+ -

 مَن أحبّ الدّنيا بقلبه ورغب فيها وسعى لجمعها، يقصد بذلك التَّنَعُّم والتّمتّع بشهواتها، فهو من الرّاغبين في الدّنيا، وليس من الزّهد في شيء، فإن مال إلى الدّنيا ورغب فيها، لا لتنعم ولكن لينفقها في وجوه الخيرات والقُربات، فهو على خير إن وَافق عمله نيته، ولا يخلو في ذلك من خطر. وأمّا مَن طلب الدّنيا ورغب فيها فلم يتيسّر له، ولم يحصل على مطلوبه منها فبقى فقيرًا لا شيء له، فهذا هو الفقير، وليس بالزّاهد، وله في فقره فضل وثواب عظيم إن صبر عليه ورضي به. وأمّا من تبسّط في الدّنيا وتوسّع في شهواتها، وادّعى مع ذلك أنّه غير راغب فيها، ولا محبّ لها بقلبه، فهو مدّع مغرور، لا تقوم له حجّة بدعواه، وليس له في حالته تلك قدوة يقتدي به الأئمة المهتدين والعلماء الصّالحين، لا من السّلف ولا من الخلف، فاعلم ذلك واللّه يتولّى هُداك.    الإمام عبد اللّه بن علوي الحدّاد الحسني

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات