قصّة زكريا عليه السّلام في القرآن

+ -

 كان زكريا عليه السّلام أكرم على اللّه من أن يَرُدَّ دعوته، وأعزّ عليه من أن يخيّب رجاءه، كيف لا وهو القائل: {وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} غافر:60، ومن ثمّ جاءته الملائكة مبشّرة إيّاه: {يَا زَكَرِيَا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا} مريم:7.سمع زكريا النِّداء، وحاشاه أن يكون غافلاً عن قُدرة اللّه، أو يائسًا من رحمة اللّه واستجابة دعواه، بل أدركه الأمَل والرّجاء. ثمّ عاد فسأل ربّه؛ طلبًا للطّمأنينة، فقال: {رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًا} مريم:8، كما سأل إبراهيم عليه السّلام ربّه من قبل، حين قال: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى} البقرة:260. وما كانا بسؤالهما شاكين أو جاحدين، ولكن ليزداد قلبهما إيمانًا مع إيمانهما.فأجابته الملائكة: أليس اللّه- الّذي خلقك من قبل ولم تك شيئًا- بقادر على أن يرزقك الولد، وإن كنت وزوجك على أعتاب الآخرة؟لقد منَّ اللّه على نبيّه زكريا بولد اسمه يحيى عليهما السّلام، بعد أن ظنّ أن لا مجال للولد، ولا سبيل إلى ذلك. بيد أنّ قُدرة اللّه لا تخضع للأسباب، ولا تقاس بالعادات، بل {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} يس:82.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات