أسست ندوة العلماء سنة 1894م على يد العلامة محمد علي المونجيري من مونجير، مدينة بولاية بيهار بالهند، وذلك بالتعاون مع زملاء له، ونذكر منهم العلامة شبلي النعماني؛ الذي سميت المكتبة العامة بدار العلوم باسمه بعد ذلك، والعلامة عبد الحي الحسني؛ وهو أول أمين عام لدار العلوم التي أسست من قبل ندوة العلماء سنة 1895م.وقد أقيمت المكتبة في السنة التي أسست فيها كلية دار العلوم، وهي الآن المكتبة المركزية لجميع الكليات الموجودة داخل الحرم الجامعي لدار العلوم.وتضم المكتبة حاليًا نحو 150000 كتاب، باللغات العربية، والفارسية، والأوردية، والإنجليزية، وباقي اللغات الهندية، ولما كان تزويد المكتبة بالمقتنيات من الأوعية الثقافية قائم في جانب منه على وقف المكتبات الخاصة، فإن كثير من الكتب توجد عليها تعليقات، أو توقيعات العلماء الذين قرؤوها، أو امتلكوها، ومن بين تلك التعليقات، تعليقات العلامة شبلي النعماني، وكذا تعليقات عبد الحي الحسني.أما المخطوطات، فيوجد بها نحو 4500 مخطوط، باللغات العربية والفارسية والأردية، إلا أن أكثرها بالعربية، ثم الفارسية، ومنها ثلاث مخطوطات باللغة العثمانية، ومخطوط واحد باللغة البوشتية.ويوجد بخزانة المخطوطات 120 مصحف يرجع أقدمها إلى القرن العاشر الهجري.أما أقدم مخطوط فهو كتاب ‘منتهى العلوم في تفسير كتاب الله الحي القيوم’ للعلامة نور الدين أبي طالب عبد الرحمن بن عمر البصري المتوفى سنة 680هـ، وقد نسخ بعد وفاة المؤلف بأربع سنوات، وهو غير مطبوع، يتضمن تفسير سورة النساء وقليل من سورة المائدة، كما يوجد بالمكتبة نحو عشرين من مؤلفات ابن الأمير الصنعاني اليمني، بعضها بخط يده، وبعضها غير مطبوع حتى الآن، كما يوجد بها مؤلفات العلامة صديق حسن القنوجي بخط يده، وبعضها غير مطبوع، وكذا مؤلفات الشيخ المحدث حسين بن محسن الأنصاري اليمني بخط يده، وعدد منها غير مطبوع.وقد ضم إلى المكتبة عدد كبير من المكتبات الخاصة لعلماء هنود، نذكر منها: - مكتبة النواب علي حسن بن الصديق حسن القنوجي. - مكتبة نجم الحسن بن نور الحسن نواب صديق حسن القنوجي. – مكتبة الدكتور عبد العلي بن عبد الحي الحسني؛ صاحب ‘نزهة الخواطر’، وهو الأخ الأكبر لأبي الحسن علي الحسني الندوي. – مكتبة إفتخار فريدي. – مكتبة الشيخ حليم عطا. – مكتبة الدكتور ولي الحق الأنصاري. – مكتبة وجدي علي. – مكتبة رشيد الدين خان. – مكتبة السيد عبد الجليل.ويوجد لهذه المخطوطات فهرس خاص بها طبع قبل 18 سنة؛ لذلك فهو غير مستوعب للمخطوطات التي أضيفت بعد ذلك إلى قسم المخطوطات، وقد طبع هذا الفهرس ببيت الثقافة الإيراني والموجود بدلهي عاصمة الهند دون إذن من ندوة العلماء، ولا إذن معده الشيخ هارون الندوي رحمه الله أمين المكتبة سابقًا، وقد عمل بهذا القسم نحو 35 سنة، حيث طلب منه المشرفون على بيت الثقافة تصوير نسخة من مسودة الفهرس بحجة أن بيت الثقافة تقوم بجمع فهارس المخطوطات الموجودة بالهند وإدخالها في فهرس موحد، إلا أنهم طبعوا الفهرس كما أخذوه دون إذن صاحبه، كما أن الفهرس لم ينسب إلى معده بل نسب إلى بيت الثقافة، واكتفوا بشكر صاحبه في المقدمة فقط.وبما أن الفهرس قد طبع عن المسودة وبعيد عن صاحبه، فقد جاء فيه نقص كبير ومهم وبخاصة في أسماء المؤلفين، وتاريخ وفاتهم، سواء كان ذلك عن قصد، أو عن غير قصد، وإليك نماذج من ذلك النقص من خلال المقابلة بين الكتاب المطبوع وأصله المخطوط بيد الشيخ هارون الندوي المعد الحقيقي للفهرس.1– جاء في المطبوع: ديوان فضل حق الخير أبادي – فضل حق الخير أبادي - وجاء في الأصل المخطوط: ديوان فضل حق الخير أبادي – فضل حق بن فضل إمام بن محمد أرشد العمري الخير أبادي المتوفى سنة 1278هـ.2– جاء في المطبوع: ديوان ولي الله الدهلوي مع التضمينات والتخميسات – ولي الله الدهلوي، مع عدم ذكر اسم الناسخ - وجاء في الأصل المخطوط: ديوان ولي الله الدهلوي مع التضمينات والتخميسات - والتضمينات والتخميسات لنجليه عبد العزيز بن ولي الله ورفيع الدين بن ولي الله – اسم الناسخ سيد قربان محيي الدين الحيدر أبادي.3– جاء في المطبوع: ربيع الأدب للسيد صديق حسن قنوجي - وجاء في الأصل المخطوط: ربيع الأدب للسيد صديق حسن بن أولاد حسن بن أولاد علي الحسني القنوجي البخاري المتوفى سنة 1307هـ.والله الموفق لما فيه الخير والصواب.* مدير تحرير مجلة “آفاق الثّقافة والتّراث”
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات