ألهبت تصريحات أمين عام جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، التي أطلق فيها النار على الجنرال توفيق، صفحات شبكة التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية للجرائد، وأجمع الفايسبوكيون على أن هذه “الخرجة” ليست إلا مشهدا هزليا من مسرحية أبطالها من يسيرون دفة السلطة، مرجحين كفة الجنرال على حساب الرجل الأول في الحزب العتيد.«الدربوكة” في مواجهة “الكلاش”.. سعداني يطلق النار على “الدي. أر. أس”، صورة اختارتها صفحة “المنظمة الجزائرية لمناهضة الشيتة والشياتين” لتفتح نقاشا مع المشاركين في الصفحة. وكتب المشرفون على الصفحة تعليقا على الصورة: “لما تلتقي قوى الشر في مسرحية هزلية...من يصدقها يا ترى؟؟ إليكم المشهد السياسي ليوم البارحة”.تعاليق المشاركين في الصفحة لم تخرج عن السياق، أحدهم كتب قائلا: “صراع المخابرات مع السعيد بوتفليقة.. الغلبة ستكون للذي معه فرنسا، وطبعا السيناريو واضح هي مع السعيد”.أما آخر فرجح كفة سعداني، “الدربوكة تغلب لأنها أقوى من السلاح”، مستشهدا بشيوخ أغنية الراي الذين اعتبرهم أهم من “قيادة الكبار مملوءة البطون”. صفحة “شبكة راديو طروطوار” ذهبت في نفس الاتجاه، واعتبرت تصريحات سعداني وتبعاتها إنذارا بحرب بين طرفين، أسمتهما بـ”القتلة والسراقين”.أما على موقع “الخبر الإلكتروني” فانقسمت تعليقات القراء بين “مستهزئ” بما جاء على لسان أمين عام “الأفالان” وبين مدافع عن “الجنرال”، ولو أن الكفة مالت لهؤلاء وسعداني كان الخاسر الأكبر. ونذكر هنا بعض التعاليق التي صبت في هذا الاتجاه، مثلما أورد من أسمى نفسه “الجنرال” وكتب معلقا: “هذا الرجل يلعب بأمن البلاد، يا أخي تتحدث عن الجنرال توفيق والله لولا هذا الرجل وآخرون مخلصون للجزائر لانقسمت البلاد إلى دويلات. أقوى جهاز استخبارات خارجي وقف في وجه الكثير من المؤامرات التي كانت ومازالت تحاك ضد الجزائر، في المقابل أنت كنت تنعم بواحات الصحراء الجزائرية وبحماية من رجال الأمن والاستخبارات”.وذهب في نفس النسق القارئ بوعلام من الجزائر، “نحن معاك يا جنرال توفيق في مسعاك لتخليص الدولة من هاته العصابة التي تشرف على إغراق الجزائر في التخلف وديكتاتورية زين العابدين بن علي..”. وهو ما ذهب إليه آخر عرف نفسه بفاتح: “معاك يا توفيق ضد تسلط عصابة تلمسان، عاثوا في الأرض فسادا”.بالمقابل، اعتبر آخرون أن التصريحات ليست إلا خلافات خفية في دهاليز السلطة حول تقسيم الكعكة، وهي القراءة التي قدمها القارئ الجيلالي من فرندة: “موضوع الفساد السياسي والمالي في الجزائر قائم ومنذ عقود والمسؤول عنه هي الرئاسة بسبب صمتها الذي حير الرأى العام الداخلي والمخابرات التي تعتبر سلطة الظل الفعلية، ويمكن اعتبار ما يحدث هو فتنة داخلية سببها عدم التفاهم على تقسيم كعكة الحكم بالتساوي بين الدولة العميقة وسلطة العسكر، وهذا الأمر طبيعي يحدث كلما حانت الانتخابات الرئاسية”.أما محمد من معسكر فيرى أن “الطرح الصبياني للمنازعات السياسية على الملأ أكبر دليل على أن من يحكموننا لم يبلغوا سن الرشد، وبالتالي فمن الطبيعي أن يبقى الشعب الجزائري القابل لهؤلاء على تسيير شؤونه يتخبط في مؤخرة الدول سياسيا وثقافيا واقتصاديا”.وتباينت التعليقات بموقع “كل شيء على الجزائر”، الموقع الذي انفرد بنشر التصريحات “النارية”، فأحدهم اعتبر أن هذا الصراع ليس بالجديد: “حزب فرنسا ضد حزب أمريكا، الصراع الأبدي في الجزائر، لا تحاولوا إقناعنا بأن محركه الديمقراطية أو حب الوطن”. واختصر آخر رأيه في تداعيات ما نطق به سعداني بـ”اتركوهم يتقاتلون فيما بينهم”.وطبعا، مثل العادة لم تخل التعاليق من نشر صور “محبوكة” بـ”الفوتوشوب”، يظهر فيها سعداني غاليا حاملا “الدربوكة” وغريمه “الكلاش”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات