أوفدت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف وبالتعاون مع دار الرعاية الإسلامية في لندن بالمملكة المتحدة، هذا العام، 20 إماما من الأئمة الحفظة لأداء صلاة التراويح والتهجد خلال شهر رمضان المبارك في مساجد لندن ومدن أخرى.يحتفي المسلمون في جميع أنحاء المملكة المتحدة (بريطانيا) بقدوم شهر رمضان، حيث يقبلون على أداء الصلوات في المساجد وخصوصًا صلاة التراويح، في حين تستعد المساجد لاستقبال المصلين في أولى صلاة التراويح ليلة الأربعاء غرة رمضان، والتي كانت عامرة بالمصلين، وحرص القائمون عليها منذ فترة على تهيئة الأجواء لصلاة التراويح والقيام، خاصة فيما يتعلق باختيار الأئمة القراء لأداء هذه الشعيرة.أجواء إيمانية مميزة وإقبال واسع على التراويحتشهد المساجد والمراكز الثقافية الإسلامية في المملكة المتحدة، في شهر رمضان الفضيل، أجواء إيمانية مميزة وإقبالا واسعا، من خلال اصطحاب المصلين أبناءهم وذويهم وعائلاتهم لأداء صلاة التراويح في ليالي الشهر الكريم. كما يحرص العديد من المصلين، وخاصة الشباب، على بثّ مقاطع فيديو مباشرة “لايف” لأداء صلاة التراويح عبر حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب تسجيل ونشر صور اللحظات الأولى لاستقبال شهر رمضان بالمساجد، مع ذويهم وأصدقائهم.وأدى أكثر من مئات الآلاف من المصلين، حيث يقترب عدد المسلمين في بريطانيا إلى ستة (6) ملايين مسلم في صلاة التراويح في مساجد المملكة المتحدة، والتي تقدر بـ2500 مسجد من مختلف الأحجام، بالإضافة إلى عدد لا يحصى من المصليات التي تؤجر أثناء التراويح والجمع فقط، بإمامة مشايخ من مختلف الأقطار الإسلامية كالجزائر ومصر والمملكة العربية السعودية وغيرها. وتم اختيار الأئمة الجزائريين لأداء صلاة التراويح في شهر رمضان في بريطانيا، بعد إجرائهم امتحانا خاصا باستظهار القرآن الكريم مع شرط إتقانهم أحكام التجويد مع حسن الأداء.قاسيمي: الوزارة أوفدت حُفّاظا مميزينوأكد الدكتور توفيق قاسيمي، مدير عام دار الرعاية الإسلامية في المملكة المتحدة، في تصريح خص به “الخبر”، أمس، أن المبادرة جاءت بطلب منه خلال لقاء مع وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، شهر مايو من عام 2022، بمقر الوزارة. وأشاد مدير عام دار الرعاية الإسلامية بدور الوزارة في إيفاد حفاظ مميزين، والذين استطاعوا رفع صورة الجزائر في بريطانيا وتمثيل البلد أحسن تمثيل.وأشار الأستاذ قاسيمي إلى أن تركيز هيئته ينحصر على المساجد التي يندر فيها وجود أئمة يتقنون كتاب الله عز وجل، حيث يقوم الأئمة الجزائريون (20 إماما)، إلى جانب أداء صلاة التراويح، بتقديم دروس ومحاضرات متنوعة، بالإضافة إلى تصحيح القراءة والإشراف علaى تحفيظ القرآن الكريم، يستفيد منها عدد كبير من الجالية المسلمة، بما فيها الجالية الجزائرية في لندن ومدن أخرى. ولفت إلى أن دار الرعاية الإسلامية تكفلت بنفقات الإقامة والإعاشة إلى جانب صرف مكافآت للأئمة الذين تم اختيارهم من الحفظة لكتاب الله سبحانه وتعالى من قبل الوزارة، بينما تتكفل الوزارة بالبقية.توزيع 500 وجبة إفطار وكفالة 120 عائلة يومياهذا وتقدم دار الرعاية العديد من الخدمات للأقليات المسلمة، منها توزيع خمسمائة (500) وجبة إفطار يوميا، وكفالة مائة وعشرون (120) عائلة ميسورة بتوزيع قفة رمضان مرتين في الأسبوع، وتتعدى الخدمات المقدمة في المركز المسلمين إلى غير المسلمين، ما يجعل المركز محضنا اجتماعيا مفتوحا على كافة الديانات والأعراق والجنسيات، بالإضافة إلى الاعتناء بجاليتنا الجزائرية، خاصة هؤلاء الذين انقطعت بهم السبل من توفير مناصب شغل وتعليم اللغة الإنجليزية مجانا والمساعدة في إيجاد سكن، وكذلك تقديم المعلومات الضرورية للحياة في بريطانيا.وتنفرد دار الرعاية الإسلامية بتقديم خدمات مميزة للمرأة الجزائرية، من دورات تعليم اللغة الإنجليزية إلى دورات تكوينية مجانية ورحلات ومخيّمات ترفيهية سنوية، هذا مع احتفالات ولقاءات متكررة طوال السنة. كما تقدم دار الرعاية الإسلامية دروس اللغة العربية وتحفيظ القرآن الكريم لفئة الشباب، زيادة على حلقات تعليمية وتوعوية وتوجيه إلى الخير.الإمام جيلالي: تلقينا ترحيبا شرّف الجزائرمن جهته، أشاد الشيخ جيلالي مساهل، إمام مسجد الرحمان بالصومعة بالبليدة، والذي اختير لإمامة المصلين في صلاة التراويح بمسجد دار الرعاية الإسلامية في لندن، باستقبال المسلمين من مختلف الجنسيات له، وقال في تصريح لـ«الخبر”: “أنا جد مسرور في أول زيارة لي إلى المملكة المتحدة، وحظيت باستقبال مشرّف من قبل مدير عام دار الرعاية الإسلامية، وأيضا باستقبال الجالية المسلمة من مختلف الجنسيات، خاصة الجزائرية”. وأضاف: “ورحبوا بي أيضًا، وهذا شيء يشرّفنا ويشرّف الجزائر، وبصفة عامة الإسلام”. وتابع: “بعد انتهاء صلاة التراويح، هنأني بعض المصلين وقالوا لي: ذهبتَ بنا إلى السعودية من دون تأشيرة”.إلى جانب ذلك، قامت العديد من المساجد في بريطانيا باختيار؛ بشكل منفرد، أئمة جزائريين، من أبرزهم الشيخ القارئ عبد الحكيم الجزائري الذي يؤم الجالية المسلمة في مسجد بريستل، والقارئ حمزة والقارئ توفيق في مسجد شرق لندن.يذكر أن الجزائر (وزارة الشؤون الدينية ولأوقاف) أوفدت خلال شهر رمضان الماضي 119 إماما لأداء صلاة التراويح بالمهجر، منهم 100 إمام إلى فرنسا، و7 أئمة إلى ألمانيا، والبقية موزعين على دول أوروبية أخرى.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات