كيف راقبت الأغاني 15 سنة من حكم بوتفليقة للجزائر

+ -

أطلق، هذا الأسبوع، مغني الراب الشاب عزو أغنية جديدة عن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بعنوان ”معاك بوتفليقة، عهدة ورا عهدة”، يمدح إنجازته طيلة الـ15 سنة التي حكم فيها البلاد. ولا تعتبر هذه الأغنية الأولى من نوعها، حيث يوجد في رصيد بوتفليقة الرئيس العديد من الأغاني، التي غالبا ما تهلّل لإنجازاته عند كل موعد انتخابي، بينما تتوقف في الجهة المقابلة أصوات تنقد سياسته. تؤكد ”كرونولوجيا” الأغنية السياسية في الجزائر أن شخص الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لم يكن ليحظى بكثير من اهتمام المطربين الجزائرين، إلا عندما دخل الساحة كمرشح للرئاسة لعهدة ثانية سنة 2004، بينما لم يكن في رصيده سنة 1999 أغاني تمجده، حيث انشغل الجميع بخصوص منافسيه الذين بدوا الأكثر شهرة من بوتفليقة في تلك الفترة السياسية. ومع انطلاق سباق الرئاسة للعهدة الثانية، بدأت جيوش المطربين تهلل لبوتفليقة، وفق مبدأ ”الدنيا مع الواقف”. وهنا دخلت على الخطة الشابة يامينة بأغنية حملت عنوان ”يا رايسنا” يقول مطلعها: ”يا رايسنا ياحامي رايسنا.. شحال تعبت وشحال شقيت وهادي مرة مدة معانا بقيت ومن وقتك كثير ضحيت”، وأيضا المطرب الذي ذاع صيته في تلك الفترة هواري دوفان، والشاب توفيق الذي تفنن في مغازلة النظام. وحتى الشابة الزهوانية ركبت الموجة في تلك الفترة التي امتدت إلى غاية انتخابات 2009. وجاءت عهدة الرئيس الثالثة التي عرفت انتشارا واسعا للأغاني التي تغازل الرئيس بوتفليقة، على غرار الشيخ محمد بلخياطي الذي قدّم أغنية ”عبد العزيز بوتفليقة”. كما سبق للشاب عزو أن غنى ”بوتفليقة رئيسنا” في 2009، التي ضرب فيها مثالا بإنجازات الرئيس بالمطار الجديد والطريق السيار شرق غرب وأشياء أخرى، إلى أن خلصت العهدة الثالثة بأغنية ”كل سنة وأنت طيب يا بوتفليقة” التي غناها الشيخ المازوني.ومع بدأ العد التنازلي للانتخابات الرئاسية القادمة 2014، وبينما لم يحدد بوتفليقة ترشحه من عدمه، عادت الأغنية لتصنع الحدث، ولكن على درجات أقل، فالرجل ”المريض” لم يعد يشغل بال الكثيرين إلا القلة القليلة الذين تزفّ طوابيرهم فرق ”المداحات” الذين هللوا لفوز بوتفليقة قبل الأوان، وذلك بعد أن ارتبط الغناء للرئيس بوصف”الشيّات”، تلك الكلمة العامية التي يلقي بها المجتمع على كل من يتجه نحو الغناء للسلطة بشكل عام بحثا عن امتيازات خاصة، رغم أن حظ العديد ممن غنوا للنظام طمعا لم يكن شيء يذكر، وهو ما عبر عنه الشيخ المازوني في إحدى خرجاته الإعلامية السابقة حيث قال: ”غنيت لبوتفليقة عام 2004 ، لأجد نفسي في بطالة”، وأضاف في الحوار ذاته المنشور على ”الخبر” سنة 2009: ”منذ خمس سنوات، لم يتصلوا بشخصي. أعيش اليوم حالة بطالة، ولم أجد مسؤولا واحدا يلتفت إلى حالتي”.ومع اقتراب نهاية العهدة الثالثة لبوتفليقة، انتقلت عدوى عبارة ”طاب جناني” من السياسة إلى الفن والثقافة، حيث نجد في اليوتيب واحدة من الأغاني”الساخرة” التي يبدو أنها أزعجت السلطة إلى حدّ حذفها ”نهائيا” من الأنترنت لاستهزائها بكلمة ”طاب جناني”، على غرار أغنية ”يا شباب الجزائر لديّ برنامج الدلاع” التي تم حذفها هي الأخرى من الأنترنت.بينما أنتجت سنة 2013 العديد من الأغاني تعارض بوتفليقة على الأنترنت باللغة العربية وحتى الأمازيغية، تنتقد الجنرالات وبوتفليقة ووزراءه، وأخرى تنتقده بالحديث عن الفيزا في زمن بوتفليقة. وفي العهدة الثالثة التي شحت فيها إطلالات بوتفليقة الإعلامية، عرفت الساحة الفنية واحدة من أسوأ أنواع القمع السياسي ضد الفن والموسيقى، حيث نطقت محكمة سطيف، في منتصف شهر أفريل 2010، بحكم 3 سنوات حبسا نافذا في حق حسان و10 سنوات سجنا غيابيا ضد شقيقه عبد الرحمن المتواجد حاليا بإحدى الدول الأوروبية، مع تغريمه بـ500 ألف دينار جزائري، بتهمة تروجيه لأغان تنتقد شخص رئيس الجمهورية ورموز الدولة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: