كلما حل الضيف الأبيض بمرتفعات سلسلة الأطلس البليدي، وافترش الارض وغطاها بالأبيض، كلما انتعشت الحياة بحظيرة الشريعة السياحية، ودبت الحياة، و تحول الطريق اليها الى طوابير من المركبات، و على قوارعها نصب شباب من صغار التجار طاولات وصنايق، و ضعوا فوقها البيض المسلوق والفول السوداني مع شاي ساخن، وآخرون حملوا معهم قفازات صوفية و جلدية لعرضها وبيعها للسياح، فيما عادت الفرحة الى قلوب الفلاحين و أصحاب الفلاحة الجبلية، لسقي محاصيلهم وإنبات خضرواتهم، و ملئ المسطحات والاحواض المائية، ثلجا وماءً.
وعاد بنا يوسف أوراغي في دردشة مع "الخبر"، منتصف القرن الماضي، أين سكان المنطقة، يستغلون سقوط الثلج، لتخزينه في حفر عملاقة تعرف بـ "المطمور"، تحسبا لمقدم فصل الحرارة، و أن تلك الخزانات التي تشبه الثلاجات اليوم، تكون في أماكن معزولة و بعيدا عن أشعة الشمس حتى لا يذوب الثلج المخزن بها، و حينما يحل فصل الربيع والصيف، يستخرجه الناس ويستعملونها، في أغراضهم الفلاحية و بساتينهم المغروسة بأشجار الرمان والبرقوق والتين و الزيتون، و أنواع أخرى ، بل وحتى يستعملونه في بيع "المثلجات " ، للزوار و السياح الوافدين من عمق الجزائر و من الضفة الأخرى لشمال حوض البحر الأبيض المتوسط.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات