وقعت رابطة العالم الإسلامي اتفاقية شراكة وإطلاق ‘المعمل الدولي للأديان’ مع جامعة كولومبيا العريقة في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، في احتفالية كبيرة حضرها الأمين العام للرابطة رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، وقيادات الجامعة، وكاردينال الكاتدرائية الكبرى بنيويورك تيموثي دولان والحاخام الأكبر آرثر شناير وأعضاء من الكونغرس الأمريكي.عقدت جامعة كولومبيا في مقرها بنيويورك ندوة دولية مصاحبة لحفل التدشين للدكتور محمد العيسى حول القيم المشتركة وأساليب مواجهة تحديات الكراهية ومخاطرها، بمشاركة رئيس الكاتدرائية الكبرى بنيويورك الكاردينال تيموثي دولان، والحاخام الأكبر بالولايات المتحدة آرثر شناير، وبحضور قيادات الجامعة وأساتذتها وطلابها وأعضاء من الكونغرس الأمريكي.ويهدف “المعمل الدولي للأديان” إلى بناء القدرات المضادة لمفاهيم الكراهية والعنف والصدام الحضاري، وسيكون منصة عالمية للبحث والتدريب في حماية المجتمعات من كل أشكال الكراهية، ومركز امتيازٍ للبحث والقيادة والتدريب، مما سيعزز عوامل الحماية ضد جميع أشكال الكراهية القائمة على الدين أو العرق أو غيرها، كما سيعمل على تطوير برامج تدريبية موثوقة للمعلمين لردع مخاطر التطرف، وتعزيز عوامل الحماية ضد الأشكال العالمية من الكراهية والعنف التمييزي، وتعزيز الجهود المشتركة، ودعم المبادرات والبحوث الهادفة لتحسين التعايش والتعاون في صُنع عالم أكثر سلاما وتعاونا.وكشف الدكتور العيسى عن غياب كثير من القيم المشتركة وهو ما يعود بشكل سلبي على انسجام عالمنا ووئام مجتمعاته الوطنية المتنوعة التي يربطها قاسم مشترك هو قيمها المتفق عليها.وأوضح أن المعمل الدولي للأديان في كلية المعلمين بجامعة كولومبيا سيتولى معالجة معضلة الكراهية والعنصرية والعنف حول العالم، من خلال خيارات متعددة في مقدمتها الأبحاث والتدريب، لما عُرِف عن هذه الكلية من كونها صرحًا دوليًا للأبحاث والتدريب وصناعة قادة التعليم. ونبه أمين عام الرابطة إلى أن العالم اليوم مهدد باتساع رقعة الكراهية والعنصرية، بل وبتمرير الذرائع الباطلة التي ينطلق منها الكارهون والعنصريون؛ لذا فإن من المهم المسارعة إلى الإسهام في إيجاد عالم أكثر تفاهمًا وتعاونًا وسلامًا، ومجتمعاتٍ وطنية أكثر تعايشًا ووئامًا.من جهتها، أكدت الدكتورة أمرا سابتش إل. رايس، التي ستتولى الإدارة التنفيذية للمعمل، أن الكراهية تمثل تحديًا عالميا للتماسك الاجتماعي والتعايش، مشيرة إلى أن الآليات المعتمدة لمكافحة انتشار التطرف بين الشباب لا تزال بحاجةٍ للمزيد من المراجعة والتقييم.وكشفت أنها أجرت بحثًا عام 2021م شمل 300 معلم من 25 ولاية أمريكية كشفت فيه أن 68% من المعلمين يرون تحيُّزًا من الطلاب ضد زملائهم المسلمين في المدارس، بينما يرى 92% من المعلمين تحيُّزًا ضد المسلمين من زملائهم المعلمين، ما يؤكد وجود حاجة ملحة لتصميم برامج تدريبية، ومناهج مبتكرة، تعالج هذه التحيزات في مهدها داخل الفصول الدراسية.تجدر الإشارة إلى أن الدكتورة أمرا سابتش إل. رايس، ستتولى الإدارة التنفيذية للمعمل الدولي للأديان، وهي أستاذة في جامعة كولومبيا قامت بالتدريس والبحث والنشر حول مجموعة من القضايا في التعليم، ويتم تدريس نتائج أبحاثها في مناهج التعليم العام، وكذلك في مواد التعليم العالي في جميع أنحاء الولايات المتحدة، كإحدى المواد التي تحث على الصمود في وجه الكراهية والتمكين من خلال التعليم، وقد تلقت منحًا بحثية من عدة وكالات حكومية ومراكز أبحاث ومنظمات دولية بارزة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات