38serv

+ -

 الإنسان عرضة للمرض منذ لحظة يطل فيها على هذا العالم الذي يزخر بأشياء بعضها نافعة له وأخرى ضارة ويعود للإنسان طبعا الفرز بينهما واقتناء ما هو نافع والابتعاد على ما هو ضار.يصاب الطفل وهو صغيرا بأمراض التنفس أو الإسهال وفقدان الشهية والتقيؤ أو البكاء وعدم النوم وتراجع الوزن.. الخ. كما يصاب الطفل بالتهاب الأذن أو الحنجرة أو اللوزتين أو باضطرابات هضمية أو الأنيمية.. الخ، أما الراشد فهو أكثر عرضة للشقيقة والتهاب الجيوب أو القرحة المعدية أو الإمساك وغيرها، ثم يأتي الكهل الذي يمثّل أرضية مناسبة للأمراض المزمنة كالسكري وارتفاع الضغط الشرياني والسكتة القلبية والذبحة الصدرية والحوادث الوعائية المخية..الخ، وأخيرا المسن الذي يصاب أكثر بنقص الرؤية وفقدان الذاكرة وباركينسون والزهايمر..الخ.لكل مرض سبب ومعرفة السبب هي مفتاح العلاج. فالطفل الصغير غير قادر على مكافحة الجراثيم أو تأقلمه مع تقلبات الطقس، لأن جسمه لا يزال في تطور مستمر ومناعته لم تكتمل بعد، ولا تحوي مضادات الأجسام الضرورية للجسم حتى يتمكن من تجاوز المرض، لهذا فإن الطفل الصغير بحاجة إلى رعاية أكثر وحماية أكبر مع صراعات الشروط الوقائية، كالقيام بالتلقيحات الضرورية في وقتها وتفادي التعرض لعوامل الحساسية ثم القيام بمعالجة الأعراض منذ بدايتها لتفادي المضاعفات وتفاقم المرض. وفي سن متقدم يكون الطفل قد تخلى عن حليب أمه الذي يزوّده بما يحتاجه جسمه لمقاومة المرض، ويشرع في التغذية المتنوعة من خضر وحبوب ولحوم وغيرها، التي يجب أن تكون متوازنة ومتنوعة وكافية حتى تضمن له سلامة صحته وقوته وقدرته على مقاومة الأمراض. بينما يتمتّع الراشد بكمال جسمه وقدراته الدفاعية ومقاومته للجراثيم والمكروبات ومختلف الأمراض الأخرى، بفضل اكتمال أعضائه ونضج خلاياه وتمكنها من أداء وظائفها على أكمل وجه، هذا ما يجعله يمرض أقل ويشفى بسرعة حتى يبلغ سن الكهولة، حيث تبدأ وظائف أعضائه بالتراجع إلى ان تصاب بعجز تدريجي، ويتراجع عدد خلاياه التي تعجز شيئا فشيئا حتى يصبح عرضة للأمراض المزمنة التي تساهم مع التقدم في السن في ضمور العضلات وعجز الأعضاء وهشاشة العظام وندرة الخلايا العصبية، التي تعتبر مصدر أمراض الشيخوخة المختلفة والمتعددة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: