صنعت العقوبة التي سلطتها مؤخرا لجنة العقوبات التابعة للرابطة الوطنية ضد رئيس اتحاد الشاوية، عبد المجيد ياحي، الحدث، خاصة وأن هذا الأخير وجه أصابع الاتهام للحكام بخدمة مصالح فرق على حساب فرق أخرى بإيعاز من الوصاية.فضّلت “الخبر” إلقاء الضوء على هذه النقطة، وعلى قضية العقوبات التي ما فتئت الرابطة تسلطها على مختلف الرؤساء واللاعبين والمدربين، من خلال التطرق إلى أثقل القرارات العقابية في السنوات الأخيرة.حارس بوفاريك ولاعب “النصرية” يعاقبان مدى الحياةمن أهم العقوبات التي سيبقى يتذكرها التاريخ جيدا ما حصل في الموسم الرياضي 1998–1999، عندما عاقبت الرابطة آنذاك لاعبين بحرمانهم من ممارسة كرة القدم مدى الحياة، ويتعلق الأمر بحارس نادي وداد بوفاريك عندما اعتدى على الحكم سايحية الذي أدار مباراة فريقه أمام المنافس وداد تلمسان، حيث وبالرغم من تقديم اللاعب لاعتذاره على تصرفه السيء، وتأكيد فريقه أنه لا يزال شابا يفتقد للخبرة الكافية، غير أن لجنة الانضباط آنذاك أصرت على تلك العقوبة حتى يكون عبرة لجميع اللاعبين ولحماية الحكام من الاعتداءات الجسدية. وثاني لاعب كان بوذيب من نصر حسين داي، بعد اعتدائه أيضا على الحكم الذي عين لإدارة لقاء فريقه ضمن الدور نصف النهائي من كأس الجمهورية أمام شبيبة القبائل، حيث كانت الرابطة آنذاك لا تتلاعب بالجانب الانضباطي في المباريات الرسمية، من خلال تسليطها أقصى العقوبات على اللاعبين الذين يخالفون القواعد فوق أرضية الميدان.العقوبات مختلفة في الأقسام المحترفة والهاويةالغريب في موضوع العقوبات بالبطولة الجزائرية لكرة القدم هو الاختلاف الكبير المسجل بين الأقسام المحترفة والهاوية، والدليل على ذلك هو حرمان اللاعب في القسمين المحترفين من لعب مباراة واحدة في حال تلقيه لأربع بطاقات صفراء، أما في البطولة الهاوية بعد حصوله على ثلاث بطاقات. والأكثر من هذا فإنه مباشرة بعد نهاية مرحلة الذهاب في البطولة المحترفة تحذف البطاقات الصفراء آليا على عكس البطولات الهاوية، والمدهش في الأمر بأن الأصناف الصغرى للفرق المحترفة تطبق عليها قوانين ملحق العقوبات الخاصة بالفرق الهاوية.الشاذلي يعفو في قرار رئاسي عن ثلاثة لاعبينقرر الرئيس الجزائري السابق، المرحوم الشاذلي بن جديد، مباشرة بعد تتويج المنتخب الوطني بلقبه القاري الوحيد سنة 1990، العفو في قرار رئاسي عن ثلاثة لاعبين دوليين تعرضوا لعقوبات الحرمان من اللعب لفترات طويلة من الزمن، ويتعلق الأمر بلاعب وفاق سطيف عبد الحكيم سرار، الذي عوقب بحرمانه من اللعب لمدة سنتين كاملتين بعد اعتدائه جسديا على الحكم لطرش في مباراة فريقه أمام شباب بلوزداد، وثاني لاعب هو موسى صايب من شبيبة القبائل، بعد إمضائه لفريقين في موسم واحد و الشيء نفسه بالنسبة للاعب اتحاد الحراش راحم محمد، حيث تمت معاقبتهما آنذاك بحرمانهما من اللعب في موسم رياضي واحد، ما جعل الثلاثي المذكور يتقدم نحو الرئيس الشاذلي لطلب العفو عنهم، خاصة بعد مساهمتهم الفعالة في التتويج القاري بقيادة شيخ المدربين المرحوم عبد الحميد كرمالي، وهو ما حصل بعد الإعلان عن قرار العفو الرئاسي في نشرة الثامنة الرئيسية، بعد قراءة الصحفية التلفزيونية زهية بن عروس لبيان الرئاسة.رؤساء الأندية يعاقبون على تصريحاتهم الصحفيةلا تفوّت لجنة الانضباط بالرابطة المحترفة تسليط العقوبات القاسية في حق رؤساء الأندية مباشرة بعد إدلائهم بتصريحات صحفية تندد بممارسات الرابطة أو الحكام، مثلما حصل مؤخرا مع رئيس اتحاد الشاوية، عبد المجيد ياحي، بعد اتهامه على صفحات يومية “الخبر” وأمواج الإذاعة الوطنية الأولى لرئيس اللجنة المركزية للتحكيم، بلعيد لاكارن، بخدمة مصالح فرق على فرق أخرى بعينها، وهو ما كلفه عقوبة الحرمان من ممارسة نشاطه في النادي لمدة ستة أشهر، وهي العقوبة نفسها التي سلّطت على رئيس وفاق سطيف، حسان حمّار، في تصريح صحفي قال فيه بالحرف الواحد: “وفاق سطيف مستقبلا سيمثل في المنافسات القارية مدينة سطيف وفقط”، وهذا احتجاجا منه على عدم صدور عقوبات لجنة الانضباط الخاصة بلاعبي مولودية الجزائر إلى غاية نهاية مباراة الفريقين بملعب 05 جويلية.قوانين جديدة فرضتها ظروف معينة في مباريات خاصةتشترط القوانين واللوائح المنظمة في البطولة الوطنية في مباراة رسمية جلب خمس كرات، سواء كان الأمر يتعلق بالفريق المحلي أو الفريق الزائر، ويعود استحداث هذا القانون نظرا لما حصل سنة 2005، في مباراة جمعت بين الفريق المحلي الرويسات أمام الفريق الزائر تبسة ضمن بطولة ما بين الرابطات، وهذا عندما تعمّدت إدارة الفريق المحلي (الرويسات) إخفاء الكرات قبل نهاية المباراة بدقائق قليلة جدا حتى يتسنى للفريق الزائر (تبسة) الفوز بنقاط المواجهة على البساط ليضمن البقاء، حيث كانت النتيجة لصالح المحليين بنتيجة هدفين مقابل صفر بعد رفض اللاعبين رفع أرجلهم في ذلك الموعد لصالح الفريق الزائر، وهو ما جعل الإدارة تلجأ لهذه “الحيلة” حتى تسمح لنادي تبسة الفوز بنقاط المواجهة، هذا الأمر استدعى من الفيدرالية إصدار قانون في ملحق العقوبات يستدعي من كل فريق جلب خمس كرات على الأقل في مباراة رسمية، وإلا فإنه تتم معاقبته.رئيس شبيبة الساورة محمد جبار“هناك أشخاص يتكلمون ولا يعاقَبون” أكد رئيس فريق شبيبة الساورة، محمد جبار، أن قضية العقوبات التي ما فتئت تفرضها الرابطة المحترفة لكرة القدم على رؤساء الأندية، كلما انتقدوا التسيير أو التحكيم، لا تعتبر حلا، مضيفا أن رئيس النادي أصبح يتحمّل وزر الآخرين وأضحى كبش الفداء “ولا أحد يحميه، عكس اللاعب أو المدرب الذين يحظيان بالعناية الكاملة، فرئيس النادي إذا تحدث عن الحكم أو انهزم فريقه يكون هو المسؤول المباشر، وبالتالي أصبح وجوده غير مجد”.وبخصوص نوعية العقوبات قال جبار: “لا نفهم بأي منطق تفكر الرابطة المحترفة التي تريد أن تكمم الأفواه من خلال العقوبات التي تطال رؤساء الأندية كل مرة”. وبالنسبة لفريقه، رد محدث “الخبر”: “لم يحدث لنا مثل هذا الأمر، ولكن حصل أكثر من ذلك، حيث إن فريقي هو الذي دفع الثمن غاليا لما تكلمنا عن التحكيم، ومازال يعاني من المضايقات التي تحدث في كل مباراة”. وأضاف “لهذا الغرض التزمنا الصمت، لأن العقوبات أضحت تصدر في حق البعض ويغضّ الطرف عن آخرين يدفعون ثمن أخطاء المحظوظين الذين يحظون بالرعاية ولا يعاقبون، وهنا نلمس التمييز بين الرؤساء والكل يعرف من هؤلاء. وعليه فإننا نطالب بإلغاء هذه العقوبات، لأن كل رئيس يتكلم لابد أن يسمع لكلامه، وبالتالي معاقبة من يتسبب في حرمان الأندية من حقها، وليس التضحية بالرؤساء الذين يدافعون عن مصالح فرقهم”، ختم محدثنا قوله.ع. بن شاذلينائب رئيس مولودية وهران لعربي عبد الإله“كان على ياحي أن يرفع شكوى عوض الإدلاء بتصريحات ساخنة” وصف نائب رئيس مجلس إدارة فريق مولودية وهران، لعربي عبد الإله، العقوبة المسلطة على رئيس فريق اتحاد الشاوية، ياحي عبد المجيد، بالقاسية، وأن هذا الأخير كان عليه أن يتجنب التصريحات الساخنة واتهام التحكيم بالمساومة: “وأظن، وهذا رأي الشخصي، أن ياحي كان عليه أن يرفع شكوى في البداية لدى مصالح الأمن، واللجوء للمحكمة الرياضية حتى يفضح هذه الممارسات التي تحدث في بطولتنا، عوض الحديث عنها في الصحافة ودون وجود دليل يدعمه ويمنح له حقوقه. وأظن أن ياحي، الذي يملك الخبرة والتجربة بحكم أنه واحد من أقدم المسيرين في البطولة، يعلم أن لجنة الانضباط لا تتحدث إلا بالملموس، وبالتالي من الطبيعي أن تعاقبه بستة أشهر، مثلما فعلت مع رئيس شبيبة القبائل، محند شريف حناشي، في قضيته مع الحكم حواسنية. وأظن أن ما قاله رئيس اتحاد الشاوية يجب أخذه بجدية من قبل مسؤولي كرة القدم الجزائرية، وعلى التلفزيون الذي يدفع الملايير من أجل هذه البطولة أن يعين خبيرا في التحكيم خلال حصة دوري المحترفين ليكشف ويعلق على هفوات الحكام في المباريات، رغم أني أعترف أننا نملك حكاما في المستوى، لكن بعضهم يفتقد للتركيز أو يكون تحت الضغط أو ضحية مساعديه فيرتكب أخطاء لا تغتفر، لهذا يتوجب على التلفزيون أن يفضحهم بالصور، حتى لا تتكرر مثل هذه الأخطاء في المستقبل، لأنه بصراحة أصبح بعض الحكام هم الذين يحددون البطل والذي يسقط في القسم الثاني”.وهران: ب. ايتشعليرئيس وفاق سطيف حسان حمّار“لا أعلق على قرارات الرابطة مهما كانت” رفض رئيس وفاق سطيف، حسان حمّار، التعليق على قرارات لجنة الانضباط التابعة للرابطة الوطنية لكرة القدم، خاصة ما تعلّق منها بالعقوبات المسلطة على رؤساء ومسؤولي الفرق، وقال حمّار: “لما كنت أنا أتعرض للعقوبات على تصريحات كانت كلها حقيقة وواقعية، فلا أحد من المسؤولين عن الفرق قام واعترض أو ندد بتلك العقوبات. وبالتالي لا يمكنني الآن أن أعقّب على أي قرار تصدره الرابطة، وأنا مسؤول فقط عن فريقي وفاق سطيف. وكل رئيس فريق مسؤول عن الكلام أو التصريحات التي يدلي بها، وأنا لا مشكلة لدي مع القائمين على الرابطة”. سطيف: زهير شارف
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات