غرفة عمليات صهيونية - مغربية لتشويه المقاومة

+ -

كثفت أجهزة الاستخبارات المغربية و الصهيونية نشاطها الالكتروني عبر منصات التواصل الاجتماعي الناطقة بالعربية ضد الفلسطينيين و مقاومتهم، ففي غمرة الاهتمام العالمي و العربي بالعدوان الصهيوني على أهالي قطاع غزة منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي ركزت وحدة مشتركة بين تل أبيب والرباط نشاطها ضد الفلسطينيين ومقاومتهم الباسلة وتنامى نشاطها الالكتروني بشكل واضح لدعم حرب الإبادة الجماعية ضد أبناء القطاع المحاصر.

 بعدما اشتغلت وحدة التنسيق الثنائي، نشاطها على مدار ثلاث سنوات لمهاجمة الجزائر دولة و شعبا،وروّجت للتطبيع والتقارب الإسرائيلي المغربي العربي، مؤججة لفتنة ونافثة لسمومها العنصرية بين الجزائريين والمغاربة، ركزت منذ انطلاق "طوفان الأقصى "نشاطها بشكل ممنهج ضد فصائل المقاومة الفلسطينية.

 لم يعد خافيا على المختصين في الشأن السيبراني، أن المخابرات المغربية و نظيرتها الصهيونية شكلت منذ سنوات غرفة عمليات إلكترونية موحدة، برز نشاطها منذ ثلاث سنوات، حيث زجهت نشاطها في البداية على ضرب شعوب المنطقة المغاربية ، لكن منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى، تحولت إلى استهداف الفلسطينيين و تجريم و شيطنة كافة أشكال مقاومتهم للاحتلال الإسرائيلي.

لفتت سلسلة من التغريدات والمنشورات الناطقة بالعربية المغربية المنحازة لإسرائيل عبر منصة ايكس وفيسبوك و يوتيوب، انتباه خبراء مواقع النشاط الرقمي ومنصات التواصل الاجتماعي خاصة مع بروز الاهتمام العالمي بمجريات عملية طوفان الأقصى، حيث سارعت إلى قلب المفاهيم و تشكيل رأي عام عربي مناهض للمقاومة.

 لوحظ منذ السابع من شهر أكتوبر، ظهور بعض الحسابات المغربية التي تساند تل أبيب بقوة ، وتهاجم بشراسة حركتي حماس و الجهاد الإسلامي وكتائب القسام وفصائل المقاومة، وهي نفس الجهات التي كثفت نشاطها وصوبته ضد العملية التي قادتها القسام ضد أهداف إسرائيلية في غلاف غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي.

 افضى تحقيق الكتروني قام به مختصون لصالح منصة "ايكاد" العربية ، إلى كشف حقيقة النشاط الخطير الذي تديره مخابرات القصر الملكي و حليفتها الاسرائيلية. تتبع خبراء عينات من الحسابات الالكترونية و ركزوا على تحليل ورصد العبارات والجمل التي ترددها تلك الحسابات فوجدوا أنها لا تنشط على ايكس فحسب، بل إنها تنشر الجمل ذاتها وتكرر السردية الإسرائيلية نفسها على منصتي فيسبوك ويوتيوب كذلك.

وتبين لفريق التحقيق أن هذه الحسابات التي تدعي الهوية المغربية تعمل بالتناوب بين تل أبيب والمغرب و مؤخرا استقرت في المغرب.

و كشف التحليل أن تلك الحسابات على منصة "ايكس"مرتبطة بنشاط روبوتات الكترونية منسقة تدور بعلامات واضحة وتتميز بتكرار استخدام نفس الجمل المتطابقة، و تستخدم رموز تعبيرية ثابتة كما تتميز أيضا بسلسلة تفاعلات موحدة مع حسابات معينة.

وعمل المصدر تلك الحسابات لا تنشط على "ايكس" فحسب، بل تنشر الجمل ذاتها وتكرر السردية الإسرائيلية نفسها على منصتي فيسبوك ويوتيوب كذلك. كما أظهرت عمليات التتبع أن اتجاهات تلك الحسابات أضحت ملحوظة للمختصين خاصة بعدما قام الكثيرون بتغيير موقع تغريداتهم إلى المغرب حيث كانت تنطلق من تل أبيب و أماكن أخرى.

 التحليل المتعمق لمجموعة واسعة من هذه الحسابات وارتباطاتها السابقة كشف أن اتجاها ثابت كما أظهرت البيانات الأولية إن تاريخ إنشائها أو نشاطها المتجدد يعود إلى ديسمبر 2020.

واللافت في هذا الشأن أن تفعيل تلك الحسابات جنبًا إلى جنب مع إطلاق اتفاقيات التطبيع الإماراتية المغربية البحرينية الإسرائيلية، مما يشير إلى وجود خلية مشتركة تعمل وفق استراتيجية واحدة بين هذه العواصم العربية، اشتغلت كثيرا وبشكل مكثف على تبرير التقارب بين تل أبيب والرباط كما عملت على وضع الأساس للتطبيع . الوحدة المشتركة ركزت نشاطها أيضا على حشد الدعم الواسع في العواصم الكبرى لصالح المغرب واستجلاب الاصطفاف الدبلوماسي لصالحه.

 ولا يستبعد مراقبون تحدثت إليهم "الخبر" أن تكون تلك الوحدة وراء نشر أخبار تهدف إلى "بث الفتنة والفرقة بين الشعبين السعودي والجزائري."

وقال المصدر ذاته، إنه من خلال سحب عينة ضخمة من هذه الحسابات ومراجعة نشاطها السابق، لاحظ أن معظمها تم إنشاؤه أو زيادة تفاعله قبل ديسمبر 2020 بقليل، بالتزامن مع صفقات التطبيع العربي الإسرائيلي، أي قبل تطبيع المغرب مع إسرائيل، ما يعني أنها أُنشئت بالأساس لتهيئة خطوة التطبيع وخلق تأييد شعبي له. يتضح من خلال استهداف المقاومة في هذا الظرف أن من يقف خلف كل هذه اللجان جهة واحدة،تعمل بشكل ممنهج لتسيير هذه اللجان في آن واحد، لتمرير أجندة واضحة بين المغردين العرب وخاصة من دول الخليج أو المغاربة.

 مع التعمّق في التحليل الرقمي،لاحظ التحقيق أن حسابات اللجنة الإسرائيلية المغربية لم ترتفع في أوت 2022 فحسب، بل استمرت في النمو بشكل كبير حتى يومنا هذا،بمعدل ارتفاع بلغ ثلاثة أضعاف تقريبا. ومن خلال تحليل رقمي متطور، قام فريق البحث بسحب عشرات الآلاف من هذه الحسابات، تأكد أن ما يزيد عن 22 ألف منها حسابات وهمية تمامًا منها حسابات عديدة تنتحل الهوية المغربية تقوم بترديد السردية والجمل والأفكار ذاتها .

 تقوم تلك الخلايا أيضا بخلق شخصيات متعددة بتاريخ وهمي ولكنه مدروس، ترسم تاريخًا لها، وتخصصًا، وأبحاثا،وصورًا وهمية، وتقدمها للمغردين على أنها شخصيات حقيقية، فيكون لرأيها وزن أكبر،ثم تقوم بضخ تفاعل ضخم وهمي عليها.

أحمد حمداني