الساعة الذكية.. رفيق الطفل الذكي غير الآمن!

+ -

إن مجرّد التفكير في إمكانية البقاء على تواصل دائم بين الطفل ووالديه في ظل كل الالتزامات التي تفرضها الحياة، وبدون حتى تزويده بهاتف ذكي غير مناسب لسنه الصغيرة، إذ يكفي إهداءه ساعة ذكية جذابة، لهو أمر مثير للاهتمام، كما هو مجال مربح جدا في سوق التقنية، يسيل لعاب تجار "الأزمات"، في ظل تخوف كبير يعشّش في المجتمع الجزائري الذي يحتفظ في ذاكرته الجماعية بأبشع الصور لظاهرة اختطاف الأطفال. ومع هذا الكم الهائل من الساعات الذكية المتوفر في أسواقنا، يجعلنا نقف أمام "سحر" هذا الجهاز الصغير الذي يمكن أن ينقلب عدوّا يترصّد بأطفالنا في كنف ما نعيشه من "أمية تكنولوجية" مخيفة.

لا يختلف اثنان، اليوم، في كون البشرية انتقلت فعلا من الزمن المعاصر إلى الزمن الذكي، والذي يمكّن المرء من التحدث إلى "روبوت"، لا، بل يستعين فيه بالأخير على تصميم محتوى وحلّ مسائل رياضية، منافسا بذلك اجتهاد العقل البشري، فنحن في زمن لم نعد نضيع فيه ونحن نبحث في تفاصيل الخرائط عن وجهاتنا المنشودة، ولا عن طفلنا الذي ضاع منا وسط زحمة مركز التسوق، فقد تجاوزنا العديد من المراحل التي كانت تشكل روتين حياتنا فيما سبق، وأصبحنا اليوم نتتبع مسارنا ومسار أطفالنا، ونعدّ حتى عدد ضربات قلوبنا بكبسة زر، فانتفض الأطباء احتجاجا على اعتماد مرضاهم على ما تقدّمه الأجهزة الذكية من مؤشرات حيوية، وانتفض المصمّمون رفضا للتصميمات الجاهزة للروبوت الذكي هذا، وكذلك الإعلاميون والرسامون، والمهندسون، إذ فاقت سلطة التكنولوجيا العقل البشري، وأطاحت بقيمة البشري نفسه. وهنا، نستذكر قول عبقري زمانه، العالم الفيزيائي ألبرت أينشتاين، الذي لم يخف تخوفه من حلول اليوم الذي تتجاوز فيه التكنولوجيا التفاعل البشري، يومئذ يؤكد الأخير أنه سيكون للعالم فيه جيل من البلهاء، فيقول: "بات واضحا، وبشكل مرعب، أن تطور التكنولوجيا قد فاق تطور إنسانيتنا".

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات