتابتها العامة الشيخ محمد الأمين العمودي، واقترح الشيخ العقبي أن يؤسس على رأس كل مدينة أو قرية لجنة للدفاع عن فلسطين، تتولى جمع التبرعات وتسجيل أسماء المجاهدين الذين يرغبون في التطوع للدفاع عن فلسطين، وقد أسند هذه المهمة لمصالي الحاج.
وقد شهد له الشيخ محمد البشير الإبراهيمي بأنه الروح المدبرة لتأسيس الهيئة العليا لإعانة فلسطين، والتي تولى فيها أمانة المال.