+ -

رنّ الهاتف المشؤوم عشية ليلة مباركة وشهر فضيل، كيف لا ونحن نترقب هلال رمضان وفرحة الصيام.. نظرت إلى شاشة هاتفي، فقرأت اسم زميلي بن زرقة "كاكي"، (كاكي الكنية التي اشتهر بها في أوساط عائلته وزملائه وأصدقائه، وهي مختصر لاسمه عبد القادر).. أجبت بسرعة.. ألو "كاكي" كيف حالك؟، ردّ عليّ بصوت ثابت فيه نبرة لم أعتدها منه: "آلو الحاج (هكذا كان يلقبني منذ أن أديت مناسك الحج ذات نوفمبر من سنة 2010)، لقد ظهرت نتائج تحاليل الأشعة، لقد اكتشفوا ورما في رأسي، وأحتاج إلى عملية جراحية مستعجلة على مستوى الرأس لاستئصال الورم.. من فضلك ساعدني مع معارفك، لكي أستنفذ إجراءات الدخول إلى مستشفى الدكتور بن زرجب". تسمّرت في مكاني وتلعثم لساني من هول الصدمة، وبعد برهة من الزمن، استجمعت قواي وأجبته قائلا: "لا تخف عبد القادر، إن شاء الله ما يكون غير الخير، وتشفى من مرضك، وتعود إلينا وإلى أهلك أحسن من قبل".

في اليوم الموالي ضربت له موعدا وبدأنا إجراءات استشفائه على مستوى مصلحة جراحة المخ والأعصاب، وتمت الأمور بسلاسة وسرعة كبيرة، وليت ذلك ما حدث، حيث نجحت بمساعدة صديقنا الحاج (أحد مستخدمي المؤسسة الاستشفائية المذكورة)، في إدخاله المستشفى بعد انقضاء أربعة أيام من شهر رمضان، الأمر الذي جعله متفائلا وفرحا، (ونحن معه)، بانقشاع هذه الغمامة، وزوال هذا الكابوس الذي نغصّ علينا فرحة الصيام إلى غير رجعه، فقد كنا نمني النفس بأنه سيخضع للجراحة ويغادر المستشفى معافى بعد أيام معدودة، ولكن القدر الإلهي والأقلام التي جفّت والصحف التي طويت، أرادت عكس ذلك.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات