38serv
انتقد تقرير في صحيفة “غارديان” البريطانية ادّعاء رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، بأن بلاده “أم الديمقراطية في العالم”، في وقت يتعرّض فيه مسلموها للقتل والتنكيل بهم من قبل الشرطة، ويعاني طلابهم من سوء المعاملة في المدارس. وذكرت الصحيفة البريطانية في هذا التقرير أن مودي يحرص على إظهار الهند على أنها “أم الديمقراطية”، واصفة فترة حكمه بأنها “أكثر الحقب غير الديمقراطية في تاريخ البلاد”. وجاء نشر التقرير، الذي أعدّته “رنا أيوب” كاتبة العمود بصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، بمناسبة انعقاد قمة العشرين التي تستضيفها العاصمة الهندية.ولفتت الكاتبة إلى أن مودي أثناء زيارته الولايات المتحدة، العام الماضي، تغنى بفضائل الديمقراطية، مشيدا في الوقت نفسه بدولته العلمانية الجامعة، وممجدا الزعيم الروحي للهند المهاتما غاندي. لكن هذه “المزايدات” بحسب غارديان، لا تعدو أن تكون في واقع الأمر “مظهرا بغيضا”، فالحقيقة المُرّة أن الأقليات في الهند تتعرّض في الوقت الراهن لهجمات لا هوادة فيها. وساق التقرير مثال ذلك اندلاع أعمال شغب طائفية بالقرب من دلهي، حيث أقدم حشد من الهندوس على إحراق مسجد.ويتعرّض مسلمو الهند للإذلال في الشوارع، وشيطنتهم وتشويه سمعتهم على شاشات السينما. فقد أشاد مودي ودافع بمؤتمراته الانتخابية عن فيلمين وُجهت إليهما سهام النقد باعتبارهما معاديين بشدّة للإسلام، وهما “ملفات كشمير” و«قصة كيرالا”، حتى أن بعض حكومات الولايات أعفت الفيلمين من بعض الضرائب الترفيهية.وفي ظل الثقافة المشبعة بالصور التي تظهر المسلمين على أنهم خونة مناهضون للهند، لم يكن مفاجئا أن وجدت هذه البلاد نفسها إزاء حادثة تعرّض فيها تلميذ مسلم للصفع من زملائه، نزولا عند تعليمات من معلمتهم. وتتساءل كاتبة التقرير: ماذا عن المساءلة؟، لتجيب عنه بالعودة إلى مؤتمر صحفي عقده مودي عند زيارته الولايات المتحدة. فعندما سئل عن سجل بلاده لحقوق الإنسان، كان جوابه “غير مقنع”، حيث ردّد كلمة “الديمقراطية” أكثر من 10 مرات.وأوضحت “غارديان” في تقريرها أن مودي يتحدث بلسانين: فهو يتكلم بطلاقة عن غاندي والديمقراطية أمام أنظار العالم، لكنه يؤثِر “لغة الصمت” عندما يتعلق الأمر بالتصرفات الهندوسية القومية “العنيفة”. وتواصل الكاتبة انتقادها لمودي فتقول إن رئيس الوزراء يقدم نفسه على أنه “زعيم عالمي” من خلال استضافة الهند قمة العشرين، وتصوّره القنوات الإخبارية الرئيسة “الجبانة” في الهند باعتباره الزعيم الوحيد الذي يملك حل الأزمة الأوكرانية وغيرها من القضايا العالمية، دون التشكيك في عجزه عن معالجة الاضطرابات المدنية في بلاده. وتضيف أن المناقشات الجارية الآن، خلال أسبوع انعقاد قمة العشرين، تركّز على إعادة تسمية الهند واستبدالها بكلمة “بهرات” باللغة الهندية، وذلك “للتحرر من القيود الاستعمارية”.وتعتقد الكاتبة، في تقريرها، أن الدافع وراء تلك المناقشات هو -بلا شك- رغبة اليمين السياسي في استعادة “المجد الهندوسي” للأمة. ويُحمّل التقرير الدول الأجنبية وزر الدعاية الإعلامية الخاطفة التي تصف الهند بأنها أكبر ديمقراطية بالعالم، حرصا على مصالحها التجارية والجيوإستراتيجية، أو بسبب التكاسل والسذاجة، متهمّة تلك البلدان بالتواطؤ في الدفع للتدهور المتسارع للقيم الديمقراطية في الهند.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات