+ -

تسارعت الأحداث في العشرة أيام الأخيرة بعاصمة “الجن والملائكة”، باريس، عقب حادثة الهجوم المسلح على صحيفة “شارلي إيبدو” التي خلفت 12 قتيلا، من تنفيذ الإخوة كواشي، ثم الحادثين اللذين كان “بطلهما” المدعو آميدي كوليبالي، باعتدائه المسلح على شرطية وإصابة آخر بجروح، ثم احتجازه لرهائن بمتجر “كاشير” اليهودي، وبعدها مسيرة الأحد 11 جانفي 2015، والتي أطلقت عليها فرنسا “باريس.. عاصمة محاربة الإرهاب”.. في هذه الأثناء، كانت العشرات من المساجد والمصليات، بل وحتى مطاعم يديرها مسلمون، لا تهم جنسيتهم، عرضة للاعتداءات بشتى أنواعها.. وفي الوقت الذي سارع رجال الدين المسلمينفي فرنسا إلى نبذ كل أشكال العنف والإرهاب والتطرف، “سارع” مسلمو فرنسا إلى دعوة السلطات الفرنسية إلى حمايتهم من “انتقام” وشيك.. ولأن الأمر يتعلق بـ«انتقام”، حاولت “الخبر” الاقتراب من بعض الفعاليات المسلمة في المجتمع الفرنسي لرصد تخوف المسلمين من تبعات حادثة الاعتداء على “شارلي إيبدو”، وطرحت عليهم بعض الأسئلة، من ذلك: هل سيعيش مسلمو فرنسا انتقاما؟ من قد ينتقم من المسلمين؟ ولماذا تتنامى “الخلايا الجهادية” في فرنسا؟رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية وعميد مسجد باريس دليل أبو بكر“تشديد الرقابة على المساجد لتوقيف المد السلفي الجهادي والوهّابي” اعتبر رئيس المجلس الفرنسي للطقوس الإسلامية وعميد مسجد باريس، الدكتور دليل أبو بكر، في لقاء مع “الخبر”، الانتشار الواسع والعشوائي للأئمة السلفيين والوهابيين على مستوى العديد من المساجد بفرنسا بـ«الخطر الكبير” الذي يحدق بشباب الجالية المسلمة ويجرفهم إلى التطرف الديني، وإدخال السياسة في الإسلام، مؤكدا بأن هيئته “ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لتأطير الأئمة، وضبط برنامج خاص من الخطب يدعو إلى حماية هؤلاء الشباب من التطرف وتشديد الرقابة عليهم، مع تعزيز المراقبة على المساجد والمصليات بغية تكوين هؤلاء الأئمة السلفيين والوهابيين، بوضعهم على الطريق الصحيح، واتباع المنهج نفسه الذي يتبعه الأئمة المرخصون الذين يدعون إلى التهدئة واجتناب العنف والاحترام المتبادل داخل المجتمع الفرنسي، بتعليم وتوعية الجالية المسلمة بفرنسا كل المعاني الحقيقية التي بني عليها ديننا الحنيف الإسلام”.ويضيف دليل أبو بكر “هناك نسبة 70 بالمائة من الفرنسيين تكونت لديهم صورة سيئة عن الإسلام، خاصة بعد الهجومات المسلحة الأخيرة وما عرفته باريس من أيام مأساوية، الأمر الذي ساهم في تصاعد أفعال الإسلاموفوبيا بشكل رهيب وعلى مدار ثلاثة أيام فقط، حيث تم تسجيل ما يفوق 55 اعتداء على المساجد عبر مختلف التراب الفرنسي، وهو ما زاد من تخوف الجالية المسلمة بفرنسا التي شعرت بأنها مستهدفة ومهددة، لكن إذا ما رجعنا إلى الأسباب الحقيقية التي ساعدت على التطرف السريع لهؤلاء الشباب يعود بالدرجة الأولى إلى التهميش الاجتماعي، إلى جانب مواقع التواصل الاجتماعي والأنترنت، التي غذت أفكار هؤلاء الشباب الهشة، ودفعتهم إلى الانسياق وراء الخلايا الجهادية”، يوضح دليل أبو بكر “وحثهم على الذهاب للجهاد، ثم العودة إلى فرنسا للانتقام منها بحكم تواجد هذه الأخيرة بكل من العراق وسوريا لمحاربة التنظيم الإسلامي، وهو ما يعد بالأمر الأخطر لدى رجوعهم من أجل التخطيط لتنفيذ هجومات إرهابية على التراب الفرنسي”.كما استبعد المتحدث نهائيا تسجيل دعوة هؤلاء الشباب للتطرف داخل المساجد المعروفة والتي تضم أئمة مرخصين، واعدا بأن الهيئة التي يترأسها ستبذل قصارى جهدها لتعزيز الرقابة على كل أماكن الطقوس الإسلامية، لردع كل محاولة تطرف مع حماية ومتابعة الشباب المسلم بفرنسا.    الكاتب المالي والباحث في القضايا الإفريقية والأوروبية بباريس حمدي جواره“على الدولة إعادة النظر في معالجة مسائل المسلمين في فرنسا””التطرف الديني مسؤولية المنظمات الإسلامية والخطابات داخل المساجد” «لا شك أن التخوفات كبيرة جدا اليوم بالنسبة للمسلمين الذين يعيشون بفرنسا جراء ما حدث مؤخرا بباريس، وهو ما عرف انتفاضة وإدانات كبيرة من قبل كل الدول العربية والمؤسسات الإسلامية، فهم يعرفون حقيقة ما قد سيحدث وراء هذه الأحداث لاسيما أن هناك أطراف سياسية ستستفيد من ذلك، وتستغل الفرصة، وأشير بذلك إلى حزب الجبهة الوطنية لـ«مارين لوبان”، بعد الخطأ البسيط، لكنه ليس بالبسيط في اعتقادي”، يقول الكاتب والباحث المالي في القضايا الإفريقية والأوروبية بباريس، والمراقب العام لملتقى دارسي حول اللغة العربية من إفريقيا بباريس، حمدي جواراه، ليضيف أن “الذي أقدمت عليه الجهات المنظمة لمسيرة الأحد 11 جانفي بمنعها (الجبهة الوطنية) المشاركة حتى لا تكون هناك اصطدامات ومشادات كلامية ونداءات ضد الإسلام والمسلمين دفعها إلى تنظيم مسيرة لوحدها بالجنوب الفرنسي، مستغلة بذلك الفرصة لحصد المزيد من الأصوات وكريس الانقسام داخل المجتمع الفرنسي”.ويقول حمدي جواره، لـ«الخبر”: “الأمر لا يقف عند هذا الحد فقط، فما لاحظناه منذ مجيء الحزب الاشتراكي إلى سدة الحكم أن هناك نوعا من السلاسة في تناول القضايا التي تمس المسلمين مقارنة بعهد ساركوزي فيما يخص مسائل الهجرة والمشاكل التي كانت مطروحة آنذاك، وكل ما يتعلق بوضع المسلمين والعلمانية بفرنسا، وكل هذه المسائل التي كانت تطرح إعلاميا خفف منها منذ قدوم هولاند، لكن للأسف الشديد، وعقب هذه الأحداث الأخيرة، سوف تعود من جديد إلى الساحة الإعلامية، حيث سيغذي من خلالها الحديث ويذكي نيران الفتنة بتنامي الأصوات المتطرفة في المستقبل، وهو ما يزيد من تخوف كل الجالية المسلمة بفرنسا”.وعن تفاقم الوضع وتصاعد “الخلايا الجهادية” بفرنسا أكد الباحث في حديثه مع “الخبر” أن هناك أسباب كثيرة تدعو إلى تطرف الشباب، حمّل فيها المسؤولية بالدرجة الأولى للمنظمات والمؤسسات الإسلامية، فكل ما يحدث للشباب من انحرافات وتطرفات بهذا الشكل يرجعه المتحدث إلى الخطابات الموجهة إلى هذه الفئة، والتي تخلو من الارتباط بالمجتمع الفرنسي وتفتقر إلى الطمأنة الحقيقية لهؤلاء الشباب على أن الإسلام دين سلام يقبل التعايش مع الآخر والتسامح مع المختلف، وعندما لا يجدون مثل هذه الخطابات فهم يتوجهون للبحث عن أشياء أخرى تحثهم على الذهاب نحو أراضي الجهاد، ومثل هذه الأمور موجودة داخل المساجد وسبق وأن “عرض عليّ شخصيا الذهاب معهم إلى إفريقيا” يقول حمدي جواره، الذي أوضح بأن هناك بعض الأئمة في فرنسا يحرّمون أشياء ويحلّلون أخرى ويطرحون أمورا غريبة، طالبا بذلك من المؤسسات الإسلامية إعادة النظر في برامج الخطب الموجهة للمسلمين، خاصة أن معظم هؤلاء الشباب المتطرف له سوابق مع القضاء الفرنسي وتلقوا ذلك داخل السجون الفرنسية، حيث يتم تحميلهم رسائل الانتقام من الحكومة الفرنسية التي تضغط عليهم، بالقيام بعدة هجمات، وإن تطور الأمر الذهاب للجهاد في المناطق الموجودة فيها فرنسا والاتصال بالخلايا الجهادية في كل من سوريا والعراق واليمن وليبيا والتغذي بأفكارها، مثلما حدث مع الأخوين كواشي، حيث يكمن الخطر هنا مباشرة بعد عودتهم إلى فرنسا متشبعين بأفكار تدعوهم إلى كراهية الحكومة الفرنسية والانتقام منها، وبالتالي يجب إعادة النظر في كل المنظومة الإسلامية بشكل عام في فرنسا”.وأضاف محدثنا أنه يجب أن نعرج على الجانب الاجتماعي بفرنسا، وعلى هذه الأخيرة، يفيد جواره، مراجعة حسابات سياستها الداخلية فيما يخص معالجة مشاكل البطالة والتهميش لهؤلاء الشباب من الجالية المسلمة التي تزج بهم داخل بؤر الفساد والتطرف الديني للأسف الشديد، لاسيما أن ارتفاع أرقام “الجهاديين” المعلن عنها صادمة ومقلقة، كما أنها تبين أن هناك شرخا كبيرا في المجتمع الفرنسي، وما أقدم عليه الجهاديون مؤخرا بضرب قلب العالم الغربي، باريس، فإنها بمثابة الرسالة الموجهة لكل أنحاء العالم للاستعداد لتلقي هجمات أخرى وتوقّع أيام سوداء في المستقبل.    رئيسة خلية مساعدة عائلات الجهاديين والوقاية من التطرف صونيا إملول“الاستثمار” في الوضع الاجتماعي المتدهور وراء تنامي “الجهاديين” أفادت المسؤولة الأولى على الخلية الوحيدة للمساعدة والوقاية من التطرف الديني، صونيا إملول، في أول خرجة لها على إحدى البلاطوهات التلفزيونية الفرنسية، صبيحة أمس، بأن خليتها المكونة من عدة إطارات تعمل لمدة عشرين ساعة يوميا لتقديم المساعدة والدعم للعائلات التي توجه أبناؤها إلى الجهاد نحو سوريا والعراق واليمن، حيث تستقبل العشرات منها يوميا، إلى جانب تلك المتخوفة من ذهاب أولادها، للتخفيف عنهم ومحاولة إيجاد حلول لهم، بتقديم النصائح الكافية المتعلقة بالبقاء على اتصال مع أبنائها وتجنب القطيعة، مع وضع تحت تصرفهم رقما أخضر للإبلاغ عن سفر هؤلاء الشباب وتوجههم نحو الجهاد.وأضافت صونيا إملول بأن الخلايا الجهادية مست كل الفئات من المجتمع من أبناء إطارات وأبناء الطبقة الوسطى وقامت بإغرائهم وتصوير لهم الجنة فوق أراضي الجهاد، وذلك بتخصيص منحة ألفي دولار لهم بالإضافة إلى منحة 800 دولار للجهادي مع تأمين المسكن والزوجة بالنسبة للشباب.  وعن تجند المرأة أوضحت مسؤولة الخلية الوحيدة للمساعدة والوقاية من التطرف الديني بأنه ليس بالجديد وإنما الانتقال إلى الفعل يعد سابقة من نوعه، ضاربة مثال حياة بومدين زوجة منفذ عملية احتجاز الرهائن داخل متجر يهودي بباب فانسان، آميدي كوليبالي، خلال الأيام التراجيدية التي عاشتها باريس مؤخرا، مطالبة بتعميم مثل هذه الخلايا عبر كامل التراب الفرنسي وتقديم الدعم لها من قبل جميع الطبقات السياسية.     دكتور العلوم السياسية بمعهد باريس والمختص في شؤون العالم العربي نوفل براهيمي الميلي“مارين لوبان” الرابح الأكبر في جولة 2017 بفضل الإخوة “كواشي” أوضح دكتور العلوم السياسية بمعهد باريس والمختص في شؤون العالم العربي، نوفل براهيمي الميلي، لـ«الخبر”، أن الرابح الأكبر من تبعات الهجومات المسلحة الأخيرة التي طالت باريس هي “مارين لوبان” وذلك بفضل الأخوين كواشي، حيث ستضرب موعدا في الدور الثاني من رئاسيات 2017، حيث ستلتقي بفرانسوا هولاند الذي كان غائبا تماما عن الساحة قبل أيام قليلة فقط من حدوث الهجوم المسلح على “شارلي إيبدو” لكنه عاد إلى الساحة بقوة.وأضاف محدثنا بأنه كان متشائما قبل المشاركة في المسيرة الباريسة ليوم الأحد الماضي، لكن نظرته تغيرت مباشرة بعد المسيرة، وبعد الرسالة القوية التي عبرت عن الوحدة الوطنية والتعايش السلمي معا بين اليهودي والمسلم والمسيحي، ربما فرنسا لم تعشه حتى أيام ثورتها سنة 1968، لكن ما أود التنويه إليه- يقول الدكتور نوفل- هو أن كل المحللين متفقون على ترقب حدوث هجمات إرهابية أخرى في الأفق، لأن الإرهاب أصبح “لوكوست” بفرنسا وصار بمقدور أي كان شراء الأسلحة بأثمان جد منخفضة وفي متناول الجميع”.أما عن المنتقم الأول من المسلمين في فرنسا، فيقول الدكتور إنه “من المحتمل أن يأتي من قبل الجهاديين الذين سيستهدفون الأئمة بالدرجة الأولى، وليس من قبل الجماعات الفرنسية المتطرفة، لأن المسيرة الباريسية لقنتهم درسا كبيرا”. وبالرجوع إلى تطرف هؤلاء الشباب، وحسب محدثنا، فإنه “يتم داخل السجون، وهذا أمر مفروغ منه، غير أن السلطات الفرنسية جد متأخرة لاستيعاب ذلك، فمنذ عشرين سنة بعد حادثة الميترو وقضية خالد قلقال لا تزال تشك في وجود ذلك وهي اليوم تدعو إلى تكوين الأئمة، وعليها أن تكوّن أبناءها أولا، وهي التي وقفت عاجزة أمام مراقبتهم وتركتهم للأنترنت تفعل بهم ما تشاء وتخلق منهم خلايا جهادية تشكل أكبر خطر على المجتمع الفرنسي”.رئيس المنتدى العالمي للأديان من أجل السلام الدكتور غالب بن شيخ الحسين“المتطرفون أو الجهاديون هم المنتقم الأول من مسلمي فرنسا”رئيس المنتدى العالمي للأديان من أجل السلام الدكتور غالب بن شيخ الحسين“المتطرفون أو الجهاديون هم المنتقم الأول من مسلمي فرنسا” قال الدكتور غالب بن شيخ الحسين، رئيس المنتدى العالمي للأديان من أجل السلام: “إن من مسلمي فرنسا من يعيشون أحلى أوقات حياتهم بفرنسا، وهناك نوعان من المسلمين فهناك من يعتبر نفسه شريحة من المجتمع والبعض الآخر من الجالية، لكن الجميع اليوم يجد نفسه واقعا بين المطرقة والسندان، أي بين الإرهاب الكبير وتداعيات الأحداث الأخيرة التي تلت حادثة “شارلي إيبدو” وباريس بصفة عامة”.. هذا ما استهل به الدكتور غالب، رئيس المنتدى العالمي للأديان من أجل السلام ومقدم حصة “الإسلام والمسلمين” على القناة الفرنسية الثانية، حديثه مع “الخبر”، حيث أكد بأن التخوف الحقيقي من المنتقم الأول من مسلمي فرنسا سوف يكون حتما من قبل هؤلاء الشباب المتزمت المتطرف والمسمى بـ«الجهاديين”، إذ سيتم استهداف الأئمة المتفتحين على أفكار الآخر بالدرجة الأولى ثم يأتي الانتقام من قبل المجموعات الفرنسية المتطرفة التي تؤمن بخطاب اليمين المتطرف ذوي العقول الهشة الذين يدخلون في زمرة العداء الهمجي بالنسبة لكل أجنبي، وخاصة المسلمين، والعرب بصفة عامة سواء كانوا يؤمنون بالإسلام أو المسيحية أو من لا دين لهم”.وأضاف الدكتور غالب بن شيخ الحسين أنه “يجب أن تقرأ الخلايا الجهادية بفرنسا على منوالين، يتعلق الحيز الأول بالدائرة الإسلامية التي لا تمت بأي صلة للإسلام، والآن نحن نحصد ثمارا ليست طيبة زرعنا بذورها في الماضي بتخاذلنا وتقاعسنا أمام التيار الأصولي الذي يتغذى من خطاب ديني يدعو إلى العنف والانتقام للأسف الشديد، فهؤلاء لم يسمعوا بتاتا بحديث الرسول صلى اللّه عليه وسلّم “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”، ليضيف أنه “يستحيل استئصال هذه الأفكار من العقول الهشة لهؤلاء المهمشين في وقت ضيق. أما المسؤولية فتتحملها أيضا الحكومة الفرنسية والسياسيون لعدم الاهتمام بهؤلاء الشباب، وتركهم عرضة للتطرف غير اللائق والعمل المارق والتهميش والفقر والتغذي بالتيار الإسلاموي الجهادي داخل السجون.. وأنا شخصيا، يقول المتحدث ذاته، لا أعرف أي مسجد فيه إمام يدعو إلى الذهاب إلى سوريا أو يبايع الخليفة المزعوم لتنظيم “داعش”.ويواصل الدكتور “هناك تقريبا العشر من سكان فرنسا هم مسلمون، يقدر عددهم بستة ملايين، وهو عدد ضخم، والمشكلة تكمن في كيفية التعامل مع هذا العدد، فاقتراح ساركوزي في غير محله، بطلبه من السلطات السماح لهؤلاء الشباب المغادرة للجهاد، ثم غلق الأبواب أمامهم لدى رجوعهم.. فكيف يمنع مواطن فرنسي يحمل جواز سفر فرنسي من الدخول إلى وطنه؟ أضف إلى ذلك كتاب “إريك زمور” الأخير الذي فيه غلو كبير، حيث احتوى على القول “بأن ثلث القرآن يدعو إلى العنف، وبالتالي يجب ترحيل كافة المسلمين إلى بلدانهم”، إلى جانب طبعا كتاب “ميشال ولباك” الذي تخوف من قدوم رئيس فرنسي مسلم بعد سنوات، مع أسلمة المنظومة التربوية وتعدد الزوجات وعدم الفصل بين السياسة”.وأشار الدكتور غالب إلى مسألة التصاعد الحاد للإسلاموفوبيا وضرورة تكفل فرنسا بتشديد الحراسة على كل المساجد، دون تمييز بين الديانات ولا تكتفي بحماية المعابد اليهودية وتخصيص ثلث القوات الأمنية لها، ليتأسف في الأخير من المنظومة التعليمية داخل الجامعات العربية التي لم تنتج من يهتم بالانفتاح على الآخر، أي المسيحي واليهودي، فتجد التريليونات تصرف على شراء الأسلحة، ولا يصرف منها حتى جزء بسيط للمنظومة التربية والثقافية وغرس روح التسامح وحوار الحضارات والتعايش بين الأديان.بمعدل سفر2 و3 يوميا1400 جهادي غادروا فرنسا باتجاه سوريا والعراق و اليمن26 مائة من النساء و46 بالمائة من القصر أصبحت اليوم فرنسا في ظل الوضع الراهن المتأزم في حرب ضد الإرهاب إثر الهجومات المسلحة التي ضربتها في عقر قلبها النابض، باريس، على مدار ثلاثة أيام دامية مخلفة 17 قتيلا فقدت من خلالها مجلة “شارلي إيبدو” الساخرة لوحدها 12 ضحية بينهم شرطيين، الأمر الذي جعل الحكومة تتخبط في جملة من الأسئلة وتسارع إلى اتخاذ أنجع السبل لإيجاد الحلول الممكنة، وذلك بسن ترسانة من القوانين والإجراءات لإعداد مشروع لمكافحة الإرهاب بتضييق الخناق على المرشحين إلى التجنيد، وتشديد المراقبة عليهم، لاسيما أنه توجد اليوم قائمة تضم 5 آلاف شخص بدأت عملية إحصائهم منذ سنتين، حيث لم يتجاوز عدد الجهاديين 30 شابا في تلك الفترة، ليتضاعف اليوم بالآلاف، ويصل إلى ما عدده 1400 جهادي، يوجد من بينهم 1250 توجهوا نحو العراق وسوريا، والبقية باتجاه كل من اليمن وأفغانستان.وأحصت وزارة الداخلية الفرنسية نسبة 46 بالمائة فيما يخص القصر تقابلها نسبة 26 بالمائة نساء، حيث كثفت الحكومة الفرنسية طيلة السنتين الأخيرتين جهودها، خاصة بعد حادثة “مراح” بتولوز، وقامت بتطوير هيكلة استخباراتها لتشريح المعلومات للقضاء على شبكات الخلايا الجهادية. وقررت الحكومة تعزيز عمل الأئمة داخل السجون لمراقبة المتطرفين النزلاء إلى جانب تخصيص أجنحة انفرادية لهؤلاء المحبوسين مع خلق آليات من المتابعة ومعالجة هؤلاء الأشخاص، بالإضافة إلى تعزيز الرقابة على الأنترنت، خاصة أنه تم تسجيل 37 ألف تهديد على عدة مواقع من النات، و20 ألف على التويتر عقب الهجومات الأخيرة. كما ستعمل فرنسا على تطوير علاقاتها الدبلوماسية في مجال التعاون بين الاستخبارات الخارجية والداخلية، لاسيما أن العلاقات الدبلوماسية بين فرنسا وسوريا ليست بخير بعد غلق السفارة الفرنسية بسوريا، وبالتالي لا يوجد تبادل دقيق للمعلومات.  قال إنهم أول ضحايا التطرف والتعصبهولاند يتعهد بحماية مسلمي فرنسا تعهد الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، بحماية المسلمين في بلاده، بعد موجة العداء التي تلاحقهم منذ الاعتداء المسلح صحيفة “شارلي إيبدو”، قائلا إن “للمسلمين الفرنسيين حقوق الفرنسيين الآخرين نفسها، وعلينا الالتزام بحمايتهم”.وذكر هولاند، في الكلمة التي ألقاها أمس بمعهد العالم العربي بباريس، أن المسلمين وفي جميع أنحاء العالم “هم أول ضحايا التطرف والتعصب وعدم التسامح”، مرجعا التطرف إلى “عوامل التناقضات والبؤس وانعدام العدل والمساواة والصراعات التي لم يتم حلها منذ فترة طويلة”. وطمأن الرئيس الفرنسي الجالية المسلمة ببلاده، مؤكدا بأن “للمسلمين في فرنسا الحقوق نفسها والواجبات نفسها، مثلهم مثل بقية المواطنين الفرنسيين الآخرين”، ملتزما بقيام بلده بحماية جميع الأديان، معتبرا المسلمين الضحية الأولى للتطرف.في السياق نفسه، قال هولاند “إن جميع الفرنسيين كانوا متحدين في وجه الإرهاب”، موضحا بأن “الإسلام متوافق مع الديمقراطية”. واغتنم هولاند فرصة لقائه بممثلي معهد العالم العربي ليشكر الشعوب العربية على تضامنهم.في الإطار نفسه، أشار الرئيس الفرنسي إلى “أن القانون يجب أن يعزز بطريقة حازمة في أماكن العبادة، كالكنائس والمساجد والمعابد”، مؤكدا ضرورة “التنديد بالعداء ضد المسلمين، والعداء ضد السامية، وعقاب مرتكبيها”.وتأتي تصريحات هولاند بعد موجة الاعتداءات التي تعرضت إليها الجالية المسلمة بفرنسا، كرد فعل على الهجمات التي استهدفت الأسبوع الماضي باريس، بدءا بالهجوم المسلح على الصحيفة الساخرة “شارلي إيبدو”، الذي راح ضحيته 12 قتيلا، بينما سقط أربعة قتلى آخرين في عملية احتجاز رهائن بمتجر يهودي، إضافة إلى قتل شرطية.وبخصوص مجلة “شارلي إيبدو”، قال هولاند إنه “أعيدت ولادتها” بعد صدور العدد الجديد يوم الأربعاء الماضي ونفاده خلال ساعات. وكانت جريدة “شارلي إيبدو” قد أصدرت عددا جديدا تضمن رسما كاريكاتيريا للنبي محمد صلى اللّه وعليه وسلم، ما أثار موجة أخرى من الإدانات والاستنكار في دول العالم العربي.للتذكير، كان تنظيم “قاعدة الجهاد في جزيرة العرب”، المتواجد مقره باليمن، قد تبنى رسميا، مساء الأربعاء، الهجوم الذي استهدف صحيفة “شارلي إيبدو”، وقال التنظيم “إن العملية جاءت ثأرا للنبي محمد صلى اللّه عليه وسلم”.   الجزائر: سمية يوسفيجمعية العلماء المسلمين الجزائريين تندد بالحملة وتحذر“ الإساءة لنبينا محمد ستزيد في انتشار الصدمات “ نددت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بـ«المحاولات الرامية إلى الإساءة إلى مقام سيدنا محمد صلى اللّه عليه وسلم، خاصة، وإلى الرسل والأنبياء”. وقالت، في بيان أمس، إن “هذه الحملات تُذكي في النفوس الكراهية بين الشعوب، بحجة حرية التعبير وستزيد في انتشار الصدمات وتوسيع رقعة التطرف وموجة العنف والعنف المضاد”.وأوضحت الجمعية أنها “أبدت تعاطفها مع ضحايا حادثة “شارلي إيبدو”، لكنها فوجئت هذه الأيام بمقابلة الحسنة بالسيئة وبتجديد الحملة المسعورة على نبينا محمد، رغم المسيرة التي شاركت فيها قيادات سياسية في العالم”. وحذرت الجمعية من “استغلال ما تسمى بظاهرة الإرهاب وربط الإسلام بها، لتأجيج الكراهية ضد الإسلام والمسلمين وتحويلهما إلى خصمين يحاربان، وهما بريئان من أي فعل متهور يصدر عن بعض المنتسبين إليهما حقا أو توجيها من بعض الجهات التي يهمها تشويه سمعة الإسلام والمسلمين”.       الجزائر: ج. حسينتجمع شعبي للتنديد بكراهية المسلمين بوهران ينظم مواطنون بوهران، اليوم بعد صلاة الجمعة، تجمعا في ساحة أول نوفمبر 1954 بمدينة وهران، للتنديد بالحملة التي تقودها “لوبيات صهيونية ضد الديانة الإسلامية ومقدساتها”.  وقد انخرط في المبادرة، التي تم الترويج لها على شبكة التواصل الاجتماعي، مئات المواطنين والمواطنات في مدينة وهران، منهم أئمة مشهود لهم بالاعتدال والوسطية، وكانوا السباقين في التنديد بالإرهاب الهمجي الذي عانى منه الجزائريون إبان العشرية السوداء. ودعت جمعيات مدنية إلى هذه المبادرة، معروفة بنشاطها في المجال الاجتماعي والثقافي والخيري في مدينة وهران.   وكان تلاميذ ثانويات خرجوا إلى الشارع قبل ثلاث سنوات، في مسيرة كبيرة عندما أعادت الجريدة الفرنسية “شارلي إيبدو” نشر الرسومات الكاريكاتورية المنشورة في صحيفة دانماركية.   وهران: ل. بحمّلت حكام العرب والمسلمين إهانة المقدسات“النهضة” تقترح جمعة لنصرة النبي الكريم نددت حركة النهضة بـ«ازدواجية مواقف الحكومات الغربية والعربية اتجاه المعتقدات الإسلامية مع غيرها من المعتقدات الدينية”. وقالت في بيان، أمس، إن “هذه المواقف ستنمي حالة الشعور بالظلم بين الشعوب، لأنها تمارس التمييز بين الديانات والمعتقدات، ما يشكل تهديدا للجالية الإسلامية في أوروبا، وبالخصوص في فرنسا”.وذكر البيان، الذي وقعه الأمين الوطني للإعلام أمحمد حديبي، أن الحركة “تتابع بقلق كبير، وهي تستنكر بشدة الحملة الإعلامية المغرضة على نبي الأمة والدين الإسلامي من قبل وسائل الإعلام الفرنسية بمختلف أصنافها، والتي تأكدت اليوم من خلال إعادة نشر صور وبرامج سخرية من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم”.وحمّلت النهضة “مسؤولية هده الحملة للسلطات الفرنسية، التي لم تتخذ أي قرار للحد منها، وهي حملة غير مبررة وتسيء لنبي الأمة الإسلامية”. وأضاف البيان “نحمل مسؤولية هذه الإهانة لحكام العرب والمسلمين، الذين لم يتحركوا للدفاع عن معتقدات شعوبهم ونبيهم، وهو ما سيجعل شعوبهم تعيش حالة اغتراب في أوطانها، وسينمو لديها شعور بالعداوة والتطرف”. ودعت الحركة الشعوب الإسلامية والعربية إلى اعتبار “اليوم، الجمعة، يوما لنصرة النبي محمد”.    الجزائر: ح. يس

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: