تعاطي المواد الكاشطة يؤدي إلى استئصال المعدة والبلعوم

+ -

 تأسف البروفيسور محمد نخموش، رئيس مصلحة أمراض الجهاز الهضمي بمستشفى لمين دباغين بباب الوادي في العاصمة، على عدم وجود قانون صارم خاص بوضع العلامات المنبهة على عبوات المواد الكاشطة تؤكد على خطورتها، مع اعتماد طرق خاصة لقفلها بإحكام مثل بعض الأدوية، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي يتعمّد البالغون شربها بهدف الانتحار، يخطأ الصغار في كثير من الأحيان لاعتقادهم بأنها عصائر، وهو ما يترك لديهم آثارا صحية وخيمة ترافقهم حتى الكبر.أوضحت الدكتورة إمسعودان زهرة، مختصة في الجراحة العامة بمستشفى القبة، خلال الملتقى العلمي الذي احتضنه، أول أمس، مستشفى مصطفى باشا الجامعي في العاصمة، لمناقشة كيفية التكفل والتعامل مع ضحايا حوادث تعاطي المواد الكاشطة، بأنه في حال الشرب المتعمّد لتلك السوائل الخطيرة، يكون استئصال البلعوم والمعدة هو الحل، لأن الكمية المشروبة بكثرة تكون قد أحدثت ثقوبا وأضرارا خطيرة بهما.أما عند الطفل أو البالغ الذي شرب السائل خطأ وبكمية لا تتعدى الجرعة، فيوضع له مؤقتا أنبوبا على مستوى البطن يتغذّى منه، في انتظار توسيع البلعوم.وعن هذه التقنية، قالت الدكتور لعيايدة كريم، اختصاصي أمراض الهضم بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، إنه “بعد التشخيص بالمنظار قصد تحديد آثار المادة الكاشطة على البلعوم والمعدة، نقوم بتمديد تدريجي للبلعوم بواسطة تقنيات خاصة”، مضيفا أن ذلك يتطلب عديد الحصص قد تمتد على أشهر أو حتى سنوات، كما قد يتطلب الأمر إجراء عملية جراحية يستأصل خلالها البلعوم ويعوّضه جزء من القولون.من جهته، أكد البروفيسور نخموش على ضرورة وضع قوانين خاصة تجبر منتجي هذه المواد على وضع علامات منبهة لخطورتها على العبوة، مع وضع أقفال مماثلة لأقفال بعض الأدوية التي يصعب على الصغير فتحها. وأضاف محدثنا قائلا إن “80 بالمائة ممن يلجأون للمواد الكاشطة المنزلية قصد الانتحار هم من النساء، في حين يتعمّد الرجال الانتحار بتعاطي حمض بطاريات السيارات”، مشيرا إلى أنهم يستقبلوا يوميا عدة حالات تعاطي لهذه المواد، غالبيتهم أطفال.من جهتها، ذكرت البروفيسور أمنية نادية، رئيسة مصلحة أمراض الجهاز الهضمي بمستشفى القبة، أن الأمر يتعلق بمشكل صحة عمومية، يتوجب فرض وقاية صارمة، مطالبة بحملات تحسيسية سواء في المدارس أو من قبل مختلف وسائل الإعلام، تنبه لخطورة هذه المواد وكيفية التعامل معها، خاصة من قبل ربات البيوت.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: