38serv
احتفظت الجزائر على مدار تاريخها الدبلوماسي، بمقاربة تقوم على رفض منطق العداء الذي يكنه جزء من العرب لدول أخرى كبرى في محيطهم الإسلامي الكبير، وعلى رأسها إيران وتركيا. وعلى هذا الأساس، ابتعدت الجزائر عن إقحام نفسها في الصراعات التي تفجرت في حرب الخليج الأولى والثانية، على الرغم من علاقاتها القوية مع النظام العراقي في ذلك الوقت بقيادة الراحل صدام حسين، ومكنها ذلك من أن تحظى باحترام الجميع وتلعب أدوار وساطة عجز غيرها عن أدائها، إذ لا يزال من مفاخر الدبلوماسية الجزائرية التي تذكر الوساطة المنجزة بين العراقيين والإيرانيين، واستغلال علاقاتها الجيدة مع النظام الإيراني في تحرير الرهائن الأمريكان، وهو ما يزال يدين به مسؤولون أمريكيون إلى اليوم للبلاد.
كذلك، كانت العلاقة مع تركيا دائما في وضع جيد، عدا فترات قليلة اعترتها بعض الهزات. ومع تحول تركيا من دولة عادية إلى قوة إقليمية كبيرة، ازدادت العلاقة قوة في المجالات الاقتصادية وحتى الجيو-استراتيجية. وحتى مع الدعم التركي الواضح لثورات ما عرف بالربيع العربي التي كانت محل توجس شديد في الجزائر، لم تتأثر تلك العلاقة مع أنقرة التي فهمت أن الوضع في الجزائر له سياقاته الخاصة التي لا تتأثر بالموجات الخارجية، وهو ما انعكس في عدم وجود توجيه أو دفع تركي لأن يلقى النظام في الجزائر نفس مصائر ما حدث في تونس أو مصر.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات