تشييع جنازة عازف البوق جعفر بن ستي

38serv

+ -

ووري الثرى اليوم بعد صلاة العصر جثمان جعفر بن ستي بمقبرة عين البيضاء تحت سماء زرقاء صافية و درجة حرارة 25 ، كما كان يحبها ابن الباهية الذي منعه مرض " الكوفيد" من زيارة مدينته الجميلة ملهمته في الموسيقى، لم يتسنى له حتى و هو ميتا توديعها لآخر مرة لأن سيارة الاسعاف نقلت جثمانه مباشرة من مطار احمد بن بلة الدولي إلى مقبرة عين البيضاء اين كان رفاق دربه و عائلته ينتظرونه لإلقاء النظرة الأخيرة على فنان لطالما حمل الراية الوطنية في حفلاته الدولية في اليابان و القاهرة و امريكا اللاتينية و أوروبا خلال جولاته مع الشاب خالد و مطربين آخرين. و هو ما كشف عنه رفيقه قويدر بركان قائد الجوق الذي كان حاضرا في جنازته " اشهد انه رفع الراية الوطنية في كل جولاته عبر العالم، كان عبقري في الأداء و أتذكر انه ادهش جمهور القاهرة سنة 1995 خلال حفل مع الشاب خالد عندما أدى معزوفات بربع المقام بالبوق بفضل تحكمه في الآلة و هو أمر لا يصدقه المصريين لانهم تعودوا سماعه بالناي فقط. كان ذكي و ذو تكوين عال جعله مطلوب من طرف فرق عالمية و حتى فرقة من كوبا مختصة في الالات النحاسية." توقف قليلا و أضاف " لم نلتقي منذ فترة كورونا و أول لقاء معه كان أثناء انجاز أول البوم الشاب خالد سنة 1978 و لم نفترق منذ تلك اللحظة و قمنا بجولات عالمية". لاحظنا خلال الجنازة رفيق درب آخر كان يكن له جعفر بن ستي احترام كبير و هو مسعود بللمو الذي كان أول من ادخل آلة البوق في اغنية "الراي". بعد فترة تردد رد علينا قائلا " معرفتي بجعفر تعود لسنة 1974 و كنت احيي الأعراس بوهران و اتصل بي و التمست ولعه بالموسيقى و بآلة الترومبيطا و بقينا اصدقاء و كنا معا ضمن جوق اداء الاغنية الرسمية لكأس العالم لكرة القدم بفرنسا سنة 1998، و فرقت بيننا ازمة كورونا و الف رحمة على روحه"للتذكير فإن جعفر بن ستي توفي يوم 7 جوان ، بمدينة باريس بفرنسا عن عمر يناهز 61 سنة، بعد مرض عضال. تزامن رحيل عازف البوق" ترومبيطا" المشهور مع اليوم الوطني للفنان و هو الذي لازم الشاب خالد طيبة مساره و صدح بوقه في أكبر ألبوماته مثل " ديدي" التي حققت أكبر النجاحات العالمية. جعفر بن ستي من مواليد وهران في ديسمبر 1962، بدأ ولعه بآلة البوق باستماعه للفنان القدير مسعود بللمو، قبل أن يقرر خوض مساره فني مع فرقة محمد بلعربي الذي كان له الفضل في ولوجه عالم الموسيقى و تعلم الموسيقى على ايدي استاذ اسباني مقيم وهران فيليبيرتو سيرنا. ارتبط اسم جعفر بمغامرة اغنية " الراي" منذ انطلاقتها الأولى بحيث قال في إحدى منشوراته على صفحته " الراي بلا جعفر هو كالارض دون اكسجين". يكاد لا يخلو البوم راي من اسمه بعد أن فرض نفسه في مجال العزف على البوق " الترومبيطا" رفقة مسعود بللمو. رافق كل المغنين من الشاب خالد و مامي و صحراوي و فضيلة و رشيد طاهة، و كان الجزائري الوحيد من بين أكثر من 60 عازف من مختلف بلدان العالم في البوم " 1.2.3 سولاي ". ساهم في العديد من البومات لمطربين اجانب مثل مارك مولان. شارك في العديد من المهرجانات عبر دول العالم و رافق مطربين جزائريين في دورات عالمية. كان يفتخر بامتلاكه بآلة بوق مرصعة بالأحجار الكريمة مصنوعة خصيصا له من طرف حرفي إيطالي يفوق عمره 90 سنة.

 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات