38serv
باشرت الشركات الهندية المتخصصة في صناعة الأدوية عمليات واسعة النطاق لمزاحمة المخابر الأوروبية والأمريكية التي تحتكر بصورة كبيرة أسواق الدول النامية، من بينها الجزائر. وأفاد مصدر مقرب من القطاع لـ”الخبر”، استنادا إلى تقارير دولية، بأن عدد الشركات والمخابر العاملة في نشاط صناعة الأدوية في الهند تجاوز 2200، من بينها أكثر من 500 ذات مستوى عالٍ. تثير نشاطات الشركات الهندية قلق المجموعات الدولية لكونها منتجة للأدوية الجنيسة، وعكفت على تخفيض أسعار وتكاليف الأدوية المتخصصة، من بينها تلك الخاصة بالأمراض المزمنة، على رأسها السرطان. ويمكن أن تصبح الهند على المدى المتوسط من بين أهم الفاعلين في صناعة الأدوية.وأوضح المصدر نفسه بأن الهند التي تصنف ضمن الدول الصاعدة، كسرت الاحتكار في صناعة العديد من أصناف الأدوية التي تصنف كأساسية، بفضل شبكة واسعة من المؤسسات المتخصصة وتطوير مخابر البحث وكذا تطوير الأدوية الجنيسة، واستفادت الجزائر من هذا الوضع من خلال تقليص فاتورة استيراد عدة أصناف من الأدوية إلى النصف في مجال أمراض الرئة والسرطان.ويفيد تقرير لهيئة “يوبيفرانس” الفرنسية بأن الهند بصدد التحول إلى إحدى أكبر قواعد الصناعة الصيدلانية في العالم، بنسب نمو برقمين وبمعدل 12 في المائة سنويا خلال السنوات الخمس الماضية، وهو من أعلى النسب المسجلة عالميا، مشيرين إلى أن المخابر الهندية أضحت مرجعية وشريكا مفضلا للمؤسسات الأجنبية لتسطير برامجها لإنتاج أدوية جديدة، وخارج الولايات المتحدة تمتلك الهند أكبر عدد من مواقع الإنتاج المعتمدة من قبل الهيئة الأمريكية لمراقبة الغذاء والدواء.وصنفت المنظمة العالمية للصحة والهيئات الدولية المتخصصة الهند كرائد عالمي في إنتاج الأدوية الجنيسة، بحصة تقدر بـ20 في المائة. وتتوقع هذه الهيئات أن تصبح الهند من بين أكبر المنتجين العالميين العشرة في غضون 2020.وأشارت المصادر نفسها إلى أن أول شركة أقامت نشاطاتها في السوق الجزائرية باعتبارها أهم الأسواق في منطقة شمال إفريقيا بمعدل استهلاك يقدر بـ200 دولار للفرد، هي مجموعة “سيبلا” منذ 15 سنة وافتكت عدة صفقات لتزويد السوق الجزائرية بالأدوية المتخصصة في أمراض السرطان، حيث ظفرت بعدة مناقصات تم إطلاقها من خلال الصيدلية المركزية للمستشفيات، بفضل أسعار تنافسية أزاحت بها الشركات التي كانت تقليديا توفر هذه الأنواع من الأدوية بأسعار أعلى للسوق الجزائري والشمال إفريقيا،علما أن الشركة الهندية التي تأسست في 1935، نجحت في التموقع من بين أكبر المخابر الدولية بفضل مركّب الأدوية المضاد لمرض فقدان اكتساب المناعة السيدا، الذي تم تسويقه بأقل من دولار يوميا، لتقوم بتوسيع نشاطاتها بإقامة 40 وحدة صناعية وتوفير 1200 دواء في 80 مجالا علاجيا وتحقيق رقم أعمال فاق مليار دولار. وبعد الشركات الصينية التي نجحت في التموقع في قطاع البناء والصناعة، أضحت الهند أكبر منافس للدول الأوروبية في البلدان النامية ومنها الجزائر، في صناعة الأدوية، بتصديرها أكثر من 7 ملايير دولار، حسب تقديرات المنظمة العالمية للصحة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات