حكومة “دوّختها” الشرذمة و “الذراري”

+ -

السلطة لا تبدّل عاداتها، تحافظ على تراثها السياسي، وتقاليد “الجدود”، فعندما انتفضت العاصمة ومدن أخرى، في الخامس أكتوبر 1988، قالت السلطة إن الأمر يتعلق بـ«شغب أطفال”. بعد 25 سنة، زالت دول ونشأت دول، تغيّر الناس والمدن والصحراء، مرّ على الجزائر أربعة رؤساء و11 رئيس حكومة، وأكثر من 300 وزير، ولكن السلطة في الجزائر، مازالت تردد- كلما جدّت أحداث- الأسطوانة المشروخة ذاتها: “شغب أطفال” و«أياد أجنبية”.في بداية أحداث منطقة القبائل عام 2001، قالت الحكومة إن هذه الأحداث مفتعلة من قِبل أطراف تستغل “الصبيان المنحرفين”، و«تذكيها أياد أجنبية”. وعندما جدّت أحداث الزيت والسكر، قال رئيس الحكومة السابق، أحمد أويحيى، إن أطراف تستغل أطفالا لدفعهم إلى التخريب.وعندما اختطف مسلحون والي ولاية إليزي، في جانفي 2012، قال وزير الداخلية حينها، دحو ولد قابلية، إن الأمر يتعلّق بلعب أطفال “ذراري”، كانوا يتسلّون، لم تكن بين أيديهم في الصحراء لعبة يتسلّون بها، فوجدوا أن والي إليزي يمكن أن يكون لعبة مسلّية، فقاموا بخطفه والتلهّي به. وفي فيفري 2013، قال سلال إن المسيرات والاعتصامات التي كان يقوم بها حينها البطالون في الجنوب تنفّذها “شرذمة”. استذكرت كل ذلك، بعد تصريح الوزير الأول، عبد المالك سلال، في برج بوعريريج، حيث قال إن الفتنة المذهبية هي مجرد مشاحنات وشغب “ذراري” (أطفال).بالنسبة لسلال، فإن فتنة تطحن شوارع وأحياء غرداية، نزحت بسببها 100 عائلة عن مساكنها، هي “شغب أطفال” ليس إلا. وأحداث أغلقت 60 بالمائة من المؤسسات التعليمية، ومنعت التلاميذ من التوجه إلى المدارس، هي “مشاحنات أطفال”. والفتنة التي تدفع التجار إلى غلق متاجرهم لمدة شهر، واستدعت إنزال ثلاثة آلاف دركي، هي “فوضى أطفال”، والبيانات التي تصدر عن الأعيان والمجالس والجمعيات هي “خربشات أطفال”.ياه.. كم هي مسكينة هذه الحكومة، وكم هو تعيس الحظ هذا رئيس الحكومة مع “الذراري”، مرة يختطفون له واليا، ومرة يقلقون حكومته بشغب في الجنوب، ومرة يتشاغبون بينهم في غرداية.مَن مِن الجزائريين له عقل “عصفور” حتى يصدّق “حكومة الأطفال” والرسوم المتحركة؟ مطلوب من الحكومة أمر واحد فقط، أن تحترم الحدّ الأدنى من ذكاء 40 مليون جزائري، وألا تجعل من البلد مسخرة للإعلام الدولي[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات