الصهاينة يحكمون بالإعدام على أطفال غزة

+ -

خلف التصعيد العنيف للعدوان الصهيوني على قطاع غزة، منذ أكثر من شهر، مأساة حقيقية مست جميع الجوانب المعيشية للفلسطينيين. وشكل الأطفال الضحية الأكبر في هذه الحرب، بعدما أزهقت الأرواح وتفككت الأسر ولحقت آثار مدمرة بهذه الفئة وحرم آلاف الطلاب من التعليم، ليبقى هؤلاء يواجهون مصيرا مجهولا وسط ظروف غير إنسانية.

يدفع الأطفال ثمن الحروب النظامية والأهلية والنزاعات والاعتداءات المسلحة أضعافا مضاعفة، ليس فقط لأنهم عرضة للقتل والإصابات البالغة التي تؤدي إلى العجز الجسدي على اختلاف أنواعه ودرجاته ولكن أيضا للآثار والرواسب النفسية المؤذية التي قد تلازم الفرد بقية حياته ولا يستطيع الخروج منها، حيث يتكدس هؤلاء في ملاجئ مؤقتة وفي مدارس تديرها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بعد نزوحهم من منازلهم وهم لا يملكون سوى القليل من الطعام والمياه النظيفة.

 

"سياسة التجهيل" تحرم 3000 طالب بغزة من التعليم

 

استهدف الصهاينة المؤسسات التعليمية في غزة، لتتحول هذه الأخيرة إلى مراكز للإيواء والطلاب بين شهيد وجريح ونازح، الأمر الذي حرمهم من حقهم في الحياة والتعليم والتمتع بطفولتهم.

من أعنف ما خلفته حرب إسرائيل على غزة هو حرمان أكثر من 600 ألف طالب في المراحل الدراسية الأولى في القطاع و88 ألفا في المرحلة الجامعية من الذهاب إلى مدارسهم وجامعاتهم ومتابعة حقهم في التعليم جراء قصف الاحتلال كل شيء، ما أسفر عن تدمير 60 مدرسة كليا وتضرر 177 منذ بدء عدوانه على القطاع قبل 36 يوما، فيما حرم الاحتلال نحو 3000 طالب من حقهم في الحياة وليس في التعلم فقط، بالإضافة إلى 120 مدرس ونحو 400 طالب جامعي ارتقوا في المجازر التي تزداد أرقام ضحاياها في ظل استمرار العدوان وانتشال جثامين شهداء جدد من تحت الركام.

 

قصف الاحتلال للمدارس جزء من حربه التي لم تستثن أيا من مقومات الحياة في القطاع وتركيزه على تدمير المدارس والجامعات يهدف إلى ضرب مرتكزات التعليم وتجهيل الجيل الفلسطيني بقضيته وحقوقه، حيث تقوم المؤسسات التعليمية الفلسطينية بتنشئة أجيال متنورة، متمسكة بهويتها الوطنية في مواجهة محاولات التهويد، وملمة بكل تفاصيل قضيتها وحقوقها، في مقدمتها حق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

 

صدمات نفسية..

 

وتتكرر الاضطرابات والأمراض والتشوهات النفسية التي تصيب الأطفال في زمن الحروب، من الفزع الليلي إلى الهلاوس والوساوس القاهرة. ويصاب كثيرون منهم بالتبول اللاإرادي، وقد تنتاب بعضهم نوبات من الاكتئاب حين تذكر المشاهد الأليمة التي وقعت عليها عيناهم، كأن يفقدوا أحدا من أهلهم أمامهم أو الإصابة بإصابات بالغة أو يتهدم بيتهم وتبعثر محتوياته، وبعضهم يفقد النطق من فرط الرعب والحيرة.

وعلى صعيد الأوضاع النفسية للأطفال، نقلت وكالة "رويترز" للأنباء في أكتوبر الماضي، عن منظمة "إنقاذ الطفولة"، أن الرفاهية النفسية والاجتماعية للأطفال في غزة وصلت "إلى مستويات منخفضة بشكل مثير للقلق"، بعد 11 يوما من العدوان الإسرائيلي في العام 2021، ما ترك نصف الأطفال بحاجة إلى الدعم النفسي.

وقال خبراء الصحة العقلية في غزة إنه لا يوجد هناك شيء اسمه اضطراب ما بعد الصدمة في القطاع، لأن الصدمة مستمرة، مع نوبات متكررة من القصف، تمتد إلى ما يقرب من عقدين من الزمن. وبينما ينتحب الكبار يقف الأطفال يراقبون ولا تظهر على وجوههم أي تعابير.

ونقلت "رويترز" عن طبيب نفسي ملاحظته ظهور أعراض صدمة خطيرة على الأطفال بعد العدوان، مثل: التشنجات والتبول اللاإرادي والخوف والسلوك العدواني والعصبية ورفض ترك والديهم. ولم يخف الطبيب على من أظهروا أعراض صدمة، رغم حاجتهم الماسة إلى لعلاج، بقدر ما خاف على من احتفظوا بالرعب والصدمة بداخلهم.

 

كلمات دلالية: