+ -

 في ظل انتكاسة الأخلاق والدعوات إلى الاعتراف بالمثلية الجنسية واحترام المثليين بحجة حقوق الإنسان والحرية الشخصية في اختيار الجنس.. ندعو الله ونحمده على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة، دين الفطرة السليمة والأخلاق القويمة.إن نعمة الإسلام نعمة من أجلّ النعم وأوفاها وأعلاها ويجب على المسلم أن يحمد الله تعالى ليل نهار على تلك النعمة الكبرى والمنة العظمى؛ إذ جعله من أهل التوحيد الخالص والدين الحق؛ دين الفطرة، قال تعالى: {فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله}، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء”، ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه: “فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم”.إنه دين الفضيلة ومكارم الأخلاق؛ الإسلام دين يدعو في كل تعاليمه ومبادئه إلى الفضائل ومكارم الأخلاق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنما بعثت لأتمم صالح الأَخلاقِ”.وإذا انتكست الفطرة وتدمرت فقد مات الإنسان وإن كان يمشي على الأرض، قال الله: {أومن كان ميتًا فأحييناه وجعلنا له نورًا يمشي به في الناسِ كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها}، ولن تحفظ فطرة الإنسان وتزداد نورا وإشراقا وتكتمل قوة وحياة إلا بالإيمان والعمل بالطاعات؛ فالطاعات تغذيها وتقويها، ومجانبة المحرمات تقيها المدمرات.وإذا كانت الفطرة هي سعادة الإنسان بصلاحها، وفسادها شقاوة الإنسان وهوانه وخسرانه، وجب تجنب ما يغيرها ويفسدها، وإن فوز الإنسان وصلاحه وسعادته واستقامة أموره كلها ووراثته لجنات النعيم، ونجاته من عذاب الجحيم هو بالحفاظ على الفطرة المستقيمة.فالفطرة المستقيمة والحالة القويمة دين الله تعالى، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومتابعة الوحي المنزل والإعراض عما خالف الوحي والتأدب بآداب الإسلام والتحلي بحلي الإيمان والتضرع والتحلي بأخلاق الإسلام.ومن خالف الفطرة كانت علاقته مع الله شركا وعصيانا، ومع الناس بغيا وظلما، ومع الحيوانات وحشية وعدوانا، ومع الطبيعة إعداما وإفسادا، لذا استحق من خالفها العقوبة. ومن كانت مخالفته للفطرة جزئية تكون عقوبته مناسبة للمخالفة. قال تعالى: {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون}، ويقول عز وجل: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثيرٍ}.إن ما بينه الله تعالى في كتابه القرآن نفس ما أودعه تعالى في الفطرة، وهما شيء واحد أصلا، فهذا كتابه الذي أنزل، وهذا كتابه الذي أوجد. وكل قطعة في الكتاب المنزل آية، كذلك كل شيء في الكتاب المكون آية. والقيام بأوامر المنزل، والانتهاء عن مناهيه، والتخلق بأخلاقه، والاتعاظ بمواعظه والاعتبار من قصصه تدين، كذلك الإذعان لأسرار الكتاب المكون وحكمه، والاجتناب عن الإضرار به، والانسجام مع متطلباته، والاعتبار من مناظره تدين كذلك. وهدف كليهما واحد، وهو سعادة الإنسان..إن الشرع الحكيم قد حرم الشذوذ (اللواط بين الرجال والمساحقة بين النساء)، وقد دل على تحريمه الكتاب والسنة والإجماع، وإذا ثبت كون الشيء محرمًا دل ذلك على قبحه وعظيم ضرره، لأن الأحكام الشرعية صادرة عمن أحاط علمه بكل شيء، قال الله تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}.إن جريمة الشذوذ لما كانت مقرونة بغريزة إنسانية وشهوة جامحة، فإن الانحراف عن إشباعها بالطريق الطبيعي والفطري الذي شرعه الله تعالى؛ يؤدي إلى كارثة إنسانية محققة، وهي فناء النوع الإنساني، ولذلك فإذا كانت جريمة القتل فيها وأد لنفس إنسانية، فجريمة الشذوذ الجنسي فيها وأد لكرامة الإنسان، وفيها محاربة للفطرة التي فطر الله الناس عليها، وفيها وأد للبشرية بأسرها.فالإنسان ليس حيوانًا تسيره الغريزة ليستجيب لدواعي الشهوة كلما ثارت عليه، بل عليه أن يعرف كيف يوجه هذه الرغبة التي هي أمانة غرسها الله فيه؛ ذكرًا أو أنثى، فالإرادة والاختيار التي أكرم الله بهما الإنسان هما اللذان يميزانه عن سائر المخلوقات في توجيه سلوكه واختيار ما هو خير. فالنظرة إلى الشهوة على أنها الهدف هي انحراف عن الفطرة وخروج عن الطبيعة، لذا نعلن رفضنا شرعنة المثلية الجنسية وتقنينها والدفاع عنها وتشجيعها بين فئات المجتمع، إن الوقوف بالمرصاد لمن يمارسون الشذوذ الجنسي ومن يدعمونهم ويدعون لاحترامهم بدعوى الحرية الشخصية وحقوق الإنسان، هو فريضة شرعية وضرورة حياتية، فاعتبروا يا أولي الأبصار.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات