اختار رئيس الحكومة التونسية الجديدة مهدي جمعة أن تكون الجزائر أول دولة يزورها بعد تعيينه وحيازة حكومته ثقة المجلس التأسيسي.ووصل رئيس الحكومة التونسي مهدي جمعة أمس السبت إلى الجزائر في زيارة عمل تدوم يومين، يناقش خلالها مع الوزير الأول عبد المالك سلال مسائل التعاون الثنائي خاصة ما يتصل بالتعاون في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب وتأمين الحدود.ومنذ عملية الشعانبي التي قتل خلالها 8 من جنود الجيش التونسي من قبل مجموعة مسلحة في جويلية الماضي، شكلت الجزائر وتونس غرفة عمليات أمنية وعسكرية مشتركة تتولى تنسيق التعاون الأمني لملاحقة المجموعات المسلحة التي تتحرك على طول الحدود بين البلدين.كما ستكون مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري من بين الملفات المطروحة خاصة في مجال الطاقة، حيث تعتمد تونس على الجزائر في تغطية حاجياتها من النفط والغاز، إضافة إلى مساعٍ لتقديم تسهيلات لضمان تدفق مليوني سائح جزائري يتوجهون سنويا إلى تونس برا. ويسبق هذه الزيارة اجتماع اللجنة المشتركة العليا التي ستعقد في الثامن فيفري الجاري بمناسبة الذكرى السنوية لأحداث ساقية سيدي يوسف.وكان سلال ومهدي جمعة قد التقيا قبل أسبوعين في تونس خلال توقف سلال فيها من زيارة كان يقوم بها إلى ليبيا، قبل تشكيل جمعة لحكومته، بحضور رئيس الحكومة التونسية حينها علي لعريض.وفضل جمعة احترام التقاليد السياسية التي دأب عليها رؤساء الحكومات في تونس منذ الاستقلال، حيث تكون الجزائر أول دولة يزورها رؤساء الحكومات بعد تعيينهم.وكان رئيس الحكومة الثانية بعد الثورة حمادي الجبالي الوحيد من بين كل رؤساء الحكومات الذي خرق هذا التقليد السياسي عندما فضل أن تكون السعودية أول دولة يزورها بعد تعيينه، وزار بعدها دولا أوروبية قبل زيارته إلى الجزائر. ويبرز وجود هذا التقليد السياسي في تونس حرصها على مصالحها مع الجزائر باعتبار منطق الشقيقة الكبرى الذي يحكم العلاقة بين البلدين، كما ستسهم الزيارة في تكريس الاتفاق الاستراتيجي والأمني الموقع في غدامس شهر ديسمبر 2012، لضمان التهدئة السياسية الاستراتيجية في المنطقة.وفي سياق آخر تلقى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من نظيره التونسي محمد المنصف المرزوقي دعوة “لمشاركة الشعب التونسي فرحته باعتماد دستور جديد للبلاد بعد إنجازه لثورة الحرية والكرامة، والمشاركة في الاحتفال الرسمي الخاص الذي ينظم بتونس يوم 7 فيفري 2014”.ونوه المرزوقي بما اعتبره “الدور البارز الذي لعبته الجزائر لدعم مسار الانتقال الديمقراطي في تونس، وبما تم قطعه سويا من خطوات هامة على درب التأسيس لمرحلة جديدة من علاقات بلدينا وتاريخهما”.ولا يتوقع أن يشارك الرئيس بوتفليقة في هذه الاحتفالات بسبب وضعه الصحي الذي لا يتيح له منذ أفريل الماضي التحرك بشكل كبير، وتقرر إيفاد الوزير الأول عبد المالك سلال لتمثيله في هذه الاحتفالات.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات