+ -

كلما حدثت جريمة قتل في تيزي وزو تسارع مصالح الأمن للتأكيد أن لا علاقة لها بالإرهاب. كأن القتل الذي لا علاقة له بالإرهاب يدخل في خانة القتل العادي أو الطبيعي، على وزن الموت الطبيعي أو العادي الناتج عن المرض وسنّة الطبيعة.الأخبار التي أوردتها القيادة الجهوية للدرك الوطني حول جريمة القتل التي راح ضحيتها المواطن مبروك عميروش لا تغير من الواقع شيئا، لأن البلد الذي يصبح فيه القتل هواية يمارسها الجميع بأشكال مختلفة وبدوافع متعددة ودرجات متفاوتة من الاحترافية... هو بلد غير آمن وأكثر تهديدا من البلد المهدد بالإرهاب وكفى.لما كانت بلادنا مهددة بالإرهاب، كان الجميع يعرف ما يجب فعله للتخلص من الإرهاب، لكن عندما يصبح القتل منتشرا بين أبنائنا لأسباب لا تستطيع مصالح الأمن الكشف عنها ولا وسائل الإعلام، ولا يستطيع حتى المواطنون التطرق إليها فيما بينهم... نفهم لماذا الأكبر سنا من الجزائريين في الهجرة قبل الأصغر سنا، بينما كان البقاء في البلاد خيارا تبناه الكثير منا أيام الإرهاب رغم سهولة الهجرة أثناءها.لكن جريمة القتل العادية، التي لا علاقة لها بالإرهاب، لا تدعو السلطات العمومية إلى القلق، لأنها لا تحمل بصمة الأيادي الأجنبية التي تريد تقسيم البلد أو إسقاط نظام حكمه ولا تحمل بصمة المعارضة المسلحة التي قد تدفع إلى تداول الوضع الأمني الجزائري في النقاش العالمي، وربما إلى فتح جولات للحوار حول الأزمة الجزائرية بين أطراف غير جزائرية، وتنتهي بلوائح أممية يفرض تطبيقها على السلطات الجزائرية...فعندما تكون جريمة القتل تمارس طبيعيا، يكون استقرار البلد غير مهدد. أما استقرار حياة المواطنين وراحة بالهم، فهذا حق لا يدرك عند شعب وجد من أجل استقرار البلد وليس بلدا انتزع استقلاله وسيادته من أجل استقرار أبنائه وازدهار حياتهم[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات