+ -

يعتزم كونسورتيوم “كاميسيا”، الذي يعتبر مجمع سوناطراك مساهما فيه، توسيع استثماراته في بيرو، خلال الفترة القادمة، ليشمل أشغال تنقيب أخرى في مواقع غازية. ويواجه هذا المشروع تحديا قد يعيق انطلاقه، يتعلق بوقوع مناطق الاستكشاف في محميات طبيعية داخل “الأمازون”، يرفض سكانها الأصليون الإخلال بتوازنها البيئي.ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال”، عن وزير الطاقة والمناجم البيروفي، أن رخصة التنقيب ستشمل برنامجا بقيمة 480 مليون دولار في الكتلة رقم 88 بحقل كاميسيا، حيث سيقوم الكونسورتيوم بحفر 18 بئر، والقيام بتجارب على تكتونية الطبقة الأرضية التي ستشملها أعمال الاستكشاف.وتعول بيرو على توفير احتياطيات إضافية من الغاز، في حوض كاميسيا الذي يعد استراتيجيا للبلاد من حيث مداخيله الجبائية التي تصل إلى 1.3 مليار دولار في 2013، إلى جانب أهميته في تزويد البلاد بالوقود منخفض التكلفة.وينتج كونسورتيوم كاميسيا الحصة الأغلب من الغاز الطبيعي في بيرو، وذلك في الكتلة 88، وفي الكتلة المجاورة 56، التي تقع في منطقة الجنوب الشرقي من الأمازون. وأنتجت الكتلة 88 معدلا بـ539 مليون متر مكعب في اليوم، خلال شهر نوفمبر، بينما أنتج في الكتلة 56 حوالي 629 مليون متر مكعب، حسب الإحصائيات الأخيرة للحكومة. وتتوفر الكتلة 88 على احتياطي بحوالي 8 مليار متر مكعب مؤكدة.وفي سنة 2012، أمضت الحكومة البيروفية اتفاقا مع المجمع لتوجيه الغاز الطبيعي المنتج في الكتلة 88 لتلبية حاجيات السوق المحلية، مع السماح له بتصدير الغاز المنتج في الكتلة 56. وتأمل الحكومة في إنشاء ناقلات الغاز بعدة مليارات دولارات من أجل تزويد القاطنين في جنوب بيرو بالغاز الطبيعي، وذلك لتطوير المناطق التي تعد الأفقر في البلاد، وتراهن الحكومة على نقل الغاز لتطوير الصناعة البيتروكيماوية في هذه المناطق.وتواجه الحكومة البيروفية في استغلال الكتلة 88، تحديات كبيرة من أبرزها تداعيات هذا القرار على قبائل السكان الأصليين للأمازون الذين يرفضونه بشدة خوفا من آثاره السلبية على محيطهم. ويوجد ثلاثة أرباع الحقل في المحمية، التي أنشئت لحماية القاطنين بالمنطقة الذين يفضلون العيش في عزلة.وتجدر الإشارة إلى أن سوناطراك تتواجد في أمريكا اللاتينية في كونسورتيوم حقل كاميسيا ببيرو بمساهمة تقدر بـ10 % في نشاط المنبع و21.18 % في نشاط النقل عبر الأنابيب. وتشترك سوناطراك مع الشركة الأمريكية هونت أويل، والكوري الجنوبي أس كا هولدينغ، وشركة تاكبترول الأرجنتينية، إلى جانب المجمع الإسباني ربسول.ويقوم فرع شركة سيباكس بتسيير حصة سوناطراك في كونسورتيوم كاميسيا، الذي يعتبر من أهم مساهمات المجمع الجزائري في الخارج على الإطلاق، حيث بلغ رأسماله في 2011 ما قيمته 351.6 مليون دولار ببيرو، مع نتيجة صافية قدرت بـ136 مليون دولار.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: